أكدت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأحد أن العملية العسكرية التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا سوف تُكبد اقتصاده خسائر طاحنة قد تزج به إلى أزمة في الهوية والاقتصاد.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها في هذا الشأن، نشرته عبر موقعها الرسمي، بالاستشهاد بحقيقة إلغاء كبرى شركات الطيران الروسية رحلاتها المُتعاقد عليها قبل أسابيع إلى جميع أنحاء أوروبا، كذلك بمسارعة البنك المركزي لتسليم سندات الروبل مع ارتفاع الطلب على السيولة بمقدار 58 ضعفًا فيما حذر اقتصاديون من زيادة التضخم وهروب رؤوس الأموال وتباطؤ النمو، بعد تخفيض وكالة التصنيف الائتماني ستاندرد آند بورز تصنيف روسيا إلى "غير المرغوب فيه".
وقالت الصحيفة إن الرئيس بوتين قد تعمد إخفاء المدى الحقيقي للعملية العسكرية في أوكرانيا خوفًا من أن الروس قد لا يوافقون على غزو عنيف وواسع النطاق لأوكرانيا، وهي البلد الذي يوجد فيه لملايين من الروس أقارب وأصدقاء. ومع ذلك، أعلن المزيد من الشخصيات العامة التي لها صلات بالدولة الروسية رفضهم للحرب، بما في ذلك نائب في البرلمان الروسي فيما حاول أصحاب الأعمال تقييم عواقب أزمة اقتصادية بدأت تلوح في الأفق، حتى من قبل بدء سريان العقوبات الغربية بالكامل.
وأضافت الصحيفة، أن المخاطر الهائلة للعملية العسكرية، جنبًا إلى جنب مع الضغط الاقتصادي الذي تعرضت له روسيا بشكل مفاجئ، خلقت واقعًا جديدًا وأكثر غدرًا لكل من الكرملين وشعب روسيا البالغ عددهم 145 مليون نسمة؛ حيث ذُهل الروس من سرعة الشعور بالتأثير الاقتصادي للحرب. ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار، حيث تم تداوله عند نحو 84 روبل يوم أمس السبت مقارنة بـ 74 روبل قبل أسابيع قليلة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الواردات، في حين تسببت العقوبات المفروضة على أكبر البنوك الروسية في إحداث فوضى في الأسواق المالية، فضلا عن احتمالات خنق سلاسل التوريد مع بدء سريان العقوبات ضد الصادرات الروسية.
وأوقفت S7، ثاني أكبر شركة طيران في روسيا، جميع رحلاتها إلى أوروبا بسبب إغلاق المجال الجوي أمام الشركات الروسية، فيما اعتبرته “نيويورك تايمز” كإشارة مبكرة على أن السفر الرخيص والسهل إلى الغرب الذي اعتاد عليه الروس من الطبقة المتوسطة قد يصبح شيئًا من الماضي، فيما انتشرت صور تجار التجزئة الذين يغيرون أو يزيلون بطاقات الأسعار الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي مع ارتفاع الأسعار. وحتى مع اندلاع المعركة الشرسة للسيطرة على كييف صباح يوم أمس، لم يشر بيان وزارة الدفاع الروسية، حسبما أبرزت الصحيفة الأمريكية، بشأن الوضع في أوكرانيا إلى العاصمة الأوكرانية أو وقوع أي ضحايا روس. ولم تنشر الوزارة، التي تنشر عادة لقطات أنيقة وفيرة للجيش الروسي أثناء عمله، أي مقاطع فيديو لعملياتها القتالية في أوكرانيا.