تأسس الاتحاد السوفيتي عام 1917 بعد ثورة اشتراكية في روسيا القيصرية، توسعت بضم 15 جمهورية فصارت أكبر دولة في القرن العشرين، وقادت المعسكر الشيوعي العالمي سبعة عقود، وتقاسمت الهيمنة الدولية مع الولايات المتحدة ما بين عام 1945 حتى عام 1991.
ضم الاتحاد السوفيتي 15 دولة، وهي روسيا، أوكرانيا، جورجيا، أذربيجان، أوزباكستان، تركمانستان، فيرغيزستان، طاجيكستان، لاتفيا، ليتوانيا، أستونيا، مولدوفا، روسيا البيضاء، وأرمينيا، وكانت روسيا أكبر هذه الدول، والقائدة المؤسسة لهذا الاتحاد المترامي الأطراف، الذي توسع إلى أن امتدت مساحته على مدى نحو 22 مليون ونصف المليون كيلومتر مربع، أي نحو 15 بالمئة من مساحة كوكب الأرض.
تفكك الاتحاد السوفيتي منذ 3 عقود بالتحديد عام1991 وهو الحدث البارز الذي غير وجه العالم، وذلك بعدما استقال ميخائيل غورباتشوف، آخر الزعماء السوفييت من منصب رئيس الاتحاد السوفييتي، ففي يوم 26 ديسمبر عام 1991 اعترف مجلس السوفييت الأعلى، وهو بمثابة البرلمان السوفيتي، رسميا باستقلال 15 دولة جديدة، ليتفكك بذلك الاتحاد السوفيتي الذي طبع القرن العشرين بطابع حربه الباردة ومواجهاته الساخنة مع المعسكر الغربي على مدى النصف الثاني منه، بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة دول المحور، والتي أفرزت نظام القطبية الثنائية.
وتم إنزال العلم السوفيتي الأحمر بنجمته وشعار المطرقة والمنجل الشهير، والذي كان يرمز لواحدة من كبريات دول العالم وأكثرها تأثيرا وسطوة، بدأت الإمبراطورية السوفيتية بالانهيار في نهاية السبعينيات، وبانهيار الستار الحديدي وتفككه فعليا في عام 1991، وتعرض لصدمة وإذلال من قبل العالم، ساد عقد من الفوضى في الدول التي كانت منضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي، تبعتها حالة من التوتر ترجع إلى النزاعات العسكرية والبحث عن هوية وطنية جديدة ووعي جديد بالذات.
كان يبلغ عدد سكان الاتحاد السوفيتي عند انهياره عام 1991 حوالي 293.000.000 نسمة يتوزعون على 120 قومية عرقية ولغوية من 15 دولة، وكان "مجلس السوفييت الأعلى" هو الجهاز الأعلى في السلطة، وينتخب بالاقتراع العام لمأمورية مدتها أربع سنوات.
في الحرب العالمية الثانية التي نشبت من عام 1941 حتى عام 1945، لم يدخل الاتحاد السوفيتي الحرب، ووقع اتفاقية سرية مع ألمانيا، خلا الحرب العالمية الثانية في ثلاث سنوات، ولكن في 22 يونيو 1941 هاجمت قوات ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي منتهكة اتفاقية عدم الاعتداء الموقعة بين البلدين، وتمكنت القوات السوفيتية من إيقاف تقدم القوات الألمانية في خريف عام 1941، وبدأت في ديسمبر 1941 هجومها المعاكس، حيث شكلت معركة موسكو علامة مميزة لهذا الهجوم ولمجريات الحرب العالمية الثانية عموما.
خلال صيف وخريف عام 1942 تمكنت القوات الألمانية من التقدم نحو حوض الفولغا واحتلت مساحات شاسعة من الاتحاد السوفيتي، ومنذ ديسمبر1942 وفي عام 1943 حدث انعطاف حاسم في مجرى الحرب العالمية الثانية، نتيجة انتصار القوات السوفيتية في معركتي ستالينغراد وقوس كورسك، وانتهت الحرب العالمية الثانية بانتصار الاتحاد السوفيتي وبريطانيا وجيش التحرير الفرنسي والولايات المتحدة الأمريكية على ألمانيا وإيطاليا واليابان ورومانيا وفنلندا.
