الانتحار أصبح الوسيلة التى يلجأ إليها البعض فى سبيل التخلص من المشاكل التى يتعرضون لها حتى لو كانت بسيطة، فكل ما يشغل بالهم هو إنهاء حياتهم دون التفكير فى العواقب التى قد تترتب على ذلك، وهذا ما حدث مع فتاة الجيزة، فقد قررت الانتحار شنقا عندما فشلت فى الحصول على العفش الذى تريده، تاركه أسرتها فى حالة يرثى لها بعدما خيم الحزن عليهم.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بجنوب الجيزة، والتى بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة بلاغا من موظف يفيد بانتحار ابنته، حيث إنه عثر على جثتها معلقة داخل غرفة نومها، وعلى الفور انتقلت قوات أمنية لمكان الحادث وبالفحص تبين أن الجثة لفتاة تدعى «م. ف» فى العقد الثانى من العمر، معلقة فى جنش مروحة ومدلاة من سقف غرفتها.
وأضافت التحقيقات، أنه جرى التحفظ على الجثة وإخطار النيابة العامة التى أمرت بتشريحها لبيان السبب الرئيسى وراء ذلك، وقد تبين من التقرير الطبى المبدئى الذى تسلمته النيابة أن الجثة خالية من أى إصابات ظاهرية، ولا يوجد سوى علامات حول الرقبة ناتجة عن شنق نفسها، وقد طالبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، كما استدعت أسرة الفتاة لسماع أقوالهم حول الأسباب التى دفعت الفتاة لفعل ذلك.
وتبين من خلال تحقيقات النيابة أن الفتاة المتوفية تعيش مع والديها وأشقائها التى تكبرهم فى السن، وأنها ارتبطت بأحد الشباب منذ فترة وقد تقدم لخطبتها، وبالفعل وافقت أسرتها على الارتباط خاصة أن الشاب يتمتع بسمعة طيبة، وقد اتفقوا على إتمام الزواج بعد عام، حتى تتمكن أسرة الفتاة من تجهيزها، وبالفعل بدأ والدها الذى يعمل موظفا فى شراء ما ينقصها من العفش وما تم الاتفاق عليه، ولكن الفتاة كانت تطلب أشياء مبالغا فيها وأسعارها غالية، ومع مرور الوقت بدأ الأب يشعر بالإرهاق والعجز فى بعض الأحيان خاصة أن ما تطلبه الفتاة كثيرا ولكنه لا يرغب فى التسبب فى حزنها.
وأشارت التحقيقات إلى أن الأمور بدأت تزداد سوءا مع مرور الوقت خاصة أن الأب يعمل ليل نهار لتوفير المال وشراء العفش، وكذلك والدتها تحاول توفير ما تستطيع من مال وتجلب لها ما ينقصها، ولكن دون جدوى فمع مرور الوقت بدأت الفتاة تصاب بحالة نفسية سيئة، خاصة بعدما أدركت أن هناك أشياء فى عفشها لن تتمكن من جلبها.
واوضحت التحقيقات، أن الفتاة بدأت تميل للعزلة وقضاء الكثير من الوقت فى غرفتها بمفردها، ليس هذا فقط بل لم تعد تتحدث مع خطيبها، اعتقد أفراد أسرتها أن الحالة التى أصابت ابنتهم مؤقتة وستزول مع مرور الوقت، ولكن ما حدث عكس ذلك، فقد ازدادت حالتها سوءا، حتى يوم الواقعة فقد دخلت الفتاة لغرفتها ومكثت بها كالعادة، ومن هنا اعتقد والداها أنها نائمة، ولكن مر وقت طويل على وجودها بالداخل، فقرر والدها أن يدخل للاطمئنان عليها ومن هنا كانت الصدمة.
وتابعت التحقيقات أن والدها عثر على ابنته معلقة فى سقف غرفتها وقد تخلصت من حياتها شنقا دون أن تفكر فى العواقب التى قد تترتب على ما فعلتها، وقد حاول والدها إنقاذها وإنزالها بعدما اعتقد أنها ما زالت على قيد الحياة، ولكن دون جدوى، فقد لفظت أنفاسها منذ فترة، وعلى الفور استغاث والدها بالجيران واتصل بالشرطة وقد حضرت قوة أمنية على الفور وتم التحفظ على الجثة والاستماع لأقوال أسرتها.
وبسؤال والدتها أكدت أن نجلتها لم تكن تعانى من أى أمراض نفسية ولكن شعورها بالحزن فور علمها بعدم حصولها على ما ترغب من عفش لتجهيز شقتها التى ستتزوج فيها كان السبب فى إصابتها بحالة نفسية سيئة دفعتها للانتحار، مؤكدة عدم وجود شبهة جنائية فى ذلك.
