دأبت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية على استخدام إسرائيل فى وسائل إعلامها ودعايتها السياسية لمناطحة الأنظمة الحاكمة فى مصر وعدد من الدول العربية، للنيل منها، وتحريض الشعوب ضدها، وتصوير العلاقات الدبلوماسية بينها وبين تل أبيب على أنها نوع من الخيانة للقضية الفلسطينية والتخلي عن المسجد الأقصى وتحريره من دنس الاحتلال.
ظلت تلك هي الوسيلة المُثلى والناجعة بالنسبة للإعلام الإخواني لجذب الشباب لأحضان الجماعة، وتربيتهم فكريًا طبقًا لتوجهاتها، وإعدادهم مستقبلًا للعمل ضد الدولة ومؤسساتها، إلى جانب استغلال المنابر النقابية التي كان يسيطر عليها الإخوان لعقود طويلة، وقد سقطت ورقة التوت وكُشفت عورة الجماعة مع تولي مندوبها الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية فى عام 2012، وبسط الجماعة سيطرتها شبه الكاملة على الإعلام الرسمي المصري، الذي تلاشت منه آنذاك مصطلحات وتابوهات سياسية إخوانية أصيلة كمصطلح الشيطان الأصغر، والكيان الغاصب، والكيان الصهيوني، وظهر بدلًا منها مصطلحات إسرائيل، والحكومة الإسرائيلية، فى دلالة واضحة على تغير الموقف السياسي للجماعة من إسرائيل، وتجلى ذلك بوضوح في خطاب الدكتور محمد مرسي للرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريز، والمعروف إعلاميًا بخطاب "عزيزي بيريز".
ومما يؤكد على كذب الجماعة وزيف إعلامها، هو أنه عندما سيطرت على الحكم فى مصر لم تفتح الحدود أمام الشباب الثائر لتحرير القدس وقتل الإسرائيليين ورميهم فى البحر حيثما أتوا، بل نجدها تمنع المظاهرات المناهضة لدولة الاحتلال، وتواصل سياسة التطبيع الاقتصادي والسياسي والعسكري والأمني مع الكيان الصهيوني على حد وصفهم.
الأدهى أنه رغم سقوط الجماعة الإرهابية فى مصر وعدد من الدول العربية وفضح مؤامراتها ومخططاتها، إلا أن الإعلام الإخواني مازال مستمرًا فى أكاذيبه الفاضحة ويواصل الاستعانة بإسرائيل ليس فقط للنيل من النظام وتشويه صورته أمام الشعب المصري، بل من الدولة ذاتها ومؤسساتها الوطنية، مستعينًا بالإعلام العبري الذى أصبح المادة الرئيسة لكافة البرامج السياسية التليفزيونية الإخوانية، وباتت الشاشات الإخوانية تنقل صور الخبراء والمحللين الإسرائيليين عن الأوضاع فى مصر، كأنها مسلمات غير قابلة للنقاش ولا حتى التشكيك. وقد تناسى الإعلام الإخواني إما عن جهل أو عن رغبة فى خدمة إسرائيل ذاتها، أن الإعلام الإسرائيلي كله إعلامًا موجهًا، إما مخابراتيًا، أو أيديولوجيًا، مصحوبًا بكراهية مصر لأسباب سياسية وأيديولوجية ودينية. ويأتي الإخواني الهارب، معتز مطر، على رأس المنظومة الإعلامية الإخوانية التى تروج من حين لآخر، لما يسمى بــ"التسريبات الإسرائيلية"محاولًا إيهام متابعيه وخداعهم بمقاطع فيديو لخبراء إسرائيليين يتناولون الأوضاع فى مصر، مجتزئًا عن عمد بعض المقاطع، مع عدم الترجمة الصحيحة عن اللغة العبرية، كما أنه يتعمد تجهيل المصدر العبري وعدم توضيحه، وهل هو مصدر حديث أم قديم، فالأهم أن يخدم توجهاته المسمومة. ومما يعكس جهل معتز وأشباهه من الإعلاميين الإخوانجية، هو اعتماده فى مادته الإعلامية على مصادر صهيونية أمريكية مثل موقع "ميمري" المتخصص فى رصد صورة اليهود فى الإعلام العربي، وهو موقع يميني يهودي متعصب يموله اللوبي اليهودي الأمريكي، كما يستند على مصادر إعلامية غير معترف بها فى الإعلام الإسرائيلي، وأن أصحابها مجرد أشخاص ليس لهم أية اعتبارات سياسية وإعلامية داخل إسرائيل.
لكن حالة العمى السياسي التي أصابت الجماعة وأعضائها وكراهيتهم البغيضة لمصر وما تشهده من استقرار وإنجازات غير مسبوقة على أرض الواقع، جعلهم أداة فى خدمة إسرائيل للترويج عبر وسائلها الإعلامية المضللة للأفكار والتوجهات الإسرائيلية التي ترغب فى نشرها سواء داخل مصر أو فى سائر الدول العربية، ومرة أخرى تسقط الجماعة الإرهابية فى بئر الخيانة وهذه المرة بشبكة الإعلام الإسرائيلي.
آراء حرة
وما زال الإخوان في خدمة إسرائيل
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق