ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء يوم الأربعاء 2 مارس خطابا للأمة الفرنسية خصصه حول الحرب الأوكرانية لم يتطرق لمرحلة ترشحه للرئاسة أو أي شأن داخلي ولكنه كما تعهد للشعب الفرنسي الخميس الماضي بأنه سيطلعه على تطورات الوضع مما زاد من شعبيته وبدا أقوى المرشحين في سباق الرئاسة ، وقد أشاد بشجاعة الأوكرانيين في مواجهة الحرب وقال بأنها من صنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده.
وأكد أنه قام بكل شيء من أجل تفادي الحرب الروسية ضد أوكرانيا لكن بوتين تنكر لالتزاماته واختار الحرب. وشدد على أن بلاده وأوروبا وحلف الناتو ليسوا في حرب ضد موسكو، إذ قال: "إننا اليوم إلى جانب جميع الروس الذين يرفضون أن تشن حرب جائرة باسمهم ويتحلون بروح المسؤولية وشجاعة الدفاع عن السلام. وأضاف: "نعلم جميعا ما يربطنا هذا الشعب الأوروبي العظيم، بالشعب الروسي الذي بذل تضحيات كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية لإنقاذ أوروبا من الجحيم. وقال أيضا: اخترت ان أبقى على اتصال، قدر ما أستطيع وقدر ما هو ضروري، مع الرئيس بوتين للسعي من دون هوادة إلى إقناعه بالتخلي عن السلاح ولتجنب انتشار واتساع النزاع قدر ما يمكننا.
وأكد بأن الأيام القادمة ستكون أصعب، مشيرا إلى أن الأوروبيين والناتو وأوكرانيا لم يبحثوا عن هذه الحرب وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحده اختار الحرب وهي حرب وليست أزمة.
وقال ماكرون إن مبررات العملية العسكرية في أوكرانيا محض افتراء فلا توجد أسلحة للناتو في أوكرانيا وأن بوتين يكذب والحرب لا مبرر لها، وقال بأن الأمم المتحدة شجبت التدخل الروسي بالإجماع.
وذكر رئيس فرنسا في كلمته أنهم سيواصلون عملهم بالضغط على روسيا للحصول على وقف إطلاق النار.
وأوضح ماكرون قائلاً "لقد فرضنا عقوبات على روسيا وبنوكها، سيتأثرون بشكل كبير مشيرا في الوقت نفسه إلى أن أسعار الطاقة والقدرة الشرائية ستتأثر على أصعدة كبيرة وأن أوروبا سوف تدفع ثمن حريتها واستقلاليتها وقال بأننا "سنتخلص من التبعية الاقتصادية والطاقية خاصة من الغاز الروسي، حيث سأعمل على استقلالية في الطاقة" لافتا إلى أن الهدف من العقوبات هو حماية أوروبا وفرنسا، مبينا أنه سيقوم بكل ما يلزم لحمايتهم من تأثيرات هذه الحرب.
وقال ماكرون بأنه منذ الهجوم الوحشي الذي شنه الرئيس بوتين على أوكرانيا في 24 فبراير ، دأبت القوات الروسية على قصف كييف ، ومحاصرة أهم مدن البلاد. وقتل المئات من المدنيين الأوكرانيين. قُتلت النساء والأطفال مرة أخرى اليوم. ربما تكون الأيام القادمة أصعب وأصعب عليهم.
وتابع: "لقد فر مئات الآلاف من اللاجئين إلى مولدوفا وبولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وتدريجيًا إلى بقية أوروبا".
وأكد تضامنه مع النازحين قائلا:" في هذه المحنة غير المسبوقة منذ عقود عديدة ، نقف إلى جانب أوكرانيا".
ووجه كلامه للفرنسيين قائلا إن بوصلتي الأساسية الآن هي أني أعمل كل شيء لحمايتكم.
