في ظل الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا والصراع حول ضم منطقة القرم للحدود الروسية بالإضافة إلى الاستيلاء على عدد من المدن الأوكرانية أهمها تشرنوبل حتى الآن، تصدر العربي للنشر والتوزيع الترجمة العربية لكتاب “الحدود” للكاتبة النرويجية إيريكا فاتلاند التي ترجمها سمير محفوظ بشير.
في هذا الكتاب، تقرر الكاتبة أن تزور الأربع عشرة دولة التي تمثل حدود أكبر دولة في العالم، روسيا، ومن خلال زياراتها لهذه الدول، تتنبأ بمستقبل كل منها ومدى ارتباطها بدولة روسيا الشقيقة واحتمالية وقوعها تحت سيطرتها في المستقبل.
وفق الناشر، في هذا الكتاب، يعيش القارئ أجواء رحلة الكاتبة على طول الحدود الروسية التي تبدو بلا نهاية؛ من كوريا الشمالية في الشرق الأقصى عبر الدول المجاورة لروسيا في آسيا والقوقاز، عابرةً بحر قزوين والبحر الأسود على طول الطريق. تذكر المؤلفة كذلك في مقدمة هذا الكتاب لماذا اختارت روسيا بصفتها أكبر دولة في العالم وتقول إنها حلمت أنها تتجول حول خريطة ضخمة بينما خطواتها تتابع خطًا أحمر متموج؛ إنه خط حدود دولة روسيا.
أخذت تتجول من دولة مجاورة لهذا البلد إلى آخر، بينما روسيا الشاسعة تظهر دائمًا أمامها سواء شمالًا أو شرقًا. عندما استيقظت، علمت فورًا أن ذلك هو مسار كتابها، رحلة حول الحدود الروسية من شمال كوريا حتى النرويج التي تقع شمالًا. إنه كتاب عن روسيا والتاريخ الروسي دون أن تدخل مؤلفته إلى روسيا نفسها؛ كتاب يستكشف هذه الإمبراطورية العظيمة المتوسعة عبر التاريخ كون المؤلفة جارة لها. يسرد الأحداث التاريخية المختلفة والمثيرة والمأساوية والتي لا تصدق في كثير من الأحيان لهذه الدول المجاورة وثقافاتها وشعوبها ومناظرها الطبيعية.
ولدت إيريكا فاتلاند عام 1983 في هاوجسوند بالنرويج، ودرست علوم الإنسانيات الاجتماعية في جامعة أوسلو بالنرويج. وقد أصبحت معروفة بشكل خاص بقصص الرحلات في دول حول الحدود الروسية ذات طابع ثقافي. صدر لها سابقًا كتاب بعنوان "قرية الملائكة"، وهو على شكل تقرير خاص بما حدث من هجوم إرهابي على مدرسة بمدينة بيسلان بروسيا عام 2004، وفيه قُتل 320 شخصًا. أيضًا قامت بتأليف كتاب بعنوان "العام الذي بلا موسم صيف"، تشرح فيه ذلك العام المخيف الذي تبع تلك المذبحة التي حدثت في جزيرة أوتا بالنرويج عام 2011، حيث تم احتجاز رهائن في مدرسة وقتل في هذه الحادثة 77 شخصًا. ولها العديد من المؤلفات الأخرى حول أهم رحلاتها في قارة آسيا. تتحدث ثمانِ لغات وتعيش حاليًا في أوسلو.