الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة البرلمان

صحافة الحلول «2».. رئيس حزب البيئة العالمي: الطاقة المتجددة والمساحات الخضراء الحل لإنقاذ الكوكب من آثار التغيرات المناخية

الدكتور دوميط كامل
الدكتور دوميط كامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دوميط كامل: الدول العربية الأكثر تضررًا.. وسنواجه ندرة مائية بحلول 2050 حال عدم إيجاد حلول

 

النفايات المنزلية والصناعية يمكن تحويلها إلى طاقة.. والزيادة السكانية ستؤثر على الموارد الطبيعية على الكوكب

 

النفايات البلاستيكية أكبر خطر بيئى يواجه العالم.. وتوجد مواد بلاستيكية أيضًا ولكنها صديقة للبيئة

 

حال زيادة درجة حرارة الكوكب درجة واحدة على المعدل الحالي سيعانى الوطن العربى من الفقر المائى

 

مصر قامت بخطوة جبارة بالاعتماد على الطاقة الجديدة.. والسعودية والإمارات اتخذتا خطوات جادة للحفاظ على البيئة

 

يجب دعوة علماء البيئة لوضع حلول فورية للتعامل مع الأزمات الموجودة.. ونأمل أن تخرج قمة «COP 27» بتوصيات حازمة دون المساس بأمن الدول

 

الدول الغنية مطالبة بتوجيه أموالها لعلاج أسباب التغيرات البيئية وليس لدعم الدول المتضررة فقط

 

التشريعات الصارمة إحدى طرق مواجهة التغيرات المناخية والتلوث

 

بعيدًا عن حسابات السياسة التى لا تخلو من المزايدات، وتقوم على المبالغة في ‏أغلب الأحيان، اتخذنا مسارًا مختلفًا تحت عنوان «حوارات ‏المستقبل.. مصر كما ‏ينبغى أن تكون»، لعرض وطرح خبرات المتخصصين في شتى ‏المجالات العلمية ‏والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.‏

‏«البوابة نيوز» تحاول في هذا المسار عبر سلسلة من الحوارات، تقديم نماذج مضيئة ‏وأفكار خارج الصندوق، لدعم خطة مصر للتنمية 2030، التي أطلقها الرئيس ‏عبدالفتاح السيسي، وتمضي الدولة المصرية قِدمًا لتنفيذها.‏

نلقي الضوء في هذا الحوار على التغيرات المناخية التي تلقي بظلالها على العالم أجمع، لتضع العالم أمام مسئولياته في الحفاظ على الكوكب، بعد تحذيرات من زيادة درجة الحرارة في 2050 درجتين مئويتين، وهو ما يهدد الوجود البشري، ويمتد التأثير إلى كل دول العالم تباعًا.

«البوابة نيوز» حاورت الدكتور دوميط كامل، رئيس حزب البيئة العالمي، والذي أكد أن السبب الرئيسي في التغيرات المناخية هو الوقود الأحفوري، مشيرًا إلى أن الصين وأمريكا أكبر الدول المساهمة في عملية التلوث، محذرًا أن الدول العربية ستعاني من هذا التلوث بشكل أكبر من غيرها بسبب موقعها وطريقة تعاملها مع هذه الأزمات. وإلى نص الحوار..

حوار- سمير عثمان

* بداية ما هي التغيرات المناخية وما أسبابها؟

- التغيرات المناخية ناتجة عن حرق كميات هائلة جدًا من الوقود الأحفوري التي يتم ‏استهلاكها بشكل يومي على الكوكب وتتخطى هذه النسبة 100 مليون برميل يوميًا، ‏وينتج عنها كميات عالية جدًا من الغازات الدفيئة وخاصة ثاني أكسيد الكربون ‏ومشتقاته، وهذه الغازات تنتشر في الجو وتؤدي إلى تغييرات جذرية مثل عكس ‏ضوء الشمس وحبس الحرارة، والخطر الأكبر أنه حتى اليوم لا توجد أي ‏طرق للمعالجة، رغم أن كميات ثاني أكسيد الكربون الموجودة اليوم بالجو ‏وصلت إلى 36 مليار طن، وحان الوقت لاستبدال الطاقة والعمل الجدي لتخفيف ‏كميات ثاني أكسيد الكربون في الجو.

