عاش الطلاب المصريون في أوكرانيا أياما صعبة، منذ بدء العمليات العسكرية الروسية، وحتى فرارهم إلى الحدود مع رومانيا، حيث أرسلت مصر طائرة بشكل عاجل لنقل أبنائنا إلى أرض الوطن، ومنذ اللحظة الأولى، تحركت أجهزة الدولة في مقدمتها وزارة الخارجية، وأجرت اتصالاتها المكثفة مع الطلاب في أوكرانيا، لمتابعة أحوالهم وطمأنة أسرهم.
كما قدمت السفارة المصرية في رومانيا كل المساعدات الممكنة، لتأمين الطلاب وتيسير رحلة عودتهم إلى بلادهم، كما أرسل الهلال الأحمر المصري موفدين إلى رومانيا للاطمئنان على أحوالهم الصحية، إضافة إلى التعاون الكبير من وزارة الصحة لإجراء المسحات الطبية للعائدين فور وصولهم إلى مطار القاهرة.
«البوابة نيوز» التقت الطلاب العائدين من أوكرانيا، وبعض الأهالي، للاطمئنان على أحوالهم، ومعرفة تفاصيل رحلتهم من أوكرانيا إلى القاهرة مرورا برومانيا.
مصر لا تترك أولادها..لطفى غيث: الطلاب عاشوا خمسة أيام صعبة.. والسفير المصرى ساعدهم ويسر لهم الإجراءات
قال الدكتور لطفي غيث، أحد الموفدين من الهلال الأحمر المصري إلى أوكرانيا، والمسئول عن الرعاية الصحية للطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا، فور وصوله مطار القاهرة، إنه كان هناك تعاون كبير من وزارة الصحة لإجراء كل المسحات للطلاب المصريين قبل السفر على طائرة إير كايرو، التي وصلت أمس مطار القاهرة الدولي، عائدة من مدينة بوخارست الرومانية، كما تم إنهاء كل إجراءات الطلاب بسرعة.
وأضاف «غيث» أن السعادة سيطرت على أجواء الرحلة بشكل كبير، وأن الطلاب كانوا مطمئنين أن بلدهم لن تتركهم، وأن وجود السفير المصري معهم على متن الرحلة أعطاهم إحساسا بأن مصر بلدهم مهتمة بهم وحريصة على سلامتهم، وأوضح أن السفير المصري ساعدهم وسهَّل لهم الإجراءات.
وكشف مسئول الهلال الأحمر المصري عن أن الطلاب عاشوا خمسة أيام صعبة بداية من النزوح إلى الحدود، والساعات الطويلة التي قضوها في انتظار إنهاء الإجراءات، وكان من الواجب علينا أن نخفف عنهم عند وصولهم إلى رومانيا هربا من أجواء الحرب.
وعن لحظة وصول الطائرة إلى مصر، قال «غيث»، إن هذه اللحظة لا تُقدَّر بثمن، وإنهم كانوا الأسعد من ضمن راكبي الطائرة: «كنا فرحانين إننا مسبناش حد ورانا، وهو ده الهدف الأساسي، إنك لازم ترجع وأنت مش سايب ولادك، لأن الناس دول اخواتنا، وإن شاء الله كل العالقين هيرجعوا سالمين لأرض الوطن».
وأرسل موفد الهلال الأحمر رسالة لأهالي الطلاب الذين لم يصلوا حتى الآن: «أقول لهم السفارة عاملة إجراءات سريعة جدا، وكل الناس اللي بتبلغ أسماءها السفارة بتاخد إجراءاتها بسرعة، وتوفر طيرانا لهم، حيث تم توفير الطائرة بسرعة، وتنسيق الرحلة كان سريعًا، وكل الجهات كانت متعاونة، ونحن كنا جاهزين وعلى أهبة الاستعداد، والإجراءات أيضًا في كييف كانت ميسرة».
ولفت «غيث» إلى أن «أول تعليق من الطلاب كانوا سعداء أنهم رجعوا بلدهم، لأنهم كانوا فاقدين الأمل، وفي دول كتير جدًا سابت رعاياها، بس مصر مبتسبش ولادها ويوم ما حد هيكون محتاج مصر هتستجيب له، وكلهم ولادنا وإخواتنا، وكان لازم يوصلوا بلدهم بسرعة، برغم أنه كان في معاناة وصعوبة في الانتقال من مكان إلى مكان ولكن الحمد لله».
وأكد الدكتور لطفي غيث، أنه عندما علم بتكليفه بمهمة السفر، كان إحساسًا مرعبًا، وشعر أنه يتحمل مسئولية كبيرة وأوضح: «صعوبة المهمة تمثلت في الرجوع في أسرع وقت، في ظروف جوية صعبة، ودرجة حرارة أقل من الصفر، وكان في ناس كتير جدا يعانون ويواجهون صعوبات بسبب سوء الأحوال الجوية، وطاقم الطائرة قدر يغامر وينزل في أحداث جوية صعبة، ويرجع بهم بسهولة، وهو نجاح عظيم».
خلف شحاتة: السفارةالمصرية فى بوخارست فعلت كل شىء لمساعدتنا
قال خلف شحاتة، طالب مصري كان يقيم في أوكرانيا في مدينة أوديسا، فور وصوله إلى مطار القاهرة: «وصلت بعد تعب ومعاناة، والحمد لله أننا وصلنا بالسلامة، وإن شاء الله باقي أصدقائنا يرجعوا بالسلامة».
