قالت الكاتبة والإعلامية نهى حقي نجلة الأديب الراحل يحيى حقي، إن والدي كان يتمتع بأسلوب راقي ومتميز في كتاباته، فعندما يستحضره موضوع ما يدور في ذهنه، كان يتجه من غرفة نومه إلى مكتبه مرتديًا الروب إستعدادًا للكتابة، ولفتت الى أن المكتب له خصوصيته الخاصة، فعلى الرغم أنه كان ضليعًا في اللغة العربية وإجادة مفرداتها وأسرارها، إلا أنه كان يرافقه دائمًا مجموعة كبيرة من القواميس بحثًا عن الكلمة في مكانها الصحيح.
وأضافت نهى، في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، أن والدي عانى كثيرًا أثناء الكتابة، فإذا كانت المقالة تستغرق عشرة دقائق في الكتابة، إلا أنها تصل إلى خمس ساعات، وذلك نظرًا لدقته المتناهية الذي يريد إيصالها للقارئ، حتى لا يشعره بمدى معاناته في بحث الكلمة، التي تجعلك كقارئ تشعر بالرقي والإنسانية والإنسيابية أثناء القراءة، حتى يقدم له الكلمة على طبق من فضة، وعند الانتهاء من الكتابة تبدو عليه علامات التعب والإجهاد وبسؤاله: ماذا بك يا أبي؟ يُجيبني قائلا: "أنا كنت في حالة ولادة متعثرة"، تلك الولادة التي ينتج عنها طفلًا نقيًا في أزهى حالاته الصحية، فالكلمة لا تموت، لذا فهو يحترم ويقدس الكلمة بكل ما فيها، التي إذا حذفتها من سياق الحديث تفقد معانيها.