تستمر العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا في يومها السابع، بعد أن شهد اليوم السادس والخامس تطورات ميدانية وسياسية عديدة أبرزها المفاوضات بين وفدي كييف وموسكو في بيلاروسيا، وفي اليوم السادس شهدت خاركيف قصفاً روسياً عنيفاً ، كما تحشد روسيا قواتها قرب كييف في ظل إعلان وزير الدفاع الروسي أن العملية مستمرة حتى تحقيق أهداف موسكو.
وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية صباح الثلاثاء في أوكرانيا رتلاً عسكريا روسيا هائلا يزيد طوله على 60 كيلومترا يتقدم باتجاه العاصمة كييف التي جعلتها روسيا هدفاً رئيسياً للعملية العسكرية التي تشنّها منذ الخميس ضدّ جارتها الموالية للغرب.
ونشرت شركة "ماكسار" الأمريكية المتخصصة بالتصوير بواسطة الأقمار الاصطناعية، صوراً أظهرت انتشارا جديدا للقوات الروسية - مروحيات هجومية جاثمة وعربات عسكرية - في بيلاروسيا، على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا.
ومنذ بدأت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا الخميس الماضي، نجحت القوات الأوكرانية حتى اليوم في الدفاع عن وسط العاصمة وصد الهجمات الروسية عليه. ومنذ بدء العملية العسكرية لا يزال تقدم القوات الروسية "بطيئا" بحسب تقارير غربية، علما بأن هذه القوات تحتشد حول العاصمة.
ووصف اليوم الثلاثاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف الروسي على مدينة خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، بأنه جريمة حرب، مشيرًا إلى أن الدفاع عن العاصمة هو الأولوية القصوى.
وقال في بيان في مقطع فيديو "إن القصف على خاركيف هو جريمة حرب. إنه إرهاب دولة من جانب روسيا" مضيفًا أن "حماية العاصمة اليوم هو الأولوية القصوى للدولة"، وتوجه زيلينسكي للأوروبيين مطالبا إياهم بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، قائلا "ستكون أوروبا أقوى بكثير بوجود أوكرانيا فيها من دونكم، ستكون أوكرانيا وحيدة. لقد أثبتنا قوتنا وأظهرنا أننا مساوون لكم لذا أثبتوا أنكم معنا وأنكم لن تتخلّوا عنا".
في سياق ذلك، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه سيفتح "في أسرع وقت" تحقيقا في الوضع في أوكرانيا، وتحدث عن ارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" هناك.
وقال المدعي كريم خان: "أنا واثق بأن ثمة قاعدة منطقية للاعتقاد بأن جرائم حرب وجرائم مفترضة ضد الإنسانية تم ارتكابها في أوكرانيا" منذ عام 2014.
وأضاف: "انطلاقا من توسع النزاع في الأيام الأخيرة، في نيتي أن يشمل هذا التحقيق أيضا كل الجرائم الجديدة المفترضة التي تندرج ضمن اختصاص مكتبي والتي ارتكبها أي طرف في النزاع على كافة أراضي أوكرانيا".
من جانبه، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بولندا الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "دمر السلام" في أوروبا.
وأوضح ستولتنبرغ الذي كان برفقة الرئيس البولندي اندريي دودا "الرئيس بوتين حطم السلام في أوروبا والحلف يدين العدوان الوحشي وغير المبرر لأوكرانيا" متهما بيلاروسيا أيضا بالسماح بذلك.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء يوم الثلاثاء عن وزير الدفاع سيرجي شويغو قوله إن روسيا ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا حتى تحقق أهدافها.
وقال شويغو، إن الهدف الرئيسي لموسكو هو حماية نفسها من التهديدات التي يصنعها الغرب، مضيفا أن روسيا لا تحتل الأراضي الأوكرانية.
بدوره أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جوسنون خلال زيارة إلى بولندا الثلاثاء أن الغرب سيواصل الضغط على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أجل غير مسمى.
وقال للصحفيين "لم يحسن فلاديمير بوتين تقدير وحدة وعزم الغرب وباقي العالم". وأضاف "سنواصل الضغط الاقتصادي.. إنه بكل وضوح يؤثر بشكل كبير للغاية. نحن على استعداد لتكثيفه ومواصلته طالما دعت الحاجة".
فيما قال وزير المال الفرنسي برونو لومير إن العقوبات الغربية على موسكو بسبب غزوها اوكرانيا ستدفع الاقتصاد الروسي إلى الانهيار. وأوضح لومير في مقابلة مع "فرانس إنفو"، "سندفع الاقتصاد الروسي إلى الانهيار. ميزان القوى الاقتصادي والمالي يميل كليا لصالح الاتحاد الأوروبي الذي يكتشف الآن قوته الاقتصادية".
من جانبها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين الثلاثاء أن أكثر من 660 ألف شخص فروا من أوكرانيا ولجأوا إلى الدول المجاورة مؤكدة أن الأعداد ترتفع "بشكل مطرد".