أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن وزارة الخارجية ستحاول إبقاء السفارة الأمريكية في موسكو مفتوحة، مشيرا إلى إن روسيا والصين، تبنيان نظامًا يتعارض مع النظام الغربي.
وقال برايس خلال إحاطة: "يبدو أن الصين وروسيا تعملان على تطوير نظامهما العالمي الخاص بهما معًا، وهو نظام غير ليبرالي ويتناقض مع النظام الذي بنته الدول في جميع أنحاء العالم على مدى العقود القليلة الماضية، وإنه نظام مدمر"، ووفقا له، فإن التقارب بين الصين وروسيا يقلق الولايات المتحدة.
وحول السفارة الأمريكية لدى روسيا قال برايس: "سيكون هدفنا أن نكون في وضع يسمح لنا بضمان الاتصال الدبلوماسي والقدرة على إيصال أي رسائل بشكل واضح إلى روسيا". مشيرا إلى ان "السفارات أداة مهمة في ذلك"، وشدد على أن "السفارة الأمريكية في موسكو مرت بأوقات عصيبة بعد تقليص حجمها".
وحول العقوبات، قال باريس: "نحن مستعدون للضغط على زر لاتخاذ إجراء ضد أكبر مؤسستين ماليتين في روسيا. لديهما أصول بقيمة 750 مليار دولار. وهذا نصف النظام المصرفي الروسي بأكمله"، وأكد برايس، أن العقوبات على موسكو هي مجرد بداية.
وشددت الخارجية الأمريكية، على أن الدبلوماسية مع روسيا لن تنجح إلا إذا غيرت موسكو تصرفاتها.
وقال برايس: إذا غيرت موسكو من تصرفاتها تجاه أوكرانيا فنحن مستعدون للانخراط معها.
وأكدت الخارجية،على أن الولايات المتحدة منفتحة على الدبلوماسية مع روسيا إذا كانت جادة في ذلك.
واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الأوروبيين.
واستبق رئيس جمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك"، دينيس بوشيلين وليونيد باستشنيك ذلك، وناشدا بوتين، في وقتٍ سابقٍ اليوم، بالاعتراف باستقلال الجمهوريتين.
وتحدث باشنيك، عن أن هناك معلومات حول استعداد كييف لهجوم واسع النطاق على نهر دونباس، وأكد أن الجمهورية تمكنت من تجنب كارثة إنسانية فقط بفضل روسيا.
بينما أكد بوشيلين، أن سكان دونباس يشعرون بالروح الروسية، والهدف الرئيسي لهم هو التكامل مع روسيا.
وعلى الأرض، يحتدم الوضع في دونباس، بعد تبادل السلطات الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، المعلنتين من جانب واحد، اتهامات بخرق اتفاقات مينسك وانتهاك نظام وقف إطلاق النار.
وتدفع سلطات كييف، منذ فترة، بقوات إضافية ومعدات عسكرية ثقيلة، إلى خط التماس الفاصل بين قواتها المسلحة، والقوات التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ما يرفع من حدة التوتر القائم في منطقة "دونباس"، جنوب شرق أوكرانيا.
وتدهور الوضع في دونباس خلال الأيام الماضية، وأبلغت جمهوريتا دونيتسك ولوجانسك المعلنتان من جانب واحد، عن تعرضهما للقصف مكثف من قبل القوات الأوكرانية، فيما نفت كييف تلك المزاعم، وقال الضابط المسؤول عن التواصل مع وسائل الإعلام لوكالة "رويترز" البريطانية، "على الرغم من حقيقة أن مواقعنا تعرضت لإطلاق نار بأسلحة محظورة، منها مدفعية عيار 122 ملليمترًا، فإن القوات الأوكرانية لم تفتح النار ردًا على ذلك".
ومع ذلك، فقد تعهد الرئيس الأوكراني، في الوقت ذاته، بأن بلاده "ستدافع عن نفسها" في مواجهة أي "غزو روسي"، حسب قوله.
ومن جهتها، ترفض روسيا، بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.
وأعربت البعثة الروسية لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، عن استغرابها وأسفها لموقف قيادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من التطورات في دونباس.
وقالت البعثة، في بيان عبر حسابها على موقع "تويتر": "فوجئنا برد فعل رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيغنيو راو وممثله الخاص لشؤون أوكرانيا ميكو كينونين والأمين العام للمنظمة هيلغا شميد على الموقف في شرق أوكرانيا".
ويبني الغرب اتهاماته لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".
لكن روسيا تقول إنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت تقوم واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.
ومن جهتها، تتهم موسكو الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ تصر روسيا على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف.