قالت الكاتبة والإعلامية نهى حقي نجلة الأديب الراحل يحيى حقي: لقد أسعدني الحظ بالتعرف علي سيدة الغناء العربي أم كلثوم أثناء زيارتنا لأحد أقارب والدتي، وهو دكتور متخصص في الأنف والأذن والحنجرة، وكانت أم كلثوم تعتز به، ففي كل يوم جمعة تجتمع الأسرة في حديقة منزله بالهرم في جو أسري محاط بالود والمحبة، دائمًا أجاورها في الجلوس حتى صارت صداقة بيننا، فهي لها شخصيتها الخاصة حتى في بساطة الجلسة، كانت تُحب ابنة خالتي ودائمة التترد في زيارتها من وقت لآخر، وفي إحدى المرات تحدثت معي في كلمات أغنية ستغنيها في الإذاعة ومن بين هذه الكلمات كلمة "مستجير الحب منك.. من عمايلك مستجير" وبسؤالها دون قصد: "حضرتك مش شايفة إن كلمة "مستجير" صعبة شوية؟"، فأجابتني أم كلثوم قائلة: "ده مستجير بالله يا نهى".
وأضافت نهى في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أنه عندما تحدثت مع والدها في هذا الشأن، شرحت له أنها لم تقصد مضايقتها، وهل تصلح هذه الكلمة للغناء؟ فأجابها قائلا: "أنا حصلي هذا الموقف منذ خمسة عشر عامًا مع عمي طاهر حقي الذي يمتلك صالونا ثقافيا في نفس المنزل الذي تعيش في الأسرة، حيث يستقبل فيه مجموعة من الأدباء والشعراء على رأسهم الشاعر أحمد بك شوقي، الذي كان يصطحب ابن أخيه معه في المجلس للتعرف على الحضور"، وعندما طلب المجلس من أمير الشعراء إلقاء أحدث أبياته الشعرية على الحضور فقاطعه يحيى حقي قائلا: "في البيت الثالث من هذه الأبيات كلام غير متزن"؛ فنهره عمه، وردّ "شوقي بك" قائلا: "أتركه يا طاهر أنه يستوعب تمامًا هذا البيت ولديه فهم في الوزن وبحور الشعر".
وأكدت نهى، والدها كان معجبًا بمخارج ألفاظ أم كلثوم، وثقافتها، وتعليمها، وإنسانياتها لأبعد حدود، رغم كل الآلام التي بداخلها فإنها كانت إنسانة حيوية.