«لا شيء مستحيل في كرة القدم» جملة يثبتها لاعبو الكرة يومًا بعد يوم، حبًا في الساحرة المستديرة، التي تملأهم شغفًا كبيرًا لممارسة هذه الرياضة المجنونة.
وشهد الدوري التركي واقعة مثيرة، حيث عودة المدافع النرويجي من أصل مغربي عمر العبدلاوي، لاعب جالاتا سراي التركي للملاعب مرة أخرى، والمشاركة مع فريقه بعد غياب 13 شهرًا، من إصابته بالعمى، بسبب حادث انفجار ألعاب نارية، وذلك مرتديًا نظارة خلال مباراة فريقه جالاتا سراي مع فريق جوزتيبي في الدوري التركي
واحتاج اللاعب البالغ من العمر ٣٠ عامًا، والذي بدأ مسيرته في مانشستر سيتي، إلى عمل ١١ عملية جراحية وغيابه ١٣ شهرًا لإعادة بصره بعد الحادث الذي تعرض له في ليلة رأس السنة الجديدة عام ٢٠٢٠.
وقال «العبدلاوى» فى تصريحات سابقة له، عقب إصابته: «احترق وجهي بسبب البارود في الألعاب النارية، وكان من الصعب على الأطباء تحديد مدى سوء الوضع على الفور»، مضيفًا: «أمسكت لحظة ما بالطبيبة وطلبتها بإخباري بحقيقة الأمر، وقلت لها فقط قولي لي الحقيقة، الوضع سيئ إلى أي درجة؟!، وقالت لي وقت ذاك عينك اليسرى لا تبدو سيئة للغاية، لكن عينك اليمنى، لا نعرف، ولكنني بهذه الطريقة التي قالتها، كنت أعرف أنها ليست جيدة».
وأكد «العبدلاوي» عقب خضوعه للعملية الجراحية: «بعد أن قمت بعملية زرع القرنية بعد عدة أشهر من العلاج وإعادة التأهيل، لقد كانت معجزة مثل الحلم الذي تحقق، لا تعتقد أبدًا أن الرؤية هي حلم، أنت فقط تأخذ ذلك كأمر مسلم به».
وأوضح «وداد كايا» طبيب مستشفى ليف، أن اللاعب عمر العبدلاوي، قد تعرض لإصابة كبرى في عينيه وتم الاستعانة بطبيب تجميل ومجموعة من أطباء العيون، مشيرًا إلى أنه كان من المبكر الحكم على العواقب التي قد تحدث جراء إصابته بالألعاب النارية في عينه.
وشهدت مباراة جالاتا سراي مع فريق جوزتيبي في الدوري التركي مشاركة «العبدلاوي» في المباراة كاملة وساهم في فوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
وصرح «العبدلاوي» عقب المشاركة في المباراة: «مررت بعمليات صعبة، فهي كانت إصابة صعبة، و لقد عانيت كثيرًا، ولكني عدت إلى الملعب وأفعل أكثر ما أحبه، إنه حلمي يتحقق للمرة الثانية، وأنا شعرت بأنني بدأت كرة القدم للمرة الثانية».
وكانت صحيفة «ميرور» البريطانية، قد أعلنت أنه لم يكن من المؤكد أن «العبدلاوي» سيستعيد بصره، ناهيك عن قدرته على العودة لممارسة كرة القدم، ومع ذلك، بعد ٤٣٢ يومًا، عاد إلى التشكيلة الأساسية لفريقه غلطة سراي في مواجهة جوزتبه في الدوري التركي الممتاز، إذ لعب ٩٠ دقيقة كاملة خلال تحقيق الفريق لفوزه الأول في عام ٢٠٢٢.
النجم الهولندى إدجار ديفيدز
ولم تكن حادثة «العبدلاوى» هي الأولى من نوعها للاعب يعود للساحرة المستديرة بنظارته، فلم يكن هناك أشهر من اللاعب الهولندي إدجار ديفيدز الذي حافظت نظارته على مسيرة الأسطورة الهولندية، التي بدأت في أكاديمية أياكس وتدرج حتى فاز مع الجيل الذهبي بدورى أبطال أوروبا ١٩٩٤-١٩٩٥.
ويعود سبب ارتداء ديفيدز للنظارات إلى عام ١٩٩٩، أثناء تواجده بصفوف نادي يوفينتوس الإيطالي، ومعاناته من مرض «الجالموكا» أو ما يُعرف بالمياه الزرقاء، حيث نصحه الأطباء أن يرتدي نظارات لحماية عينيه بعد ذلك، نظرًا لأن مرضه يؤثر على الرؤية.
وفكر «ديفيدز»، في ترك كرة القدم تمامًا واعتزال الرياضة بسبب معاناته مع هذا المرض، إلا أنه بسبب التشخيص المبكر لحالته تم اكتشاف أنه يحتاج لارتداء نظارات طبية فى قلب الملعب حتى لا تهتز رؤيته، وبالرغم من غرابة الموقف، لكن ديفيدز ارتدى تلك النظارات بأشكال وألوان مختلفة صنعت له خصيصًا، وتحدث الكثيرون أن هذه الفكرة كانت نعمة ونقمة في الوقت ذاته، فأصبح هو اللاعب صاحب النظارات واشتهر بشدة، ونسى البعض قيمته الفنية وقدراته كلاعب كبير في وسط الملعب.
النجم الكاميروني أليكس سونج
ولم يتوقف ارتداء النظارات عند النجم الهولندي، إدجار ديفيدز، والمدافع النرويجي من أصل مغربي عمر العبدلاوي، بل امتدت تلك الظاهرة إلى العديد من الملاعب الرياضية، حيث ظهر النجم الكاميروني أليكس سونج لاعب وست هام، مرتديًا نظارة طبية في عام ٢٠١٦.
وظهر «سونج» بالنظارة الطبية في مباراة فريقه وست هام يونايتد أمام مانشستر سيتي، بسبب مشاكل في النظر؛ بعدما مازحه أحد زملائه بإدخال إصبعه في عينه؛ إلا أنه لم يستطع مواصلة اللقاء بها وسرعان ما خلعها.