مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، فجر الخميس الماضي، وتوقف حركة الطيران الجوي لدولة أوكرانيا، الأمر الذي أعاق رجوع السائحين الروس والأوكرانيين الوافدين لمصر، أطلقت وزارة السياحة والآثار مبادرة لاستضافتهم، مشددة على جميع فنادق مصر، بحسن التعامل مع السائحين الروس والأوكرانيين واستمرار مكوثهم في الفنادق لحين انتهاء الأزمة.
ونص خطاب موجه من عبدالفتاح العاصي مساعد وزير السياحة لشئون المنشآت الفندقية والمحال والأنشطة السياحية، إلى غرفة المنشآت الفندقية، على: "هام جدًا وعاجل. منشور لجميع الفنادق رقم (41) لعام 2022: التأكيد على استمرار إقامة السائحين الأوكرانيين والروس المتواجدين بالفنادق المصرية وعدم الامتناع عن تقديم أي خدمات تقدم لهم لحين عودتهم إلى بلادهم"، مشيرًا إلى الأحداث السياسية الجارية بين دولتي روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي ترتب عليه غلق المجال الجوي لدولة أوكرانيا، مما يتعذر معه عودة السائحين الأوكران إلى أراضيهم بعد إنتهاء البرنامج السياحي الخاص بهم.
وتابع الخطاب: "يرجى التكرم بالتأكيد على ضرورة إستمرار إقامة أي سائحين أوكرانيين أو روس متواجدين لدى فندقكم الموقر وتقديم كافة التسهيلات الخاصة بهم وعدم الامتناع عن تقديم أي خدمة كانت تقدم إليهم لحين إيجاد الحل المناسب لعودتهم إلى بلادهم في القريب العاجل".
21% نسبة الرحلات السياحية الأوكرانية لمصر
جاءت مصر في المرتبة الثانية من حيث عدد الرحلات السياحية التي أجراها الأوكرانيون فى عام 2021 إلى الخارج بنسبة 21%، وفقًا لوكالة السياحة الحكومية الأوكرانية، ووفقًا لبيانات سابقة لوزارة السياحة فإن عدد السائحين الروس في عام 2015 قبل توقف الرحلات إلى مصر بلغ 3.2 مليون روسي بنسبة 33% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، وكانت الحكومة تتوقع أن تستقبل ما بين 300 و400 ألف سائح روسي شهريًا مع عودة السياحة الروسية لمصر.
انخفاض عدد السائحين الروس والأوكرانيين الوافدين لمصر
ومن ناحيته، يقول أحمد عامر، الخبير السياحي، إن مصر تستقبل من السائحين الروس ما يقرب من 75 إلى 80% سنويًا، وتوقفت هذه النسبة لفترة محددة أثناء توقف الطيران الروسي الوافد لمصر، موضحًا أن حجم القطاع السياحي العام الماضي على الرغم من جائحة كورونا وصل لأكثر من 13 مليار دولار، وهو من أكبر الأرقام التي أدخلتها مصر، وذلك بفضل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر لمواجهة الفيروس، وتأمين المطارات والموانئ بشكل جيد، فإن الحرب الروسية الأوكرانية ستؤثر على القطاع السياحي، بتراجع معدلات السياحة الروسية، وسيخفض العملة الصعبة لمصر.
ويواصل عامر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن فترة التوقف للطيران الأوكراني إجبارية لحين انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية، والتي لها تداعيات ليس على القطاع السياحي فقط، بل على استيراد السلع أيضًا، والأسعار العالمية، وسيؤثر على مختلف دول العالم وليس مصر فقط، مضيفًا أنه يوجد نحو 35 ألف سائح روسي في مصر، والمطارات الروسية متأثرة أيضًا بالأزمة على غرار توقف الطيران الأوكراني، مما سيؤدي إلى انخفاض أعداد السائحين الوافدين لمصر من كلًا من الدولتين، فلا يعرف أحد موعد انتهاء هذه الحرب، وعودة الأمور لطبيعتها.
ويتابع، أن مصر تعتمد بنسبة كبيرة على السياحة الروسية في المقام الأول ثم السياحة الأوكرانية ثم الاعتماد على الجنسيات الأخرى أيضًا بنسب مختلفة، موضحًا أنه في الوقت الحالي يتواجد نحو 3 آلاف سائح أوكراني، وسيكون هناك انخفاض بنسبة تصل لـ 30% للقدوم إلى مدينتي شرم الشيخ والغردقة الفترة المقبلة، بسبب تداعيات الحرب.
كما يوضح باسم حلقة، نقيب السياحيين، أن السياحة الأوكرانية تشكل نسبة تتعدى 15 أو 18% من عدد السائحين الوافدين لمصر، وتوقفت تمامًا وتم إلغاء كافة الحجوزات السياحية بسبب ظروف الحرب وتوقف حركة الطيران في البلد، مضيفًا أن السياحة الروسية تشكل نحو 25% من الوافدين لمصر وتحديدًا لمدينتي شرم الشيخ والغردقة، ولكن بدأ الوضع يقل بسبب الحرب وحظر الطيران الجوي من الدول الأعضاء في حلف الناتو، بما يؤثر على حركة السياحة الوافدة لمصر، وأيضًا كافة الدول المساندة لروسيا في الحرب سيكون هناك حظر الطيران مما يسبب مشكلة في حركة السياحة.
ويستكمل حلقة، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن إلغاء السويفت في التحويلات البنكية على الروس، بما يمنع الحركة المالية والتحويلات النقدية للرحلات الروسية للمنشآت المصرية، يسبب مشاكل عديدة في القطاع السياحي من هذه الأسواق، وقد تقل أو تتوقف تمامًا، ولكن مصر تبحث عن الحلول اللازمة لمواجهة هذه التداعيات، لافتًا إلى أن الحكومة ستعمل على الاعتماد على الأسواق التقليدية الطبيعية والرحلات القادمة من غرب أوروبا وشرق آسيا وأفريقيا والدول العربية، وستعمل على تنشيط على الرحلات الداخلية في مصر، مما يحقق مكاسب تعوض ما يمكن خسارته من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.