يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية لها رأى آخر بخريطة احتياجات الطاقة في أوروبا؛ فيبحث الاتحاد الأوروبي لإعادة رسم خريطته لإمدادات الطاقة والبحث عن بديل "الغاز الروسي" الذى يعتمد على احتياجاته بنسبة تقارب من ثلث احتياجاتها من الغاز الطبيعي الأمر الذى يستغرق سنوات وهنا رشح الخبراء أن الغاز المصري والغاز المسال المجمع من الدول المحيطة قد يساهم بقرابة 15% من احتياجات أوروبا وطالبوا بسرعة مد خطوط غاز مباشرة من مصر للاتحاد الأوروبي، كما توقعوا مزيدا من ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا.
يقول الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول: الغاز المصري سيكون جزءا من البدائل وستكون الحقول الموجودة في شرق المتوسط التى تستخدم البنية التحتية المصرية البديل بشكل أكبر، حيث تستهلك الاتحاد الأوروبي قرابة 500 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز منهم 40% يتم استيراده من روسيا أى قرابة 250 مليون متر مكعب غاز سنويًا.
ويضيف أبو العلا لـ"البوابة نيوز": تنتج مصر نحو 66 مليار متر مكعب من الغاز نستخدم منها نحو 60 مليار متر مكعب بفائض 4 مليارات متر مكعب بشكل سنويًا ولكن عن طريق مصنعين الإسالة في "إدكو" و"دمياط" قد تساهم بشكل كبير في تزويد الاتحاد الأوروبي 10 إلى 15%، كما توقع زيادة أسعار الطاقة والغاز الطبيعي بمختلف دول العالم بشكل مستارع مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية.
ويستغرق رسم خريطة إمدادات الطاقة الجديدة سنوات، لكن أوروبا تستعد أيضا للتخلي عن الغاز الروسي بسرعة إذا لزم الأمر، ووضع إجراءات طارئة لسيناريو صدمة الإمدادات، الذي يضع احتمالات أن تغلق روسيا صنابير الغاز في وجه أوروبا ردا على العقوبات الغربية، كما عقد وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا لمناقشة خطتهم البديلة للطاقة حال حذف الغاز الروسي من القائمة، على الرغم من أن روسيا لم تبد أي إشارات حتى الآن على دراستها لهذا الخيار بجدية.
ومن جانبه يقول خبير الطاقة الدكتور ماهر عزيزعضو مجلس الطاقة العالمي: حتى الآن لم يتم تنفيذ مشروع مد غاز أنابيب توصل الغاز مباشرة من الحقول المصرية إلى دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي سنعتمد على الغاز المسال في إدكو ودمياط التى نمتلك بها وسائل وتسهيلات للإسالة وحاليًا نمتلك تعاقدات مع بعض الدول تستهلك كل الإنتاج. ويضيف عزيز لـ"البوابة نيوز": علينا خلال الفترة القادمة أن تتجة التعاقدات الجديدة إلى أوروبا وبذلك نستطيع أن نمد أوروبا بغاز مسال حتى 12 مليون طنًا سنويا وهذا الغاز مجمع من دول المحيطة من خلال المنفذ المصري والأرجح أن يتم تعجيل خطوط الغاز بشكل فورًا نت شرق المتوسط لأوروبا لأنها هى الوسيلة الفعالة.
وبحسب دراسة أجراها مركز بروجل للأبحاث في بروكسل. ومع ذلك، فإن التحول إلى موردين بديلين ستكون له تكلفة باهظة، وقد تصل إلى 70 مليار يورو، أي ما يتجاوز سبع أضعاف التكلفة خلال السنوات السابقة، كما يستعين على دول الاتحاد الأوروبي خفض استهلاكها بنسبة 10-15% على الأقل إذا قررت روسيا تعليق الصادرات تماما، ولكن حال أوفت موسكو بعقودها طويلة الأجل مع الاتحاد الأوروبي، "يمكن بسهولة تجديد المخزون المستنفد قبل موسم الشتاء التالي.
وعقد وزير البترول طارق الملا الأسبوع الماضي محادثات مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الطاقة والمناخ كادري سيمسون، بشأن تصدير مصر المزيد من الغاز المسال إلى أوروبا، في ظل تصاعد التوترات في أوكرانيا، إلا أنه لم يعلن عن أي تطورات في هذا الصدد حتى الآن.
وتعبر الجزائر القريبة من أوروبا والغنية بالغاز الطبيعي مستعدة لزيادة صادراتها شمالا إذا تعطلت الإمدادات من موسكو، وفق ما قاله وزير في الحكومة الإسبانية، مشيرا إلى أن صادرات الدولة العضو في أوبك قد توقفت في السنوات الأخيرة، وأن الطاقة الإنتاجية الحالية مرتبطة بالفعل بعقود طويلة الأجل مع مشترين أوروبيين.