تعد التهابات القدم السكري خطرًا كبيرًا على مرضى السكر في مصر، وتتراوح نسبة الإصابة بها بين ٦ و١٠٪ من مرضى السكر.
وجدير بالذكر أن هذه الالتهابات قد تؤدي إلى البتر في حوالي ١٥٪ من الحالات، كل ذلك يجعلنا ننتبه إلى ضرورة معرفة الأسباب وطرق العلاج لإنقاذ هؤلاء المرضى من المضاعفات.
ولهذا يقدم لنا الدكتور أحمد سيد، استشاري جراحة الأوعية الدموية بقصر العيني، شرحًا مفصلًا لمرض القدم السكرى.
■ ما هو القدم السكرى؟
- مجموعة من الأعراض التى تصيب قدم مريض السكر نتيجة حدوث التهابات بها، ويؤدى مرض السكر إلى ثلاثة مضاعفات تساعد كل منها في حدوث المشكلة:
١- ضعف المناعة.
٢- التهاب الأعصاب الطرفية.
٣- انسداد الشرايين مما يؤدي إلى حدوث الغرغرينا.
■ ما أعراض القدم السكرى؟
- في بدايات المرض يقتصر الأمر على إحمرار بالجلد ويصاحبه ألم في صورة حرقان وتورم بالقدم المصابة.
إذا تطور الأمر قد يتكون خراج ويخرج الصديد من القدم وتظهر الجروح والتقرحات التي لا تلتئم.
إذا أهمل المرض تصل الأمور إلى تدمير أنسجة القدم بواسطة العدوى البكتيرية وتظهر الغرغرينا، وهذه المرحلة تكون في منتهى الخطورة لأنها تعني فقدان بعض الأجزاء من القدم خاصة عندما يكون هناك قصور في الدورة الدموية المغذية للقدم.
مع ازدياد الالتهاب يشعر المريض بأعراض عامة نتيجة حدوث تسمم بالجسم مثل فقدان الشهية والغثيان وارتفاع الحرارة والإرهاق، ويصاحب ذلك تدهور في تحاليل المريض بصفة عامة.
■ هل يفيد التشخيص المبكر في علاج القدم السكري؟ وكيف يتم ذلك؟
- يمثل التشخيص المبكر حجر أساس في علاج القدم السكري، لأنه كلما بدأ العلاج مبكرًا زادت فرص إنقاذ القدم من البتر والاكتفاء بالعلاج الدوائي، أما بعد تكون صديد فيكون من الضروري التدخل جراحيًا لتفريغ الصديد قبل إصابة العظام. وإذا أصيبت العظام يكون هناك ضرورة لاستئصالها.
التشخيص المبكر يبدأ بالفحص الذاتي الذي يجب أن يجريه كل مريض سكر لنفسه يوميًا لاكتشاف أي جروح أو إفرازات أو تغير باللون، في هذه الحالة لابد من إبلاغ الطبيب المختص فورًا.
التشخيص المبكر يتم أيضا بالفحص الإكلينيكي وأشعة القدم بالإضافة إلى أشعة الدوبلكس للكشف عن وجود أي ضيق أو انسداد بالشرايين قبل أن يتسبب في حدوث مضاعفات.
■ هل يلزم العلاج بالمستشفى أم من الممكن العلاج بالمنزل؟
- في الحالات المبكرة التي تقتصر فيها الأعراض على احمرار والتهاب الجلد يمكن أن يسمح الطبيب للمريض بالعلاج بالأدوية بالمنزل مع مراجعة الطبيب مرتين أسبوعيًا.
فى الحالات الأصعب المصحوبة بخراج أو صديد أو غرغرينا، خاصة إذا كان هناك نقص في تغذية الدم بالقدم يتوجب العلاج في المستشفى من البداية.
■ هل يمكن الابتعاد عن الجراحة لأن المريض مصاب بالسكر؟
- على العكس، إذا احتاج المريض للجراحة فلابد من إجرائها على الفور لأن أي تأخير ولو لمدة أيام يعني تفاقم المشكلة أكثر وأكثر، وبالتالي جرح أكبر وتأخر في الالتئام والوصول للغرغرينا لا قدر الله في بعض الحالات.
■ كيف يمكن إنقاذ القدم السكري من البتر؟
- يمكن تلافي المشاكل في الحالات المبكرة وذلك بالمضادات الحيوية المناسبة وفقًا لنتائج المزرعة والحساسية، مع ضبط مستوى السكر وضبط الحالة الصحية العامة.
التعامل السريع والحاسم مع أي خراج أو أنسجة ميتة بسرعة الاستئصال والتنظيف قبل الانتشار في الأنسجة المجاورة.
سرعة توصيل الدم في حالة وجود قصور بالشرايين وذلك عن طريق القسطرة والتوسيع بالبالون وتركيب دعامات.
إصلاح فقر الدم (الأنيميا) ونقص البروتينات (الزلال albumin) وهما من أهم أسباب عدم الالتئام.
■ ما هو أحدث ما توصل إليه العلم في علاج التهابات القدم السكرى؟
- استخدام التقنيات الحديثة في إصلاح انسداد الشرايين، حيث أصبح ممكنا علاجها بالقسطرة دون اللجوء للجراحة التقليدية.
استخدام الغيارات الطبية المتطورة والتي تحتوي على حمض الهيالويورونيك والسليولوز التي تشجع الأنسجة على الالتئام ومركبات الفضة التي تقاوم الميكروبات.
الغيار على الجروح باستعمال أجهزة الشفط والتي تساعد على سرعة امتصاص الإفرازات وسرعة غلق الجروح.
■ كيف نحمى القدم من التهاب القدم السكرى؟
١. اغسل قدميك بمياه دافئة كل يوم ولا تستخدم مياه ساخنة على الإطلاق.
٢. جفف قدميك جيدا بعد غسلهما بالماء والصابون وخصوصا بين الأصابع.
٣. استخدم كريما مرطبا لعلاج الجفاف الذى يصيب القدم مع مرضى السكر.
٤. افحص قدميك يوميا وعالج الإصابات التي قد تجدها حتى ولو كانت إصابات بسيطة.
٥. قلم أظافرك بعناية فائقة وتجنب إحداث أي جرح بالأصابع.
٦. ارتدى جوارب قطنية نظيفة.
٧. لا تمشى عاري القدمين حتى لو كنت داخل منزلك.
٨. اعتنى باختيار الحذاء الذى ترتديه على أن يكون حذاء طريا ومناسبا لحجم القدم ولا يسبب أي احتكاكات قد تؤذى القدمين.