يوجد 4 فصول في العام وخلال هذه الفصول يتم سقوط الأمطار بطرق منتظمة وعدم وجود سيول جارفة، وهذا هو الأمر الطبيعي، والتغير المناخي أدى إلى تغيير هذه الفصول فأصبح هناك صيف طويل جدًا وبرد قارس جدًا، ودول شرق المتوسط تعاني أكثر من غيرها، فخلال الفترة الحالية عانت هذه الدول من عدم نزول أمطار لمدة 190 يوما، وتكبدت المنطقة أخطارا كبيرة جدًا من الممكن أن تؤثر على العديد من مناحي الحياة.

الأنشطة الصناعية تؤدي إلى تلوث الهواء

* إذا أردنا أن نوجه أصابع الاتهام.. فمن المتهمون الرئيسيون في قضية التلوث البيئي؟

- التلوث يرجع إلى حسب إمكانية كل دولة أو إنسان في استهلاك الوقود، وأكبر الدول المتسببة في هذا هي الصين بنسبة 29% تليها أمريكا بنسبة 11.5% ثم الهند بحدود 9% ثم روسيا بحوالي 8% ثم اليابان، واليوم دخلت 77 دولة أخرى على خط التلوث البيئي وتشارك في هذه الكارثة بحرق الوقود الأحفوري، وهى دول صناعية وصناعاتها تستهلك وقودا بكميات مهولة ما يؤدي إلى ضرر بيئي ضخم، إذن فالدول الصناعية الكبرى هي السبب في هذه التغيرات المناخية التي تحدث، هذا بالإضافة إلى أن الإنسان العادي متهم بقضية التلوث فمجرد تشغيل السيارة التي تستهلك الوقود فهو يشارك فى الاحتباس الحراري.

فنحن نعيش بكوكب معروفة حدوده وعندما نتعدى هذه الحدود يصبح الضرر واقعًا لا محالة، والواجب الذي يجب أن نقوم به هو استبدال الطاقة الحالية بالطاقة الجديدة والمتجددة الصديقة للبيئة.

* ما هي نسب مساهمة الدول العربية في الانبعاثات الضارة؟

- تسبب الدول العربية في الانبعاثات الضارة على الكوكب في مجموعها لا تتعدى 7%، وهذا الرقم يختلف من توقيت لآخر، ويمكن أن يصل في أوقات إلى 12%، وهذا رقم مقبول خاصة أن الدول العربية لا تعتمد على صناعات تستهلك كميات ضخمة من الوقود الأحفوري.

* ما هي الصناعات المسببة للأضرار بشكل أكبر؟

- كل أنواع الصناعات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود ومسئولة عن بث كميات ضخمة من الغازات الدفيئة بالجو، وأي مؤسسة تقوم بصرف كميات عالية جدًا من الوقود أو البترول أو إنتاج الطاقة الكهربائية، وكذلك الصناعات التي تقوم على المازوت والتعدين بكل أشكاله ومعظم أشكال الصناعات بشكلٍ عام تؤدي إلى الضرر.

* هذه الصناعات التي تحدثت عنها كيف يمكن التعامل معها خاصة إذا كان لا يمكن الاستغناء عنها؟ وكيف تتعامل معها دول ‏أوروبا؟

- بالطبع لا توجد دولة في العالم يمكنها الاستغناء عن الصناعة، ولكن اليوم أصبح من السهل بالطرق العلمية تخفيف كميات حرق الوقود الأحفوري، وسحب كميات ثاني أكسيد الكربون من الجو وإعادة استعمالها، والصناعات الغذائية والمشروبات الروحية كمثال تحتاج إلى ثاني أكسيد الكربون في عملية إنتاجها وهو ما يمكن استغلاله لصالح البيئة.

* هل تملك الدول العربية استراتيجيات مواجهة هذه الكوارث البيئية؟

- لا توجد أي استراتيجية خاصة بمواجهة الظواهر البيئية والتغيرات المناخية في الدول العربية، ويجب وضع استراتيجية متكاملة من أجل العمل على تخفيف حدة هذه الانبعاثات الضارة، والدول العربية تتمتع بكثير من الموارد التي يمكن أن تكون مواجهة للتلوث، وكذلك تعاني هذه الدول من تلوث الأنهار والبحار والهواء والبيئة بشكل عام، وتلوث الغذاء في العالم العربي مخيف، وكذلك إلقاء مياه الصرف الصحي في المياه العذبة، وأنهار لبنان كمثال لم يتبق منها سوى نهرين فقط بهما مياه صالحة للشرب والباقي تم تلويثه بمياه الصرف الصحي والملوثات الأخرى من مواد بلاستيكية وغيرها، وكذلك نهري دجلة والفرات بالعراق، ونهر النيل الذي يعد أهم أنهار العالم العربي، به كميات كبيرة جدًا من المواد البلاستيكية فضلًا عن الملوثات الصناعية، ولدينا دراسات كبيرة عن معاناة الدول العربية من التلوث، وبحيرة أورميا بإيران كمثال تعرضت للجفاف وبعدما كانت مساحتها 560 كم مربع أصبحت مساحتها 10 كم مربع.

