قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصرية الأسبق، إن الوضع الجديد في أوكرانيا أثار في ذاكرتي عندما كنا نذهب لمجلس الأمن بخصوص القضية الفلسطينية فنواجه حق الفيتو، فنذهب للجمعية العامة وكانت المحاولات لا تثمر بنتائج إيجابية، ونرى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية تذهب للجمعية العامة ولن تؤتي ثمارها أيضا.
وأضاف "العرابي" خلال صالون “البوابة نيوز” الأسبوعي تحت عنوان “الحرب الروسية الأوكرانية.. إلى أين؟”، أن المباحثات السياسية ما هي إلا انعكاس للقوى الفعلية على الأرض، فقوة روسيا العسكرية قادرة على حسم الأمور لصالحهم وتحقيق مطامعهم، ولكن كل الأطراف الأوكرانية أبدوا شجاعتهم في الدفاع عن بلادهم، ففكرة الردع مع الدبلوماسية هي ما ستسيطر على المباحثات القادمة وخاصة أن أوكرانيا يقف وراءها زخم غربي كبير غير متوقع.
وأشار العرابي، إلى أن الحرب ستطول لأن الهدف هو إخراج روسيا من النظام الدولي، فهناك أكثر من 90 دولة ضد الغزو الروسي، وتم وضع روسيا في خانة جديدة وهي الدولة المدانة، خاصة أن ما يجري في أوكرانيا خارج كل التوقعات منذ انسحاب أمريكا من أفغانستان كنا ننتظر عالما جديدا، ولكن ما أقدمت عليه روسيا أعاد العالم إلى أجواء الحرب العالمية الثانية.
وأضاف "العرابي" أن الانتصار العسكري ليس بالضرورة أن يهدي انتصارا سياسيا ولكن الوضع الحالي يشير إلى تحييد روسيا، فالوجود السياسي في العالم مهم للغاية فهناك دول أقل عسكريا من روسيا ولكن تقوم بأدوار مهمة وفعالة في العالم، فمن الممكن انتصار روسيا لتحقيق مكاسبها ولكن سيؤدي بها لخسارات أخرى أهمها التحييد السياسي والعزلة الدولية.
جاء ذلك خلال ندوة في مقر "البوابة نيوز" عن تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا بحضور السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وحسام عيسى الباحث فى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وسليمان شفيق الباحث والكاتب الصحفي، واللواء محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان.
