تستضيف مكتبة الميكرفون بالدقي، السابعة مساء الأحد المقبل، ندوة لمناقشة رواية "نجع بريطانيا العظمى"، للكاتب حسام العادلي، ويناقشه الكاتب سامح الجباس، على هامش فعاليات معرض كتاب الدقي المخفض.
صدرت رواية "نجع بريطانيا العظمى" حديثًا عن الدار المصرية اللبنانية، وتعد الثانية لكاتبها حسام العادلي بعد روايته الأولى "أيام الخريف"، وحسام العادلي روائي وقاض مصري صدر له روايتان، ومجموعة قصصية بعنوان "لمحات".
وتدور أحداث رواية "نجع بريطانيا العظمي"، للكاتب حسام العادلي، في نجع السعداوية بصعيد مصر، مطلع القرن العشرين وتمتد إلى القاهرة ولندن، ويرصد الكاتب بدقة شديدة ملامح الحياة في صعيد مصر وعدد من الظواهر التي ارتبطت بهذه الفترة، وكان لها أثر كبير في مجرى الأحداث، ونرى المطاريد في الجبال وعمدة النجع الجبار، الذي دخل معهم في صراعات دموية، وخبايا حياة الدراويش والموالد والغوازي، يتداخل فيها الإنجليز بحضورهم الاستعماري.
ومما جاء في رواية "نجع بريطانيا العظمي": طار إلى عائلة السعداوية نبأ مرض العمدة السيد؛ هرعوا إلى الدوار لم يأت على بال أحدهم بأن العمدة يتوفى؛ ظنهم فيه الأبدية، العمدة لا يموت أبدا، وأطلوا عليه من باب غرفة نومه الموارب ظهر لهم، ممدًدا على سريره في كامل ملابسه، عيناه مغمضتان، ملامحه معصوبة.
جاء مفتش الصحة ليؤكد الوفاة، زاغت العيون وجفت الحلوق، ما بين مذهول وغير مصدق، انطلق نواح الحريم وعويل المعددات، يستقدم أهل النجع بدأت مراسم الدفن سريع، جيء بالنعش والكفن، استدعى الحانوتي الذي ظل يرتجف لأنه وجها لوجه مع العمدة السيد، ولما انفرد بجسده، رأى ملامحه المتخشبة ولو أظلتها سحابة الموت بقيت مخيفة، ترتسم عليها ذات الشراسة المتأصلة فيها. يقف بساق أمام مّحفة الغسل حيث يدلق الماء على جسده استعدادا لتكفينه، والأخرى متوترة على أهبة الانطلاق صوب الباب؛ فهو على يقين أن العمدة سوف يستيقظ، ويمسك به ليقتله، لأنه تجرأ واعتقد أنه مات وأقدم على تجهيزه للدفن.