قال الدكتور محمد مصطفي حسني أستاذ جراحة العظام وتشوهات الأطفال بجامعة طنطا، أن مرض العظم الزجاجي للأطفال يعد من الاضطرابات الجينية ويظهر لدى المريض منذ الولادة، فيما ينشأ هذا المرض جراء طفرة جينية قد تؤثر سلبًا على العظام مسببة ضعفها، مما قد يجعل العظام عرضة للكسور دون التعرض لأي إصابات.
وأضاف في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن المرض يؤدي إلى عدة كسور في وقت واحد، وفي بعض الحالات قد تبدأ الكسور بالحدوث أثناء وجود الطفل جنينًا في الرحم ويؤثر هذا المرض بشكل رئيس على العظام.
وأشار الطبيب إلى أن كسور العظام ليست العرض الوحيد له، إذ قد يؤدي كذلك لظهور نطاق واسع من الأعراض قد تطال أجهزة أخرى في الجسم تبعا لحدة أعراضه
واكد الطبيب أن مرض العظم الزجاجي يصنف في عدة أنواع، وحتى اللحظة تم توثيق قرابة 19 نوعًا مختلفًا للمرض، لكل منها أعراض مميزة، لكن قد تشترك بعض أنواع مرض العظم الزجاجي في بعض الأعراض.
وأما عن تشخيص مرض العظم الزجاجي، أوضح الدكتور محمد مصطفي أنه يمكن تشخيص هذا المرض من خلال فحص الطفل جسديًا لتحري ظهور أعراض المرض وتحري تاريخ العائلة الطبي لرصد أي حالات إصابة سابقة بالمرض وفحص الحمض النووي لرصد الطفرة الجينية المسببة للمرض وفحوصات أخرى مثال خزعة العظام، وقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (DEXA Scan).
وأما عن علاج مرض العظم الزجاجي، كشف الدكتور محمد مصطفي أنه لابد من إخضاع المريض للعلاج الطبيعي لتقوية عضلاته واستخدام أدوية مقوية للعظام، مثل أدوية مركبات البيسفسفونات.
وأوضح أن العلاج المقبول حاليا حول العالم هو التثبيت الجراحي للعظام بواسطة المسمار النخاعي كي يحافظ على قوة العظام و يمنع تكرار الكسر كما يحافظ على استقامتها و يمنع الاعوجاج، لكن هذه المسامير النخاعية يجب تركيبها جراحيا في عظمتي الساق و الفخذ وربما العضد أيضا، ويجب تغيير هذه المسامير كل فترة لأن العظام الحية تنمو بينما لا تنمو المسامير النخاعية.
وفي النهاية أوضح الأستاذ الجامعي أن هناك أنواع من المسامير النخاعية قابلة للطول التدريجي مثل مسمار قاسيية لكن مضاعفات هذا النوع كثيرة نظرا لضعفه الميكانيكي وقوته الغير مناسبة للأحمال فضلا عن بعض العيوب الميكانيكية والبيولوجية في هذا النوع من المسامير ومرض العظام الزجاجية يتحسن مع تقدم العمر وفي أغلب الحالات تتوقف العظام عن الكسر حين يصل الطفل الى سن البلوغ لذلك يجب الحفاظ على قوة العظام واستقامتها الى أن نصل بالطفل إلى هذه المرحلة.