توالت ردود الأفعال العالمية على التحرك العسكرى الذى أقدمت عليه روسيا فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس الماضى، حول شن عملية عسكرية على أوكرانيا، ووصلت الردود إلى عالم كرة القدم ما بين إدانات ورفض اللاعبين للنزاع وتصرفات فورية نتيجة الأزمة الحالية.
مصير غامض
من أهم تداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا، هى المصير المجهول والغامض لنادى شاختار دونيتسك الأوكرانى، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن اعتراف موسكو رسميًا بـ«دونيتسك» و«لوجانسك» كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، ليصبح شاختار الذى يضعه الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» فى المركز الـ17 بين أقوى أندية القارة خلال السنوات الـ10 الأخيرة، فى موقف حرج للغاية، حيث لم يعد أمامه سوى طريقين، الأول الانضمام إلى الدورى الروسى بشكل رسمى، والثانى مواصلة مشاركته فى الدورى الأوكرانى، كأحد الأندية التابعة لإقليم شبه جزيرة القرم، ولكن الحل الأول يبدو مستبعدًا بسبب رفض «يويفا» انضمام أندية شبه جزيرة القرم إلى الدورى الروسىفى عام 2014، أما الثانى فهو أمر غير معترف به نظرًا لإنشاء اتحاد شبه الجزيرة المذكورة أعلاه، وتحديد دورى جديد خاص بالأندية المتضررة من الحرب الذى يبلغ عددها 8، منهم 3 أندية محترفة، و5 من الهواة، وهذا ما يرفضه الاتحاد الدولى للعبة بالاعتراف بهذا الدورى، وبالتالى لا يسمح لنادى شاختار المشاركة فى المسابقات الأوروبية.
مالك تشيلسي يفقد النادي بعد الحرب الروسية الأوكرانية
سلَّم الروسي رومان أبراموفيتش، "الإشراف والرعاية" على نادي تشيلسي الإنجليزي، إلى المؤسسة الخيرية للنادي، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت صحيفة «ذا صن» البريطانية، أفادت بأن أبراموفيتش ممنوع فعليًا من العيش مجددًا في بريطانيا وتهديده بالسجن؛ نظرا لأنه أحد كبار المؤدين لنظام بوتين، في الوقت الذي تقدر ثروة أبراموفيتش بـ8.4 مليار جنيه إسترليني، ذلك بالإضافة إلى ممتلكاته العقارية الضخمة، وسلسلة من اليخوت الفخمة، وكان ذلك قبل تسليمه النادي للمؤسسة الخيرية في الساعات الماضية.
سحب رعاية «جازبروم»
وأعلن نادى شالكه الألمانى فى ضوء الأحداث والتصعيدات الأخيرة، سحب اسم وشعار راعيه الرئيسى، شركة النفط الروسية الرائدة «جازبروم»، عن قمصانه فى أعقاب الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأزال النادى الألمانى اسم وشعار «جازبروم» من قمصانه، واتخذ هذا القرار بعد محادثات مع شركة «جازبروم جيرمانيا» التابعة لشركة«جازبروم» الرئيسية، التى ترعى الكثير من الأندية الأوروبية وتظهر بعروض ترويجية لدورى أبطال أوروبا، وتدفع 40 مليون يورو لكل موسم، ليراقب «يويفا» الوضع الحالى عن كثب بشأن إعلانات عملاق الطاقة الروسى وسط الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
إلغاء عقد رعاية مع شركة روسية
كما يخطط نادى مانشستر الإنجليزى، لإلغاء عقد رعاية الفريق مع شركة الطيران الروسية «Aeroflot»؛ بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وأدانتها أغلب دول العالم، فى الوقت الذى طالب فيه كما رئيس الوزراء البريطانى بمنع روسيا من احتضان تظاهرات رياضية أوروبية وعالمية.