مخاوف من تأثير ارتفاع درجات الحرارة على القطبين

لدينا كارثة بالمنطقة العربية لا أحد ينتبه إليها، وهي الندرة المائية خلال السنوات المقبلة، في ظل تغير مناخي خطير يهدد هذه الدول، وفي حالة زيادة درجة حرارة الكوكب درجة واحدة عن المعدل الحالي، سيعاني الوطن العربي من الفقر المائي، وبسبب التغير المناخي على مدار نصف القرن الماضي، غابات وأنهار ونباتات وتنوع بيولوجي تم تدميره، وثروات هائلة تم تدميرها، وعلى الرغم من ذلك لم تتم مواجهة هذه الظواهر. ومؤخرًا بدأت دول السعودية والإمارات ومصر في الاتجاه إلى الحفاظ على البيئة من خلال التشجير والبيئة الخضراء أو استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة.

* وسط هذا الكم الكبير من المخاطر التي تحيط بالمنطقة العربية.. ما المنوط بالدول العربية القيام به في هذا الإطار؟

- أولًا: المطلوب من هذه الدول التواصل مع خبراء وعلماء البيئة لوضع تقرير شامل مفصل لكل دولة والمخاطر التي تحيط بها، لوضع استراتيجية قوية وحقيقية ووضع الطرق والأساليب التي يجب استخدامها لمواجهة هذه التغيرات، ويجب مراعاة البعد البيئي، فالبعد البيئي يتخطى البعد الجغرافي حيث إن البعد البيئي للمنطقة العربية لا يقتصر عليها فقط، ولكنه يمتد إلى تركيا وجزيرة قبرص وإيران وشرق أفريقيا، وكل هذه المنطقة تتأثر بالأخطار البيئية وعوامل الطبيعة الجديدة والتغيرات المناخية.

ونعول على المبادرات البيئية الجيدة التي اتخذتها بعض الدول العربية، في أن تتخذ كل الدول نفس الخطوات من أجل الحفاظ على التوازن البيئي والحفاظ على الكوكب.

وفي لبنان كمثال قمنا منذ عام 2000 بعمل بحيرات بطريقة علمية تعتمد على تجميع مياه الأمطار وحفظها، وذلك بسبب الندرة المائية الموجودة في عدد من المناطق، وهذه البحيرات قامت بتغيير البيئة المحيطة بها، وعادت الزراعة لهذه المناطق وتم إيجاد مياه للاستعمال المنزلي ومياه الشرب بشكل متواصل، وفي فترة عدم سقوط الأمطار كانت هذه البحيرات تقوم بتأمين المياه للمواطنين، وهذه تجربة يمكن تطبيقها في العديد من الدول العربية.

* ما هي المناطق الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية؟ أم أن التأثير سيكون واحدًا على كل دول العالم؟

- التغير المناخي سيصيب العالم ككل، في حال زيادة درجة حرارة الكوكب إلى 2 درجة، لأنه وقتها سيكون هناك ذوبان للقطبين الجنوبي والشمالي، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسب المحيطات والبحار إلى نسب غير مسبوقة، وهذا بدوره يؤدي إلى غرق دول ومدن بأكملها فضلًا عن انتشار الأوبئة.

ولكن أوروبا مثلًا لن تعاني من التغيرات المناخية مثل بقية القارات، لأنها اتخذت العديد من التدابير وكذلك بحكم موقعها وكميات تساقط الأمطار وكميات الثلوج بالمنطقة الأوروبية، التأثير سيخيم بظلاله عليها بالتأكيد ولكن بشكل أقل من الدول العربية.

