دخلت الحرب في أوكرانيا أسبوعها الثاني، بعد أن شهدت نهاية الأسبوع الماضي تطورات ميدانية وسياسية عديدة أبرزها سقوط مدينة خيرسون بيد القوات الروسية، كذلك اختطاف ممثل الأمم المتحدة في مدينة خاركوف، فضلا عن تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب موسكو بوقف "عدوانها" فورًا.
وأعلنت القوات الروسية أنها استولت على خيرسون المدينة الكبيرة في جنوب أوكرانيا، وخيرسون هي أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الروسية منذ بدء العملية العسكرية. وأعلن إيغور كوليخاييف رئيس بلدية هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 290 ألف نسمة أنه أجرى مناقشات مع "ضيوف مسلحين" في مبنى تابع لإدارة خيرسون، ملمحا بذلك إلى القوات الروسية من دون أن يسميها. وكتب في رسالة على فيسبوك "لم تكن لدينا أسلحة ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أننا نعمل لتأمين المدينة ونحاول التعامل مع عواقب الغزو". طلب رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة عبر تطبيق تلغرام، سكان المدينة إلى البقاء في منازلهم ، مشيرا إلى أن "المحتلين (الروس) موجودون في جميع أنحاء المدينة وهم خطيرون جدا".
كما أعلن مقر قوات الدفاع الإقليمي في جمهورية دونيتسك الشعبية، أن القوميين الأوكرانيين قاموا باختطاف ممثل الأمم المتحدة في مدينة خاركوف الأوكرانية.
وجاء في بيان قوات الدفاع الإقليمي على تيليجرام: "قام القوميون الأوكرانيون في مدينة خاركوف باختطاف مندوب الأمم المتحدة واقتياده إلى جهة غير معلومة".
وأشار البيان إلى أن القوات الأوكرانية قامت بالاستيلاء على بعض المركبات من قاعدة ممثلي الأمم المتحدة في مدينة كراماتورسك.
وتابع البيان: "قد يكون النازيون الجدد ارتكبوا هذه الجرائم من أجل تشويه سمعة العملية العسكرية المشتركة بين القوات المسلحة الروسية وقوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين لنزع سلاح أوكرانيا والقضاء على النازيين".
في السياق ذاته، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأربعاء قرارا "يطالب روسيا بالكف فورا عن استخدام القوة ضد أوكرانيا". ومن أصل 193 دولة عضوا في المنظمة الدولية، عارضت خمس فقط النص وامتنعت 35 أخرى بينها الصين، عن التصويت.
بدورها عرضت إسرائيل الوساطة في محادثات سلام بناء على طلب كييف، وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي عرض توسط بلاده بين روسيا وأوكرانيا، مع زعيمي البلدين. واتصل بينيت أولا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال على تويتر إنهما تحدثا عن "العدوان الروسي".
وقال الكرملين في وقت لاحق في بيان، إنّ بينيت بادر بالاتصال هاتفيا مع الرئيس بوتين وأنّ الأخير أبلغه أن مراعاة المصالح الأمنية لموسكو من بين الشروط الرئيسية لتسوية الصراع.
من جانبها قالت الأمم المتحدة إن التهديد النووي المرتبط بالحرب في أوكرانيا يخيم على "البشرية جمعاء". جاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، إن الزعماء الغربيين يفكرون في حرب نووية في صراعهم مع روسيا.
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت قائلا: "الكل يعلم أن حربا عالمية ثالثة لا يمكن أن تكون إلا نووية، لكنني ألفت انتباهكم إلى حقيقة أن تلك الفكرة، هي في أذهان السياسيين الغربيين وليس في أذهان الروس"، مشيرا إلى أنه يجري التخطيط ل"حرب فعلية" ضد موسكو.
ولفت لافروف إلى التصريحات الأخيرة لنظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والبريطانية وليز تراس، اللذين أشارا إلى قوة الردع النووية وخطر اندلاع حرب مع روسيا، وقال: "إذا كان البعض يضعون خطة حرب فعلية ضدنا، وأعتقد أنهم كذلك، عليهم التفكير مليا"، مؤكدا قوله: "لن نسمح لأحد بزعزعة استقرارنا".
وكشفت روسيا، على لسان المتحدث باسم الجيش الروسي إيغور كوناشينكوف، عن أول حصيلة لخسائرها العسكرية البشرية خلال الحرب على أوكرانيا، معلنة مقتل 498 من عسكرييها وإصابة 1597 آخرين. وبحسب المتحدث، فإن الخسائر من جانب "العسكريين والقوميين الأوكرانيين" بلغت "2870 قتيلا ونحو 3700 جريح".
يشار إلى أن الجانب الأوكراني يتحدث عن مقتل أكثر من خمسة آلاف جندي روسي.