وحررت القوات السوفيتية في أثناء تقدمها من عام 1944 حتى مايو 1945 جميع الأراضي السوفيتية التي كانت تحت الاحتلال الألماني وكذلك حررت بلدان أوروبا الشرقية، حيث انتهت الحرب بتوقيع ألمانيا على وثيقة استسلامها دون قيد أو شرط، وفقد الاتحاد السوفيتي نتيجة الحرب 26,6 مليون شخص، إضافة إلى الدمار الذي حصل في المؤسسات الصناعية التي كانت منتشرة في المناطق التي وقعت تحت نير الاحتلال الألماني، ومن جانب آخر شهد نمو وازدهار في المناطق التي أجليت إليها بعض المصانع، وقد حدثت طفرة كبيرة في الصناعات الحربية خلال سنوات الحرب، وهذا أدى إلى حدوث تقدم في مجال البحوث العلمية وقطاع الصناعة.
كان للانتصار فوائد سياسية مهمة، ومن نتائج الحرب ضم مدينة كونيغسبرغ الألمانية الى أراضي الاتحاد السوفيتي (أصبح اسمها بعد ذلك كالينينغراد)، وبموجب اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فرض الاتحاد السوفيتي سيطرته على مناطق محتلة في ألمانيا والنمسا خلال أعوام 1945-1949، وأقيمت في بلدان أوروبا الشرقية، انظمة شيوعية موالية لموسكو، وتم إنشاء حلف وارسو العسكري، ردا على تأسيس حلف الناتو.
بعد انتهاء الحرب العالمية، بدأت مرحلة المواجهات الفكرية والسياسية بين الاتحاد السوفيتي وبلدان المعسكر الاشتراكي من جانب وبين البلدان الغربية من جانب آخر، والتي سميت بـ “الحرب الباردة” رافقها سباق التسلح، وبعد الحرب العالمية الثانية تكون الاتحاد السوفيتي من 15 جمهوريات اتحادية وأصبحت مساحته تعادل سدس مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، أي احتل المرتبة الأولى في العالم من حيث المساحة ثم توفي ستالين عام 1953 واختير نيكيتا خروشوف لمنصب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي.
تفكك الاتحاد السوفيتي من عام 1990 حتى 1991 حيث حاولت مجموعة من ضباط لجنة أمن الدولة (KGB) القيام بمحاولة انقلابية وعزل ميخائيل غورباتشوف، الذي أصبح رئيسا للاتحاد السوفيتي، ففشلت المحاولة الانقلابية وأصبح تفكك الاتحاد السوفيتي أمرا محتوما، وفي سبتمبر 1991 اعترف مجلس الدولة بانفصال جمهوريات البلطيق (استونيا وليتوانيا ولاتفيا) عن الاتحاد السوفيتي، وفي بداية ديسمبر عام 1991 وقع رؤساء كل من روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا على وثيقة تفكيك الاتحاد السوفيتي وإنشاء رابطة الدول المستقلة التي انضمت إليها الجمهوريات السوفيتية السابقة باستثناء جمهوريات البلطيق.
انتهى وجود الاتحاد السوفيتي رسميا كدولة في 26 ديسمبر عام 1991، ونتيجة لذلك تقلصت مساحة روسيا (الدولة الوريثة للاتحاد السوفيتي) بنسبة 24 بالمائة (من 22,4 إلى 17 مليون كيلومتر مربع)، وانخفض عدد السكان بنسبة 49 بالمائة (من 290 إلى 148 مليون نسمة)، وبدأ تاريخ روسيا الحديث من يوم 12 يونيو عام 1991، حيث أعلنت روسيا في هذا اليوم استقلالها على غرار ما أعلنته الجمهوريات السوفيتية الأخرى.