عقد مجلس بحوث الثقافة والمعرفة باكاديمية البحث العلمي الندوة التثقيفية لشهر فبراير 2022 تحت عنوان "إبتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ" القاها العالم الدكتوراحمد عيسي استاذ الاثار المصرية بكلية الاثار جامعة القاهرة – وادار الجلسة الدكتور شعبان الأمير استاذ ترميم وصيانة الاثار والتراث ورئيس قسم ترميم الاثار كلية الاثار جامعة الفيوم - عضو المجلس ومنسق الندوات بالمجلس.
جاء ذلك عبر المنصة الافتراضية زووم لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وفي إطار سلسلة الثقافة العلمية والمعرفة لمجلس بحوث الثقافة والمعرفة لعام 2022– المجالس النوعية-أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا - وزارة التعليم العالي- تحت رعاية الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا وإشراف الدكتور احمد جبر المشرف علي المجالس النوعية والدكتور محمد لبيب سالم مقرر مجلس بحوث الثقافة والمعرفة .
وبحضور لفيف كريم من الوزراء و رؤساء ونواب رؤساء الجامعات المصرية والعمداء من كليات الاثار وكليات الجامعات المصرية المختلفة و الوكلاء ورؤساء الاقسام ولفيف من الاساتذة في مجال علوم الاثار المختلفة. وعلي رأسهم الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي الاسبق و الدكتور عرفة صبري نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث و الدكتور شريف قنديل معهد الدراسات العليا والبحوث جامعة الاسكندرية والدكتورة دينا فاروق ابوزيد الاكاديمية الدولية للهندسة وعلوم الاعلام و الدكتور طارق قابيل كلية العلوم جامعة القاهرة و الدكتورة تفيده عبدالجواد كلية الاداب جامعة طنطا و الدكتور ابراهيم غانم و الدكتور ابراهيم الشربيني والدكتور امين الرشيدي كلية الاثار جامعة الفيوم والدكتور عبدالباسط عبدالفتاح جامعة مطروح والدكتور فاطمة محجوب الدكتور محمد ابوزرقة والدكتور عصام فرج خبير التراث وعلوم الترميم و الدكتورة ماجدة نصر والدكتور صبحي عبدالقادر استاذ الهندسة بالجامعة اليابانية والدكتور احمد عبدالجيد كلية التربية الرياضية جامعة قناة السويس ولفيف كريم من الاساتذة علماء الجامعات المصرية.
كما حضر الندوة طلاب كليات الاثار بالجامعات المصرية ومجموعة من الباحثين و المهتمين والمحبين لعلوم الاثار من مصر ولفيف من الدول العربية الشقيقة من الاردن وتونس وغيرها من الدول العربية.
وتناول الدكتور احمد عيسي الهدف العام من الندوة "إبتكارات أهدتها مصر للبشرية لأول مرة في التاريخ" هو جوانب غير مطروقة كثيرا عند الحديث عن العطاء الحضاري الكبير والرائد لمصر القديمة، حيث أن المشهور بشكل طاغ عن منجزاتها العظيمة يتجه أساسا، إما إلى الانبهار الشديد بعمائر المصريين القدماء، والتعجب من الضخامة الشامخة لبعضها (الأهرامات مثلا)، أو إتساع وفساحة بعضها الآخر بشكل مترام (قاعة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك مثلا)، أو اختراق بعضها الثالث لبطون الجبال عبر أعماق سحيقة (مقبرة الملك سيتي الأول في وادي الملوك مثلا).
و تناول الدكتور احمد عيسي عدة محاور هامة ومنها أن المصريين قد اقتحموا منذ القدم، قبل أكثر من ٥٥٠٠ عام مجال التعبير المادي عن اللفظ المنطوق بابتكاره للكتابة عبر اختزالها للصور البيئية لتكون فيما كتابية، ثم اتبعوا ذلك باختيار رموزا مادية لتعبر عن "قيم فكرية ومعنوية" مختلفة.
واكد "عيسى " ان المصريين القدماء، وإن لم يكونوا أول من رسم وصور ونحت، ولكنهم كانوا أول من "منهج" و "أطر" لكل اتجاهات الفنون المرئية (Visual Arts), من رسم وتصوير ونحت، كما كانوا أول من أعطى التجسيد الحقيقي للفنون التطبيقية (Applied Arts)؛ هذا غير الكثير والكثير من الإبداعات والابتكارات في معظم مجالات العلوم الطبيعية ومختلف المجالات الحياتية والعملية، والنظم السياسية، والتنظيمات المدنية، التي أعطونا منها العشرات، بل مئات الانجازات، التي أهدوها للبشرية لأول مرة في التاريخ.
وسلط "عيسي "الضوء على بعض معروف جزئيا من هذه العطاءات، وبعض آخر منها مجهول إلى حد كبير، وبعض ثالث من استنتاجات و مقارنات مختلفة.