وذكرت صحيفة «ميرور» البريطانية، أن إدارة اليونايتد تستعد لإنهاء تعاقدها مع هذه الشركة، رغم كونها أحد الرعاة الرئيسيين للفريق، بعد بدء علاقتها بالنادى عام 2013 وتجديد العقد فى 2017، حيث تمنح العملاق الإنجليزى 40 مليون جنيه إسترلينى سنويًا، لكن ترى إدارة النادى حسبما أوضحت الصحيفة، بأن استمرار علاقتها بشركة الطيران الروسية، قد يتسبب فى خسائر اقتصادية كبيرة للنادى، وتضر صورته لدى جماهير كرة القدم، وبالفعل فقد سافرت بعثة مانشستر يونايتد للعاصمة الإسبانية مدريد؛ لمواجهة أتلتيكو مدريد فى ذهاب دور الـ16 من دورى أبطال أوروبا على متن رحلة بديلة تتبع شركة «تيتان» البريطانية.
نقل نهائي دوري أبطال أوروبا
وعقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الجمعة، جلسة طارئة لحسم مصير مباراة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2021-2022، بعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ليصدر قرارًا رسميًا بنقل النهائي من ملعب سانت بطرسبرج بروسيا إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليقام على ملعب دي فرانس في 28 مايو المقبل؛ وذلك في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
إثارة قلق برلين
وفى نفس السياق، بات المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر رئيس مجلس إدارة شركة «روسنفت» الروسية العملاقة للنفط المملوكة من قبل الكرملين، مثيرًا للجدل بين الساسة الألمان وفقًا لصحيفة «كالتشيو إيه فاينانزا»، ومع اقترابه من الانضمام إلى شركة «جازبروم»،أصبح يثير قلق ألمانيا؛ حيث تعد هذه الشركة راعية للاتحاد الأوروبى لكرة القدم، وباعتباره عضو لجنة المساهمين فى «Nord Stream 2»، خط الأنابيب الروسى الألمانى المثير للجدل الذى بنته «جازبروم» أيضًا.
أثار موقف المستشار السابق المؤيد للكرملين قلق برلين، خاصة فى ظل التوترات بين موسكو والدول الغربية بشأن أوكرانيا.
استغاثة برازيلية
واستغاث عدد من اللاعبين البرازيليين المحترفين فى الدورى الأوكرانى وأسرهم، من خلال مقطع فيديو قصير، بسلطات بلادهم؛ يطلبون فيه تسهيل عملية عودتهم إلى البرازيل فى أسرع وقت ممكن، لشعورهم بالخطر من تلك الأوضاع غير المستقرة فى أوكرانيا.
بيان الاتحادات
ورفضت اتحادات بولندا والسويد وجمهورية التشيك لكرة القدم، استضافة روسيا لمباريات ملحق تصفيات كأس العالم، المقرر إقامتها الشهر المقبل، وذلك نتيجة تداعيات الغزو على أوكرانيا، وما يترتب على الحرب بين الطرفين.
وقالت الاتحادات الثلاثة في بيان مشترك: «نتوقع من الاتحادين الدولى (فيفا) والأوروبى (يويفا) تصرفًا فوريًا وتقديم حلول بديلة تتعلق بأماكن مباريات ملحق التصفيات».
تضامن اللاعبين ورفض للحرب
ومع منع الأندية الروسية من المشاركة فى البطولات الأوروبية، رفض بعض اللاعبين الحرب القائمة، حيث اتحد لاعبو فريقا برشلونة الإسبانى ونابولى الإيطالى، ورفعوا لافتة مكتوب عليها: «اوقفوا الحرب» قبل انطلاق المباراة التى جمعت بينهما، الخميس، على ملعب دييجو أرماندو مارادونا فى مسابقة الدورى الأوروبى، فى رد فعل على الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وفى البطولة ذاتها، احتفل الأوكرانى روسلان مالينوفسكى، لاعب خط وسط أتالانتا الإيطالى، بأحد هدفيه فى مرمى أولمبياكوس اليونانى، كاشفًا عن رسالة على قميصه الداخلى، مفادها، «لا للحرب فى أوكرانيا».
وكان ذلك بعدما أحرز مواطنه رومان ياريمتشوك هدف التعادل 2-2 لفريقه بنفيكا البرتغالى فى مرمى ضيفه أياكس أمستردام الهولندى، فى ذهاب دور الستة عشر لدورى أبطال أوروبا، قبل خلع قميصه وكشفه عن شعار الاتحاد الأوكرانى لكرة القدم «الرمح الثلاثى»، وهو رمز وطنى فى بلاده لأكثر من 100 عام، وذلك ليدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسى.
