رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

المحلل السياسي سعد المسعودي لـ«البوابة نيوز»: حرب أوكرانيا تنتهي بضمان الأمن القومي الروسي

دكتور سعد المسعودي
دكتور سعد المسعودي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

توقع المحلل السياسي والباحث في الشأن الدولي الدكتور سعد المسعودي، أن الحرب الدائرة على الأراضي الأوكرانية، لن تتوسع، وسينتهي الأمر بجلوس الطرفين الروسي والأوكراني على مائدة الحوار، مقابل عدم المساس بابلأمن القومي الروسي، مشيرا في حواره مع “البوابة نيوز”، إلى أن أمريكا وأوروبا لا يريدان حرب، وإلى نص الحوار:

  • كيف ترى الأزمة الأوكرانية الروسية وأبعادها على أوروبا؟
    في الواقع تعتبر أوكرانيا منذ العام 2014، مهددة وكان ذلك واضحا منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم وما تبعها من اندلاع حرب في شرق أوكرانيا مع الانفصاليين الموالين لروسيا، وأرادت أوكرانيا أن تكون لها قوة إقليمية من خلال بناء جيش قوي وتفعيل موانعها العسكرية والانضواء تحت قوى عالمية منها حلف شمال الأطلسي والانضمام للاتحاد الأوروبي لكن أقلقت هذه التحركات روسيا وبوتين شخصيا الذي يتخوف من تواجد قوات حلف الاطلسي على حدوده، ولهذا اتهم علنا دول الاتحاد الأوروبي بتسليم أسلحة لأوكرانيا واشراك جيشها بمناورات مشتركة مع جيش أوروبا ومنها مناورات البحر الاسود القريبة من حدود روسيا، وهو ما اعتبرته روسيا استفزازا.
    روسيا تدرك جيدا أن دول أوروبا بحاجة إلى بوتين لاسيما بموضوع الطاقة والغاز الروسي، ولكن أوروبا تقف ضد روسيا وتستخدم النظام المالي "سويفت" ليسبب لها خسارة كبيرة.
    لقد اختارت روسيا الحرب التي وصلت إلى أوروبا ويبدو أنها ستطول والأوربيون يبحثون عن بدائل.
    مع العلم أن فرنسا تعتبر تاسع أكبر مورد للمنتجات الغذائية الزراعية لروسيا بقيمة 780 مليون أورو سنويا، وهناك العديد من الشركات الفرنسية في اوكرانيا تعمل في قطاع الألبان والحبوب والبخور في اوكرانيا، وهي تتخوف من توقفها، وهذه المخاوف لدى دول أوروبية أخرى منها ألمانيا وإيطاليا، وهي الدول التي رفضت المصادقة على حرمان روسيا من الخدمة المالية سويفت.
  • كيف ترى إدارة رئيس أوروبا الاتحادية للأزمة؟

- ماقام به الرئيس ماكرون كبير وجهد رائع من خلال زياراته المكوكية واجتماعه بالرئيس بوتين وما رافق هذه الزيارة من خرق واضح للبروتوكول وطريقة استقبال بوتين لضيفه، لكن ما قام به ماكرون كان جهدا واضح وزياراته لدول المنطقة متنقلا بين المانيا وبروكسل، وكان واضحا للجميع تعنت بوتين، إذ لديه طموحات أكبر من أوكرانيا لابتلاع مدن أخرى في الشرق الأوكرانية، وفضل بوتين الاستمرار بالتوسع، وهو بذلك يريد أن يصنع شيئا يخلده التاريخ، ما قام به ماكرون كبير لكنه لم ينجح، واجتماع النورماندي والزيارات المكوكية أصبحت من الماضي.

ماكرون يعلم بأن طموحات بوتين تتجاوز الحدود الشرقية وتصل الى دول البلطيق

  • هل ترقى العقوبات الاقتصادية إلى مستوى الحدث؟
    - نعم بل ستكون كارثة على روسيا رغم وقوف الصين والهند الداعمين للاقتصاد روسيا، إلا أن العقوبات ستكون موجعة وصعبة كما رسم لها الاتحاد الأوروبي الذي تقوده فرنسا، والتي بدأت بحجز اول سفينة شحن لروسيا التي خرقت العقوبات الأوروبية بسبب الحرب، فقد تم اعتراض هذه الباخرة التجارية في الأطلسي من قبل الجمارك الفرنسية وحولت مسارها واقتادتها إلى شمال غرب فرنسا لميناء بولوني سور مير، ثم انهارت على روسيا العقوبات من دول أخرى لا سيما بمقاطعة الطيران الروسي وعدم السماح له باستخدام أجواء الاتحاد الأوروبي، كما ستعاني روسيا بعد أن طالت العقوبات شخصيات نافذة روسية بما فيها بوتين ولافروف، وتوسعت عزلة روسيا مالية كان آخرها اليابان، والعالم يطالب بمزيد من العقوبات حتى يدفع بوتين الى طاولة الحوار.
  • لماذا لا تهدد أوروبا بالخيار العسكري؟

أوروبا ومعها أمريكا لا تريدان حربا، بل لا يتيح لهما القانون الدولي المشاركة في هذه الحرب، ولكن يمكنهما كما تفعل الآن مساعدة الجيش الأوكراني من خلال التدريب والتأهيل وبناء مصانع التسليح، وتوفير الدعم اللوجستي والاستخباراتي العسكري. 

ومازالت فرنسا وبقية دول العالم تضخ الأموال والمساعدات الإنسانية الفائقة والكبيرة، على سبيل المثال نشرت فرنسا قواتا إضافية نحو 500 جنديا في رومانيا و200 جنديا في أوستونيا بمعداتهم العسكرية الحربية، إضافة إلى إمداد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية الدفاعية التي طلبتها، وهي أسلحة نوعية دفاعية ستلحق خسائر كبيرة في صفوف القوات الروسية، إضافة الى تحليق مستمر من قبل طائرات الرافال والميراج 2000 في سماء دول البلطي "استونيا ولاتفيا وليتوانيا"، هذا جزء من الدعم الأوروبي.

  • هل ترى حربا عالمية في الأفق؟

- لا أرى حربا عالمية بل لن تتوسع الحرب، وسيتم في نهاية المطاف الجلوس للحوار وستبحث روسيا تأمين حدودها من حدود حلف الناتو، كما تأمل روسيا في تعهدات بعدم انضمام اوكرانيا إلى حلف الناتو ولا إلى الاتحاد الأوروبي، لأن بذلك ستضمن أوكرانيا الالتزام الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بالدفاع عنها من أي اعتداءات، وهذا هو الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة أي إعطاء ضمانات بعدم المساس بأمن روسيا القومي لحين إيقاف آلة الحرب وإحلال السلام وتقوم أوروبا وأمريكا ببناء ما دمرته الحرب الروسية.