هناك نوع من الحيوانات يسمى القوارض وهي حيوانات ثديية، تشكل نسبة أكثر من أربعين بالمائة من عدد جميع أنواع الثدييات، لا تقرض هذه الحيوانات لكي تتغذى فقط لكي تحفظ تآكل قواطعها الأمامية فهذه الأسنان تنمو باستمرار طوال حياة الحيوان فتتغذى على طعام لين ومنع من قرض أي شيء صلب، معظم القوارض ولودة بدرجة كبيرة وتتكاثر بسرعة لدرجة، وجميع القوارض ليست خطرة فبعضها يعطي الفراء الجميل وبعضها من الحيوانات الأليفة وهي تمد الحيوانات آكلة اللحوم بالغذاء.
ومن ضمن ما يميز القوارض قدرتها على الإختباء تحت الثلوج لفترات طويلة وتظل حية، فعندما يتساقط الثلج فإن حرارة الأرض تقوم بتسخين الثلج الأقرب إلى السطح وينتج عن ذلك بخار الماء، فتتشكل فجوات أو جيوب في الثلج و مع ارتفاع بخار الماء، ويبدأ في تكوين بلورات جليدية على الطبقة السفلية من كتلة الثلج، وتبدأ طبقة الجليد التي تتشكل بعد ذلك بالتصرف وكأنها سقف كما (في اسقف منازلنا).
يوفر الثلج الذي يستمر في التساقط على "السطح" العزل ويحافظ على درجات الحرارة حوالي ٣٢ C°، ولأن الثلج موصل رديء للحرارة فإنه عازل جيد، فإنه يحجز حرارة الأرض والطاقة الحرارية التي تنتجها أجسام المخلوقات الصغيرة ويمنع فقدان الحرارة المخزنة داخل بيوتها بسرعة بل تتسرب الحرارة ببطئ شديد فيظل الهواء المحبوس تحت الجليد دافئ.
كذلك تتشكل جيوب هوائية عند جذوع الاشجار والنباتات وهذا يحافظ على جذور النبات نفسها سليمة من التأثر بالبرودة ويسمح للمخلوقات الصغيرة البحث عن غذائها في داخل هذه الجيوب الثلجية، ونفس الفكرة نجدها في الأكواخ الثلجية لسكان القطب الشمالي مثل شعب الإنويت، فالثلج يحبس الهواء الداخلي ويحافظ على دفء المكان، الناتج من مصابيح الزيت البسيطة، فتكون درجات الحرارة داخل الكوخ أعلى من درجة حرارة المحيط الخارجي بحوالي ١٥ C°.