وعن كواليس الرحلة بعد اندلاع الحرب، تابع «شحاتة»: «كنا نتواصل مع السفارة وانتقلنا من مدينة أوديسا إلى الحدود الرومانية، وبعد فترة طويلة قدرنا ندخل الحدود، ووصلنا إلى بوخارست العاصمة، وكانت السفارة المصرية هناك تحاول أن تفعل كل شىء لمساعدتنا تقدر تساعدنا به».
وعن إحساس أسرته وأسر أصدقائه بعد علمهم باندلاع الحرب في أوكرانيا قال إنه كان هناك قلق كبير جدًا، ولكن كان هناك اتصال بينهم وبين أسرهم في محاولة لتطمينهم وإطلاعهم على أخبارهم ومستجدات الأحداث هناك.
أحمد عبدالحميد: ساعدت 600 طالب على عبور الحدود بأمان
التقت «البوابة نيوز» الطالب أحمد عبدالحميد، والذي كان مسئولا عن نقل الطالب من مدن أوكرانية إلى الحدود مع رومانيا عن طريق أتوبيسات، حتى يغادروا بأمان.
وعند سؤاله عن بداية الحرب فجر الجمعة، قال: «الصوت حوالينا كان في كل حتة».
وأضاف: «كنت بحاول أعدي الناس من الحدود من مدينة أوديسا إلى رومانيا، لأني كنت أعيش في مدينة أوديسا، وحاولت أعدي أكثر من ٦٠٠ طالب بأمان من جنسيات مختلفة، منهم ١٢٠ طالبا مصريا، إلى الحدود الأوكرانية الرومانية، ورقمي كان منتشرًا جدًا في مصر عشان أقدر أساعد أكبر عدد من الطلاب وأطمن أهاليهم، لأني كنت أحضر أوتوبيسات من مدينة أوديسا لتوصيلهم إلى رومانيا بالطلاب، وحتي الآن لدي تواصل مع طلاب ما زالوا هناك ويعبرون الحدود».
وعند سؤاله عن نقص الأموال وتوقف ماكينات الصرف في البلاد، وعجز الكثير من الطلاب عن دفع رسوم الأتوبيسات، قال «عبدالحميد»: "اللي مكنش معاه فلوس يدفع كان زمايلي بيتحملوها، أو أنا بتحملها، وكان الموضوع بيعدي كويس".
عنان: الشعب الرومانى ودود وقدم لنا المساعدات
التقت «البوابة نيوز» الطالبة «عنان» إحدى الطالبات العائدات من أوكرانيا، والتى قالت: «سعيدة جدا أنى وصلت أرض الوطن بأمان، والحمد لله المصريين هناك كانوا إيد واحدة».
وعن رحلتها من أرض الحرب والدمار والمعاناة حتى وصولها إلى الحدود مع رومانيا، أضافت: «كنا خايفين جدا يكون فى ضرب فى الطريق اللى مشينا منه للحدود وكان فى أزمة وزحمة وتكدس من نازحين كتير، ولكن الحمد لله كان فى صف للمصريين دخلونا منه، وقدرنا نعدى الحدود، وتعاونوا معانا وختمنا جوازات السفر، ولقينا بعدها أتوبيسات بتحمل مساعدات للنازحين من أوكرانيا من الشعب الروماني، وفيها مأكولات ومشروبات بالمجان، وخدونا لمكان عشان يعملولنا تصريح الدخول، وعاملونا أفضل معاملة».
أم الطالبة سهيلة: بنتى كانت بتكلمنى من المخابئ وسط صافرات الإنذار
قالت أم الطالبة «سهيلة» العائدة من جحيم الحرب في أوكرانيا، وهي تبكي بالدموع، بعد احتضان ابنتها: «أنا قلبي هيقف من السعادة، وكان عندي يقين بربنا إن بنتي هترجع لحضني».
وعن بدء الحرب في أوكرانيا وعلمها بها وإحساسها وكواليس الاتصالات مع الطلاب هناك، قالت: «بنتي قالتلي إنها كانت حاجزة على رحلة الخميس صباحا، لكنها عرفت أن الطيران توقف والحرب بدأت، وهو ما أثار الكثير من الخوف لدى أهالي الطلاب».
وعن إجراءات الوصول، أضافت: «تواصلت مع الخارجية المصرية وكانوا معايا باستمرار، ولحد النهاردة بيتواصلوا معايا، وأصعب لحظة عدت علىَّ وعلي بنتي لما كانت بتكلمني ليلا من المخابئ وكنت أسمع صافرات الإنذار حولها».
طالبة: نشكر الرئيس السيسى والسفارة المصرية
التقت «البوابة نيوز» أيضا إحدى الطالبات العائدات، والتى كانت الدموع تملأ عينيها فرحا بوصولها إلى أرض الوطن، وقالت: « أنا طيارتى كانت بالضبط يوم الحرب، أى يوم الخميس وصحيت الصبح على ضرب الصواريخ، وكان المفروض أستعد للذهاب إلى المطار وكلمت وقتها المسئول عننا عشان يطلعنا على الحدود مع رومانيا».
وأضافت: «الرحلة استغرقت ٤ أيام قطار وأتوبيس، من خاركيف إلى اليفيف ومن اليفيف إلى فيان، ووصلنا الحدود الرومانية، واستقبلونا بكل ترحاب ومقصروش معانا أبدا واستضافونا بالمجان».
وتابعت: « بشكر أهلى وبشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبشكر السفارة المصرية».
وقالت والدة الطالبة عن طريقة تواصلها معها أثناء الحرب: كنت بكلمها على الإنترنت، بس ساعات كتير كتابة فقط من غير صوت».
وأضافت: «كنا مش بنبطل عياط، وقاعدين قدام النشرة وماسكين التليفونات عشان نعرف أى حاجة عن بنتي، وهل لسة عايشة ولا لأ».