عند تقاطع شارع البستان مع شارع طلعت حرب يقبع شامخاً ، يشع منه بريق كنوزه يفصل بتقاطعات طرقه بين قاهرتين ، القاهرة الخديوية بمجتمعها من الأمراء والباشاوات والبكوات ، وقاهرة اليوم بحياتها السريعة المتسارعة، وهو “النادي الدبلوماسي”.
وأنشأ فرنسيان يدعيان “جور فييه ” وزميله “رينولدز” ناد اطلقوا عليه «تورف» فى شارع المغربى ونادى الخديوية وكان مخصصا للرجال الاجانب فى مصر وتم لاحقا قبول الأمراء والباشوات المصريين والأتراك.
إنه النادي الدبلوماسي المصري أو "كلوب" محمد علي ، كما كان يطلق عليه قبل مائة وخمسة عشر عاماً.
وفي مايو من عام 1898م شهد نادي "الخديوية" إطلاق نار علي الأمير أحمد فؤاد نجل الخديوي إسماعيل ، وهو ما أدي لسقوط هذا النادي من مكانته حيث أقسم الأمير علي عدم وضع قدميه في هذا النادي مرة أخري أبداً؛ مما مهد الساحة لإنشاء نادي "كلوب" محمد علي من جانب أفراد العائلة الملكية المصرية في بداية عصر الخديوي عباس حلمي الثاني عن طريق شركة مساهمة برأسمال 14ألف جنيه مصري ، تم تقسيمها بين أفراد العائلة المالكة والباشاوات بمعدل 200جنيه مصري لكل عضو ، وكان الأمير أحمد فؤاد هو أول رئيس له ، وتولي يعقوب أرتين باشا منصب نائب الرئيس.
بدأ التخطيط لمقر نادي "محمد علي" ليظهر فى صورة مبنيين بمنطقة البستان وسليمان باشا ، وهو ما يعرف حالياً باسم شارع طلعت حرب ، وتم إضافة مبني ثالث لهما في نوفمبر من عام 1930علي يد المهندس المعماري ميشيل روكس سبيتز ، وذلك على أرض مملوكة لسيف الله باشا يسري الزوج الثالث للأميرة شيوه كار “الزوجة الأولى للملك أحمد فؤاد” و والد لطفية هانم يسري زوجة أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي.
ويستعرض كتاب صادر عن مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى مراحل إنشاء النادى الدبلوماسى ودوره فى الحياة السياسية المصرية، حيث يضم النادى مكتبة متميزة بالإضافة للصحف اليومية العالمية والمحلية وقاعة رائعة للبلياردو وقاعات للطعام، ويلبى احتياجات الدبلوماسيين المصريين بتوفير مكان به العديد من الخصائص المميزة والوثائق الثقافية بالإضافة للعديد من النشاطات الخاصة.
ويضم النادى مجموعة من اللوحات الزيتية الفرنسية الرائعة والنادرة والتى تزين جدران النادى ورسمها بعض الفنانين الفرنسيين خصيصاً من أجل نادى «محمد علي» خلال القرنين الماضيين. والتى اعتبرت مدرسة فريدة من نوعها فى الفن الكلاسيكى للرسم بالزيت. كما يضم النادى العديد من لوحات الفنان المصرى محمد محمود خليل.