* وما هي تأثيرات التغيرات المناخية على حقوق الإنسان؟

- من أهم حقوق الإنسان هي أن يعيش في بيئة سليمة خالية من التلوث، وكذلك تأمين مياه صالحة للشرب ومياه للري وتأمين الغذاء السليم الخالي من المبيدات، هذه هي حقوق الإنسان، ولكن وسط هذه المتغيرات، وعلى سبيل المثال هناك تهديد للثروة الحيوانية في العالم بسبب التغيرات المناخية هو ما يؤثر على تأمين الغذاء للبشر، حيث سيكون هناك ندرة في اللحوم ومشتقاتها.

* تعاني الدول العربية تحديدًا من أزمة في التخلص من النفايات المنزلية والصناعية.. كيف يمكن ‏معالجتها؟

- الدول العربية جميعًا تعاني من أزمة في التخلص من النفايات، وهو ما يتوجب معه أن تقوم الحكومات بدورها في التوعية والمراقبة والمعاقبة للحفاظ على البيئة وعدم تلويثها، وفي حال قامت الدول بالتوعية وبمعاقبة المتسبب سيكون هناك تأثير إيجابي بشكل ملحوظ.

* النفايات البلاستيكية.. البعض لا يستوعب مدي الضرر الذي تولده هذه النفايات فما هي ‏مخاطرها وكيف يمكن التوعية بها ومواجهتها؟

- النفايات البلاستيكية أكبر المخاطر التي تواجه العالم، لأنها تحتوي على أكثر المواد سمية الفتاكة وهي مادة الديوكسين، ولحل أزمة النفايات البلاستيكية التي نعاني منها يجب تنفيذ الشروط العلمية بدقة وتتمثل هذه الشروط في مسح شامل لمعرفة كميات النفايات البلاستيكية، ثم وضع خطة دولية متكاملة لرفعها.

النفايات البلاستيكية في المحيطات والأنهار، خلال 5 سنوات يضربها الموج وتتغذى عليها الأسماك، ومنها الأسماك التي تموت ومنها التي تعيش وجسدها مشبع بمادة الديوكسين ومن ثم يستخرجها الإنسان وبالتالي تنتقل إليه المادة السامة، وهذا كله بسبب ممارساته البيئية الخاطئة.

والدول العربية تعاني من أزمة كبيرة في استخدام المواد البلاستيكية، حيث إنها تعتمد في كل حياتها على استعمال الأواني والأكياس البلاستيكية، وهم لا يعلمون مدى خطورتها، وهذه المواد البلاستيكية تؤدي إلى تفاعل الديوكسين مع المواد الموجودة به، وهو ما يؤدي إلى وصوله للإنسان بطريقة ما، وهذه المواد مصنعة من النفايات القاتلة مثل نفايات الشحوم والزيوت البترولية مع النفايات البلاستيكية، وهي المسئولة عن الأمراض المستعصية التي تصيب الإنسان.

النفايات اللاستيكية في المحيطات

* وما بديل هذه المواد البلاستيكية التي لا غنى عنها في الدول العربية؟

- هناك مواد بلاستيكية أيضًا ولكنها صديقة للبيئة وخالية من الديوكسين، وتتحلل تحت تأثير الشمس والعوامل المحيطة، وكذلك استخدام الأكياس الورقية فهي صحية وآمنة وغير مضرة بالأشخاص أو البيئة.

* هل ترى أن استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة هو الطريق لإنقاذ الكوكب وتقليل الانبعاثات الضارة؟

- طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية جميعها صديقة للبيئة وتولد الطاقة اللازمة للإنتاج، وهو ما يجب الاتجاه إليه، وهناك دول مناخها وطبيعتها تساعدها على تنفيذ هذه المشروعات.

الطاقة الشمسية

* كيف ترى إقدام مصر على استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة كخطوة لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة؟

- يجب أن نوجه التحية لمصر على هذه الخطوة الجبارة التي اتخذتها بتنويع مصادر الطاقة، واستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهي من أعظم الخطوات التي تمت من أجل استخدامها في الصناعة وغيرها، وهي طاقات متجددة ومستمرة وستؤدي الغرض منها وكذلك تحافظ على البيئة وتقلل الانبعاثات الضارة.

* كيف ترى توصيات قمة «cop 26»؟

- ننتظر أن يكون هناك توصيات حقيقية وليس شعارات، فالقمة وضعت 100 مليار دولار كمساعدات للدول الفقيرة أو المتضررة من التغيرات المناخية، وكان من الأولى أن يتم وضع هذا المبلغ لتحسين الظروف البيئية والعمل على تقليل الانبعاثات الضارة، وإيجاد طاقة بديلة، فعلى سبيل المثال في حالة غرق المدن الساحلية نتيجة ارتفاع مستوى المحيطات والبحار، ماذا سوف تفعل هذه الدول بتلك الأموال؟ إذن لا طائل ولا فائدة من تخصيص المبلغ للدول المتضررة، وهو ما يتوجب معه العمل على تقليل الانبعاثات، ووضع استراتيجيات جدية للعمل عليها.

