قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبد الله أن المفكر الكبير محمود أمين العالم كان يدرك حتمية التطبيق للخطاب النقدي، فالنقد هو ماكان ممارسة إجرائية، أما ما عدا ذلك فهو الدرس الأدبي، كان هذا الفارق جوهريا في نظرة العالم للخطاب النقدي، وهذا يفسر لنا لماذا كان كتابه الأثير حاملا عنوان" أربعون عاما من النقد التطبيقي"، ولماذا مثل كتابه "ثلاثية الرفض والهزيمة" درسا تطبيقيا على روايات ثلاث للكاتب الروائي صنع الله إبراهيم.
وتابع “عبد الله” خلال حديثة حول التجربة النقدية للمفكر الكبير محمود أمين العالم خلال الاحتفاء بمئويته أنه على الرغم من سعة العالم واطلاعه على المناهج النقدية الحديثة آنذاك، إلا أنه لم يخضع للاستلاب الذهني، بدليل نقده للمنهج البنيوي بتنويعاته المختلفة.
وتابع:"ثمة مؤشرات في القراءة لدى العالم، يمكن لنا أن نتلمسها، حيث تأخذ قراءة النص الأدبي عنده طابعا إجرائيا دوما، وتبتعد عن الإنشاء والمجازات، وتسعى لتجسير الفجوة بين الصياغة والدلالة، وتختط إطارا لها، يتصل بتحليل البنى المركزية التي يتشكل منها النص، ووضعها في سياقها الزمكاني، والنظر إليها في دلالاتها الاجتماعية، ومدلولاتها الما وراء نصية، أو الاحتفاء بما هو خارج النص، وبحمولاته السياسية والثقافية دون إغفال لقوانينه الداخلية، فنراه مثلا يحلل في روايات صنع الله إبراهيم، بنية العنوان، وبنيتي الزمان والمكان، ويشير إلى ازدواج البنية اللغوية، أو تعدد مستويات اللغة تبعا للموقف السردي، حيث تكون تقريرية في مواضع، وحلمية في مواضع أخرى، وهكذا.
ثقافة
الناقد يسرى عبد الله: محمود أمين العالم يدرك حتمية تطبيق الخطاب النقدي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق