الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

قتل 40 مدنيًّا خلال أسبوع.. سيناريو داعش والقاعدة يتكرر في مالي

م
م
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سيناريو«داعش» و«القاعدة» يتكرر فى مالى.. التنظيم الإرهابى يقتل 40 مدنيًّا فى أسبوع وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنشط فى اقليم أزواد

سيناريو أفغانستان يتكرر مرة أخرى فى مالى

 

على مدار أسبوع كامل قتل تنظيم داعش الإرهابى فى مالى نحو ٤٠ مدنيًّا، خلال مجموعة هجمات متفرقة شنها على البلاد خلال الأسبوع الماضى، وفق ماجاء فى بيان إذاعه التليفزيون الحكومى لدولة مالى.

وحدثت تلك الجرائم، فى إقليم «أزواد» شمال البلاد، ويشهد الإقليم نزاعات إرهابية كبرى بين داعش والقاعدة، وعادت الهجمات والنزاعات من جديد عقب إعلان فرنسا وشركائها الانسحاب من مالى فى الأيام الماضية. وتنشط فى أزواد جماعة تُسمى بـ «نصرة الإسلام والمسلمين» تلك الجماعة موالية للقاعدة يقودها الدبلوماسى السابق والمطلوب من الولايات المتحدة «أياد أغ غالى».

الظهور الداعشى فى مالي

يعتبر «داعش» القوات الفرنسية عدوًا رئيسيًّا له، إذ أعلن التنظيم الحرب على جنود فرنسا فى مالى فى ١١ يناير ٢٠١٧. وفى ٣٠ يونيو ٢٠١٨، استهدف «داعش» مقر قوة مكافحة الإرهاب فى غرب أفريقيا ببلدة «سيفارى» وسط مالى بتفجير سيارة ملغمة وإطلاق صواريخ عليها، أسفر هذا الحادث عن مقتل ٦ أشخاص، وعقب هذه العملية ردت فرنسا بتنفيذ عملية عسكرية نوعية تمكنت خلالها من قتل الإرهابى «محمد الموينر» أحد كبار قادة «داعش» فى منطقة «ميناكا» بشرق مالى يوم الأحد ٢٦ أغسطس عام ٢٠١٨ ليعلن التنظيم يوم الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٨ مسئوليته عن قتل جندى فرنسى يدعى «عبداللطيف رفيق»، خلال اشتباكات للتنظيم مع الجيش الفرنسى.

ومع بداية عام ٢٠١٩، بدأ «داعش» استهداف المدنيين فى مالى المنتمين للقبائل التى ترتبط بتحالفات مع القوات الفرنسية الموجودة فى تلك المنطقة، كما قام فى يناير ٢٠١٩ بقتل ما يقرب من ٢٠ شخصًا فى هجوم شنه على ٣ قرى فى إقليم «منكا» بشمال مالى.

واستمرت هجماته تستهدف المدنيين والعسكريين بشكل مستمر حتى وقتنا هذا.

رخوة سياسيًّا هشة أمنيًّا

تعيش مالى صراعًا مسلحًا كبيرًا بين الشمال والجنوب منذ ٢٠١٢، وعجزت كل المحاولات عن إنهائه، وهو الذى اندلع مع تمرد مجموعات عدة ضد الحكومة لنيل استقلال أو إعطاء حكم ذاتى لشمال البلاد فى منطقة قبائل «أزواد». تلك الصراعات والتوترات السياسية، تسببت فى حدوث هشاهشة أمنية كبرى، وفتحت أبواب الإرهاب لجميع التنظيمات الإرهابية أهمهما «داعش» و«القاعدة»، فالتنظيمان يتصارعان على البقاء والسيطرة على شمال مالى عن طريق إقليم أزواد، بحسب ما أكدته وكالة فرانس برس.

وأضافت الوكالة، أن جماعة نصرة الإسلام وداعش بالتحديد، قاموا خلال السنوات الماضية بالتحرك فى أزواد وهى من المناطق المحررة، من أجل فرض قوانين «الشريعة الإسلامية» بحسب زعمهم، إذ وجدت تلك الجماعات فى شمال مالى منطقة خصبة تسمح بالاختباء عن أعين المراقبة والمتابعة الأمنية الدولية، كما أنها منطقة صحراوية وليست سهلة على جيوش المنطقة والقوات الأجنبية الوجود بها، الأمر الذى دفع إلى تسميتها بـ «المنطقة الرخوة».

لماذا مالي؟

على الرغم من توغل الإرهاب فى مالى، فإنها تتميز بالنزعة الصوفية المعروفة بالوسطية الدينية وعدم تقبل الإرهاب، ورغم ذلك هُناك عدة أمور توضح لماذا استطاع «داعش» أن يتوغل فى مالى، منها هشاشة الدولة، فـ«مالى» بها كم كبير من سوء الإدارة السياسية والاقتصادية والثقافية وافتقاد الشرعية وتفشى الفساد، وكل هذا يعطى فرصة لـ«داعش» فى التوغل.

وكذلك هُناك ضعف فى الدولة المركزية بمالى، وعدم قدرتها على إخضاع مناطق شاسعة لنفوذ الدولة. 

ماذا بعد الانسحاب الفرنسي؟

من ناحيته قال محمد حسين، محلل سياسى وخبير فى الشئون الخارجية، إن الانسحاب الفرنسى ستكون له مخاطر كبيرة على أمن مالى والمناطق المجاورة بالكامل، بسبب ضعف وهشاشة الجيش فى مالى، فهو غير قادر على أن يُحارب بمفرده الإرهابى الداعشى مع صراع تنظيم القاعدة. 

وأكد حسين فى تصريح خاص أن رؤساء الدول المجاروة مثل ساحل العاج وغانا، أعربوا عن قلقهم تجاه هذا الانسحاب، لأن تفشى الإرهاب سيتخطى مالى وسيكون له تأثير سلبى على البلدان المجاورة.

وأوضح، أن الانسحاب الفرنسى من مالى، سيكون له تأثير سلبى على ليبيا، بسبب أن الدواعش سيكون من السهل عليهم الوصول للحدود الليبية دون وجود أى عائق، ففى السابق كانت تمنع فرنسا أى عمليات تسلل للأراضى الليبية. وتابع، أرى سيناريو أفغانستان يتكرر مرة أخرى فى مالى، فالانسحاب الأمريكى المفاجئ تسبب فى فوضى عارمة، ونفس الوضع سيكون فى مالى بعد الانسحاب الفرنسى المفاجئ.