هنأ المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، الفائزين جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وجلالة الملكة رانية العبد الله. ومعهما مؤسسة المعرفة والحرية (فوكال)، المنظمة الإنسانية من جمهورية هاييتي، بفوزهم بجائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام ٢٠٢٢.
وأكد المستشار عبد السلام خلال كلمته أثناء الاحتفال بتكريم الفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية، اليوم الأحد بصرح زايد المؤسس بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، أن جلالة الملك عبد الله وجلالة الملكة رانيا جلالة قدما أنموذجا يحتذى للقائد في مشاركة الحب والخير والأخوة والتسامح، ولا يزالان تجتهدان في بناء وطنهم والنهوض به، مشيرا إلى أن مؤسسة فوكال بجمهورية هاييتي قدمت قدوة وصورة مشرفة لشعب بطل كافح طوال تاريخه من أجل الحرية والكرامة الإنسانية.
كما قدم أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تحية تقدير واعتزاز لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، لدعمه المستمر واستثماره الدائم في مشروع الأخوة الإنسانية، مؤكدا أنه كان ولا زال صادق العهد، ثابت الخطى في خدمة بلده، مكافحا من أجل الحفاظ على الشعلة التي ورثها له والده الراحل الحكيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي مثل رمزا تخطت محبته حدود بلاده، وتجاوزت آثاره الطيبة كل الأعراق والألوان والمذاهب، وقدم بلاده مثالا يحتذى به في تصدير التسامح وحب الخير لكل الناس.
وتحدث المستشار عبد السلام عن الجهود الحثيثة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، مشيرا إلى أنهما قدما نموذجا استثنائيا في الأخوة والصداقة والشراكة من أجل الإنسان لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلا، وتوجت هذه الشراكة بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية من أرض أبو ظبي الطيبة؛ لتقدم الإمارات العربية المتحدة للبشرية ميثاقا روحيا ودستورا إنسانيا، يتجاوز الاختلافات، ويرتفع فوق الصراعات من أجل أخوة جامعة.
وأكد المستشار محمد عبد السلام أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية هي احتفاء بكل الذين قضوا أعمارهم في خدمة الضعفاء والمحتاجين، ودأبوا في العمل على إنهاء الانقسام، وتعزيز الأخوة والتسامح بين الأمم والشعوب، مشيرا إلى أن أصداء هذه الوثيقة التاريخية وصلت إلى مختلف البقاع والأرجاء، وأقامت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية شراكات رفيعة المستوى مع مؤسسات ومسؤولين من أنحاء مختلفة حول العالم، واستطاعت أن تشجع الكثيرين لبناء جسور التواصل والحوار، وتوجت الجهود بالاعتراف الأممي بأهمية وثيقة الأخوة ، واعتماد يوم توقيعها في الرابع من فبراير ٢٠١٩ يوما دوليا للأخوة الإنسانية يحتفي به العالم كل عام.
وأشار الأمين العام للأخوة الإنسانية أن جائزة زايد للأخوة الإنسانية مثلت مصدر إلهام ودعم لكل الجهود المبذولة من أجل تعزيز الأخوة والتعايش، مصرحا أنه خلال دورتها الحالية نظرت لجنة تحكيم الجائزة في أكثر من مائتي ترشيح، ووجدت في مسيرة المكرمين واجتهاداتهم في خدمة البشرية ودعم التعايش الإنساني والحوار؛ أثرا ملموسا على أرض الواقع يجعلهم يستحقون بجدارة أن يحملوا راية الأخوة التي تجسد قيم التسامح والتآلف بين الناس.
واختتم المستشار كلمته بالتأكيد على أن خروج الاحتفال برموز الأخوة الإنسانية من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ يمثل شعاع نور، ويبعث رسالة أمل في ظلام دامس بسبب دخان الحروب وأصوات الكراهية، وأنين الضعفاء، إنها رسالة أبوظبي للأخوة الإنسانية.