الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

دير البنات بوادى فيران والحب المفقود

دير البنات
دير البنات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد «وادى فيران» التابع لمدينة ابورديس فى محافظة جنوب سيناء، كنزًا أثريًا وسياحيًا وبيئيًا، ينتظر الاستغلال الأمثل ووضعه على خريطة السياحة المحلية والعالمية ويبعد الوادى ٦٠ كيلو عن دير سانت كاترين.
يقول خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن التسمية الصحيحة هى دير البنات وليست دير السبع بنات، حيث إن دير البنات القديم كشفت عنه بعثة أثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور «بيتر جروسمان» موسم حفائر ١٩٩٠ تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للأثار الإسلامية والقبطية.
وأشار إلى أن دير البنات الأثرى يبعد عن مقر دير البنات الحديث المجاور للمدينة البيزطية ٢ كيلومتر ويعود إلى الفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادى، وبحكم أنه يشرف على الطريق، فمن المحتمل استخدام المبنى فى وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران. وأضاف أنه طبقًا للحديث المتواتر فإن سبب إطلاق إسم جبل البنات الذى يقع عليه الدير أن فتاتين من أهل المنطقة أحبتا شابين، وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا من أعلى الجبل ليكتب النهاية على قصة الحب التى لم تكتمل.
وتابع: «أمّا دير البنات القائم حاليًا، والذى يقع ملاصقًا لتل محرض الأثرى، حكايته بدأت عام ١٨٩٨م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع، يسقيها خزان كبير وقام راهبان من دير سانت كاترين، ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام ١٩٧٠م تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام ١٩٧٩م، يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين، ويسمى دير البنات الحديث».
وواصل: «طول وادى فيران ٥ كيلو، وعرضه ما بين ٢٥٠ إلى ٣٧٥مترا وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادى، وقد نضبت بعض آبار الوادى، مما أدى لقلة المياه، وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه ٢٠٧٠م فوق مستوى سطح البحر، واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل، وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء». وأوضح أن الوادى يحتضن مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى أثارًا من القرن الرابع إلى السادس الميلادى شهدت قدوم الحجاج المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى الجبل المقدس بمنطقة سانت كاترين ومنها إلى القدس ومنهم الراهب كوزماس عام ٥٣٥م والراهب أنطونيوس عام ٥٦٥م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا (مكان تعبد الراهب) من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن، موضحًا أن تل محرض يواجه جبل الطاحونة الذى يرتفع ٨٨٦م فوق مستوى سطح البحر، ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى.