منذ فجر التاريخ وكان للمرأة دور هام في جميع الحضارات، فالمرأة كانت قائدة في حكم الدول والحروب ومجاهدة أيضًا وتولت القيادة في مجالات مختلفة ومن ضمن السيدات التي حفر اسمها في التاريخ هي “تيتي شري” التي كانت أول مجاهدة في التاريخ، وأول إمرأة تقود حركة التحرر الوطني في مصر، فالملكة تتي شرى هي أول سلسلة نسل الملكات.
وهي من آخر الأسرة السابعة عشر إلى آخر الأسرة الثامنة عشر، كانت زوجة الملك سقنن رع تاعا الأول، ووالدة الملك سقنن رع تاعا الثاني، وجدة كل من الملك كامس وأحمس الأول، وتنتسب تتي شرى إلى أسرة من عامة الشعب لوالدين هما ثننا ونفرو، وكانت تلقب بالأم الملكية وأول ملكة ترتدى تاج النسر والذي يجعلها مكانتها مكملة للملك سقنن رع تاعا الأول، ومنحها زوجها إياه.
قادت هذه المرأة المصرية العظيمة شعلة التحرر والكفاح ضد المعتدي الغازي الهكسوس، فقدت زوجها في الحرب ثم ابنها ثم حفيدها كاموس، ولم تفقد إيمانها بقوة الشعب الكميتي في تحرير ارضه، فتولت تربية أحمس الأول مع والدته “إياح -حتب”، وبثت فيه روح الأرض وحب البلد واشعلت فيه روح المقاتل المصري الجديد فخلقت فيه روح المقاتل الشرس الذي حرر مصر من الإحتلال الهكسوسى.
وكان أول محرر لمصر في التاريخ المصري كله، وتيتي شري المصرية الأصيلة والملكة النبيلة أقسمت على نفسها أن تكافح بكل ما تملك وأعز ما تملك في سبيل تحرير مصر حيث فقدت زوجها وفقدت ابنها ثم فقدت حفيدها، فاعتبرت رمزا للأم المصرية البطلة.