استضافت مكتبة خالد محيي الدين بحزب التجمع الوطني، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية "طلب صداقة" للقاصة والفنانة التشكيلية صافيناز جمال.
ناقش المجموعة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والناقد عاطف عبدالعزيز، وأدار الندوة الإعلامي عمرو الشامي.
صدرت مجموعة "طلب صداقة" عن دار "فهرس" للطباعة والنشر بالقاهرة، وتعد المجموعة الأولى للكاتبة والفنانة التشكيلية صافيناز جمال.
قال الإعلامي عمرو الشامي، إن المجموعة القصصية "طلب صداقة" تنتمي لعالم لا يقدم الإنسان كشيء مثالي، بل تقدم الإنسان وأزماته، مشيرا إلى أن الكتابات تتضمن العديد مما حدث في المجتمع "لأن الإنسان وجد نفسه في قلب الأزمة"، حسب قوله.
وأضاف الشامي، خلال تقديمه للندوة، إن التاريخ هو مجموعة من الآراء، مجموعة من الأفكار المنثورة التي تكون أحداثا تجعلنا نسترجع القصة منذ بدايتها.
ولفت إلى أن الرواية يمكن قراءتها على أكثر من مستوى، وهناك عدد من القصص التي لم تلجأ إلى التصوير أو الرمز، بل ألقت الكاتبة حمولتها مباشرة، حيث ذهبت بطلت إحدى قصصها إلى الطبيب النفسي للحديث عن مخاوفها.
وقال الكاتب والشاعر عاطف عبد العزيز إن المجموعة القصصية "طلب صداقة" تعد واحدة من أفضل ما قرأ في الأدب النسائي مؤخرا، والتي تلقي الضوء على الكثير من معاناتها.
وأضاف عبد العزيز، خلال كلمته أن القصة التي اختارتها الكاتبة لتعبر عن الحالة هي ما جعلته عنوانا للمجموعة، والتي تعيد بها قصة أخرى لتيمة الحب العذري، والذي يولد ويشرع في النمو. إلا أن الظروف لا تناسبه.
ولفت إلى أن قصص المجموعة تتنوع بشكل بارز، وتحمل العديد من الثقافات، مع وجود نزعة شعرية في بعض القصص، كما هو في قصة "اتجاهات".
أما الناقد الدكتور يسري عبدالله ،أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة ، فبدأ بالقوال: ست عشرة قصة قصيرة تمثل المتن السردي لمجموعة طلب صداقة للكاتبة صافيناز جمال، تتنوع فيما بينها في المساحة الكمية للنصوص التي تتسم في مجملها بالتكثيف والإيجاز اللغوي والحدثي في آن.
وأضاف عبدالله : تتخذ المجموعة من قصة طلب صداقة عنوانا لها وهي قصة مركزية داخل المجموعة لا لاحتلالها حيزا أكبر من المساحة الكمية للنصوص (١٥ صفحة تقريبا)، ولكن لاحتوائها على بعض تيمات المجموعة وملامحها الفكرية والجمالية.. في طلب صداقة نحن بإزاء قصة تلعب على مساحات التقاطع بين الماضي والحاضر في حياة الشخصية المركزية في القصة (براح) الموزعة بين حلم غابر يلوح من جديد، يتمثل في (بساط) الحبيب المرتحل، و العائد بعد غياب.
وتابع: تبدأ لحظة القص من الآن وهنا، وتوظف الكاتبة تقنية التكنو سرد، حيث يصبح الاستهلال القصصي مبنيا على رسالة إلكترونية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتصبح هذه الرسالة نقطة التفجير لاستعادة الماضي عبر تكنيك الفلاش باك الذي تعود من خلاله الذات الساردة إلى عالم الجامعة وقصة لقائها الأول ببساط، ثمة وحدتان مركزيتان هنا بساط وبراح وحولهما وحدات فرعية.. الطفل.. الزوج الأول أحمد.. الأم الجسد والصورة.. الأب القاسي.. سمر التي تعاين عالم الحبيبين وتتعاطف معهما في البداية، ثم نجعلها دراما الحياة زوجة لبساط، وهناك أيضا روح القصة المسكوت عنها والتي اختلق بساط كثيرا من تفاصيلها عبر الأحياء بالصمت. عالم تكتبه القاصة بنعومة وتتعامل معه الساردة الرئيسية بفرح طفولي وقدر عارم من الإحساس بالفقد.
ولفت إلى أن سردية الجامعة تلوح في قصة "مرواح" التي يعد العنوان فيها بنية دالة قادرة على تأدية وظيفة داخل المسار القصصي، فالفسحة المدرسية والمرواح بمثابة الخروج من القيد، ومن ثم يصبح التعلق بالدراسة الجامعية نوعا من التوق إلى الحرية، لكن نقطة التنوير داخل سيكولوجية البطلة يتمثل في وقوفها على أن ثمة ما يكبل حرية الإنسان الفرد دائما، حيث أعباء الحياة والعمل ودراما الواقع التي لا تنتهي..
مرواح هي المفردة المركزية في القصة وتبني عليها بعض مقاطع النص.
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".