* ما المطلوب من قمة «cop 27»؟

- يجب تقديم استراتيجية موحدة بين جميع الدول لحماية الكوكب، دون المساس بالأمن الصناعي أو العسكري أو الغذائي أو المائي أو التجاري لأي بلد، لأنه بالطبع لن يوافق أحد على وقف استخدام الوقود الأحفوري أو وقف الصناعات التي تعتمد عليها هذه الدول.

* هل ترى أن الزيادة السكانية إحدى القضايا البيئية التي يجب مواجهتها؟

- بالطبع.. لأن الزيادة السكانية ستؤثر على الموارد الطبيعية على الكوكب، من مياه وغذاء وثروات بكافة أشكالها.

* تلوث في البر والبحر والجو.. ما هي الحلول الموجودة لإنقاذ الكوكب وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى صفر بحلول عام 2050 كما ‏تنادي ‏المطالب العالمية؟

- يجب تقليل استخراج المواد البترولية وتقليل استخدام الوقود الأحفوري، وإيجاد طاقة بديلة، من أجل الحفاظ على درجة حرارة الكوكب، فضلًا عن تنقية المحيطات والبحار والأنهار من النفايات ووضع خطة لرفعها، والتوجه إلى استخدام السيارات الكهربائية، والبحث عن الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية والرياح والكهرومائية وهناك الكثير من البدائل المتاحة.

* ما هي نصائحك للتخلص من النفايات المنزلية والصناعية لتجنب أضرارها؟

- النفايات المنزلية والصناعية يمكن تحويلها إلى طاقة والعالم يحتاج إليها لأنها مركبات عضوية تحتوي على مادة الإيثانول، وكذلك الورق والكرتون هي مواد يمكن أن يعاد استخدامها مرة أخرى وهي صديقة للبيئة، يتبقى لدينا حوالي 2% من العوادم، وهذه العوادم يمكن ردمها في مناطق مخصصة، ويمكن الاستفادة بتحويل هذه النفايات المتكومة في أماكن التجميع إلى غاز طبيعي.

* طرحت من قبل استراتيجية علمية لمواجهة التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة ما هي أهم بنودها؟

- هي استراتيجية شاملة لجميع المناحي، حيث تضم استراتيجية مائية للحفاظ على الماء بالوطن العربي بشكل خاص، والحفاظ على الغابات، والغابات بها العديد من المواد التي يمكن الاستفادة بها بدلًا من القضاء عليها، ولدينا في لبنان مثال قمنا بتنفيذه وهو غابة ضد الحرائق في منطقة كسروان، وكذلك ملف المياه الجوفية، وأنا على استعداد لتقديم الاستراتيجية لأي دولة تسعى إلى تنفيذها، وكذلك العمل جنبًا إلى جنب من أجل تحقيق الأمان لمنطقتنا العربية.

* هل تحتاج الدول العربية إلى تشريعات لمواجهة الظواهر البيئية؟

- بالطبع تحتاج إلى تشريعات صارمة لتقليل الآثار الضارة، والعمل على الحفاظ على البيئة، وكمثال هناك دول أوروبية لديها قوانين حازمة، وأي مواطن يقوم برمي النفايات في الأنهار أو الطرق قد تقوده هذه الممارسات إلى السجن، وهذا ما نسعى لتطبيقه أن يكون لدينا تشريعات لحماية البيئة مثلما تفعل الدول الأوروبية ودول العالم المتقدم التي وضعت التلوث البيئي على رأس أولوياتها.

* في ظل هذه الظروف البيئية الحالية.. هل يمكن للدول تحقيق التنمية المستدامة التي تسعى إليها؟

- بكل تأكيد نحتاج إلى حماية البيئة أولًا، ثم حماية الثروات المائية والزراعية والغذائية، ووجود خطة شاملة للنفايات الصلبة بكل أنواعها، وخطة لزيادة الغطاء الأخضر والغابات، لأنه لا يمكن أن تقوم تنمية لأي دولة وهي تعاني من التلوث.