واختتمت الندوة بمجموعة من المداخلات والمناقشات والتوصيات الهامة وكان من ابرزها:
مداخلة الدكتور معتز خورشيد وزير التعليم العالي الاسبق والذي اكد علي مفهوم الابتكار وتعريفة وان الابتكار وليد الحضارة المصرية مؤكدا علي اهمية تزويد مراكز الابحاث بكتيبات منشورة تشمل في مضمونها اهم الابتكارات المصرية القديمة والتي قدمها المصري القديم للبشرية.
وتناول ايضا ومتسائلا حول سمات ومنظومة وخصائص الشخصية المصرية والتي انتجت وكانت سببا في هذا النتاج من الابتكارات للبشرية..
وقد رد الدكتور احمد عيسي ان اهم ما تميز به المصري القديم والذي كان سببا في تلك الابتكارات اولا النيل والذي ربط المصريون باختلاف الاقاليم والقبائل تحت دولة واحدة قوية وثانيا الوقت وادارة الوقت وتنظيمة لدي المصري القديم فكانت ساعات العمل والانتاج نظاما متكاملا وملزما وثالثا الجيش المصري واشرافة علي المشاريع واطلاق لقب جندي علي العمال ولقب قائد علي المهندسين ورابعا الامداد اللوجيسيتي المقدم من قبل الدولة المصرية القديمة مثلما يقدم في الوقت الحاضر للمشاريع القائمة من حفر ابار وجلب الاحجار وتنظيم المعيشة لدي فرق العمل في المواقع المختلفة وكذلك المقومات الاجتماعية المصرية ورفض التعصب والقبلية كلها كانت سببا وكانت من سمات الشخصية المصرية والتي كانت سببا واضحا في النتاج الفكري والعلمي والابتكاري لدي المصري القديم.
واشار احمد عيسي علي ان الملوك المصريين كانو ملوكا افاضل اصحاب خلق ودعم وسند علي مدار التاريخ وحتي العصر الراهن مما يتيح اجواء الابتكار متناولا ان مصر تعني الارض او البلد ذات الحدود المصونة المكنونة ومنها جاء لقب مصر الكنانة اي المحفوطة.
واوصت الدكتورة دينا ابوزيد عضو المجلس في مداخلتها علي اهمية تخصيص وابراز تلك الابتكارات والقصص والنتاج الابتكاري المصري القديم الي دور السيمنا والافلام المحلية بل والدولية وان تقدم سيناريوهات سينمائية للاستفادة منها في عمل افلام جاذبة ودعائية للسياحة المصرية وكيف يؤثر الاعلام في الترويج للسياحة المصرية بشقيها السياحي والاثري.
واكد الدكتور ابراهيم غانم استاذ نظم الجغرافيا بجامعة طنطا علي ان مصر اول دولة موحدة واول دولة نظامية في التاريخ البشري
وتناولت الدكتورة تفيدة استاذ الاثار الاسلامية بجامعة طنطا واكدت علي الموروث الابتكاري المصري القديم وامتدادة حتي الحضارة والفنون الاسلامية
وتناول الدكتور ابراهيم الشربيني الاستاذ بمدينة زويل العلمية علي ان المصريين اول من تناول علوم النانو في علوم الاثار وخاصة المواد الملونة والصبغات في المعابد والمقابر المصرية القديمة
واكد الدكتور عبدالباسط عبدالفتاح استاذ الاثار اليونانية الرومانية بكلية الاثار واللغات بجامعة مطروح علي ان الحضارة الرومانية اليونانية ما كانت الا باخذها الكثير والكثير من الحضارة المصرية القديمة ومنها علوم النحت والفنون والعمارة
وتناولت الدكتورة فاطمة محجوب دور علوم المواد والفيزياء والكيمياء في الحضارة المصرية ومجموعة الابتكارات التي قدمها الكصري القديم للبشرية اجمع
وأكد الدكتور محمد ابوزرقة استاذ الحاسب الالي بالاكاديمية العربية اهمية العودة للحضارة المصرية والاستفادة من علومها المتقدمة حيث تحمل الكثير والكثير من الابتكارات التي ينبغي علينا ابرازها للآجيال الحالية مؤكد علي اهمية توثيق الابتكارات المصرية وكتابتها بايدي متخصصين وتنشر للأستفادة مها
وشدد الدكتور أمين الرشيدي رئيس قسم الآثار الاسلامية بجامعة الفيوم علي تعظيم الاستفادة من الحضارة المصرية والممتددة تاثرها علي الفنون الاسلامية بمصر والعالم اجمع وتوثيق اسرار الحضارة وتاثيراتها علي الحضارات المصرية اللاحقة لها.
واختتمت المناقشات بمداخة وتوصية الدكتور عرفة صبري نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث وأستاذ علوم المواد مؤكدا علي ان علوم الآثار والترميم علوم مرتبطة بكلية العلوم بتخصصاتها المختلفة الفيزياء والكيمياء والبيولوجي والجيولولجيا وغيرها من العلوم الاساسية والتي تهتم بدراسة وفحص وتحليل تلك المواد الاثرية والتي وجب صيانتهاوحفظها وابرازها للاجيال وتنمية ورفع الوعي والولاءوالانتماء للنشيء والاجيال الحالية وارتباطهم بالحضارة والدولة المصرية.