الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

السواد يلطخ اللواء الأخضر.. جرائم حوثية وانتهاكات بالجملة فى «إب» اليمنية

م
م
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعانى محافظة إب الواقعة جنوب العاصمة اليمنية صنعاء، من بطش جماعة الحوثى الانقلابية، حيث تتصدر تلك المحافظة قوائم المناطق اليمنية الأكثر تعرضًا لوحشية وجرائم الحوثى.

وعرفت تلك المدينة من شدة جمالها بـ«اللواء الأخضر» فهى معروفة بجمال خضارها وتاريخها العريق فهى عاصمة «حمير»، لكن حولتها ميليشيات الحوثى إلى محافظة ميتة بسبب جرائمهم وتدميرهم لمعالمها التاريخية والجمالية. وسيطرت ميليشيات الحوثى على إب فى منتصف نوفمبر ٢٠١٤، بزعم محاربة الإرهاب، ومنذ ذلك الحين لم تخرج منها.

ووثقت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات» تعرض إب لما يقرب من ٣٤١٩ جريمة وحشية من قبل الحوثى خلال عام واحد فقط. كما أكدت الشبكة فى تقريرها، أن ميليشيات الحوثى خلال العام الماضى ٢٠٢١، ارتكبت ٢١٣ حالة قتل طالت الأطفال والنساء وكبار السن.

كما أسفرت الهجمات الوحشية عن إصابة ١٨٩ بينهم ٩ أطفال و٨ نساء و٨ مسنين، فضلًا عن الاعتداء بالضرب على ١٢١ آخرين بينهم ٢٦ طفلًا و٢١ امرأة و١٨ مسنًا. بالإضافة إلى عمليات الاغتيال، حيث سجل التقرير الحقوقى أكثر ١٣ جريمة اغتيال خلال عام. وخلال العام نفسه تم الزج بنحو ٤٨٢ مواطنًا بينهم أطفال ونساء من قبل ميليشيات الحوثى فى المعتقلات السرية عقب اختطافهم من منازلهم وشوارع المحافظة، فيما تعرض ما يقارب ٦٥ مدنيًّا للتعذيب البشع فى هذه السجون.

تدمير البيئة الزراعية

تعتبر محافظة إب من المحافظات اليمنية التى يكثر بها هطول الأمطار، لذلك هى محافظة خضراء، يعمل أغلب سكانها فى الزراعة، وعلى الرغم من ذلك لم يتركهم الحوثى يعملون فى سلام، إذ وثق التقرير أكثر من ١٢ مزرعة نهبتها ميليشيات الحوثى أو أتلفتها بشكل كلى، بالإضافة إلى نهب عدد ٣٨ من مركبات، ووسائل نقل تابعة لمدنيين.

من ناحيته أكد المحامى عبدالرحمن برمان، رئيس المركز الأمريكى للعدالة، أنه على الرغم من الانتهاكات الوحشية التى تعرضت لها المحافظة من قبل الميليشيات الحوثية الانقلابية، إلا أن أهل المحافظة شكلوا منذ عام ٢٠١٥ ودخول قوات التحالف العربى مقاومة شعبية ذاتية، استطاعوا من خلال التصدى لبطش الحوثى، وتحرير نصف المحافظة، ولو كان هناك دعم لأبناء المحافظة لكانت تلك المحافظة محررة بالكامل.

وأوضح برمان، أن محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكانية، وتلك المحافظة لا توجد بها حاضنة اجتماعية لجماعة الحوثى، وكل هذه الأمور جعلت الحوثى لديه رغبة كبيرة فى الانتقام من أبناء المحافظة، لذلك كثف من وجوده فيها وكثف من عدد المسلحين التابعين له فيها، وأيضًا كثفوا عمليات الانتقام والاغتيالات من أبناء المحافظة وتعاملوا بوحشية كبيرة جدًا، فعلى الرغم من أن محافظة إب لا يوجد بها مواجهات عسكرية إلا أنها من أكثر المحافظات التى تعرضت لبطش الجماعة الإرهابية.

وأضاف، أن محافظة إب لها تاريخ عريق بها الكثير من المواقع التاريخية، وكانت عاصمة الدولة الحميرية، وبـ«إب» الكثير من الكنوز الأثرية، والحوثيين مارسوا عمليات نهب كبيرة لهذه الآثار، سواء كانت الموجودة فى متحف زفار، وهو به مجموعة من أقدم المقتنيات الأثرية القديمة تلك المقتنيات تمت سرقتها، وكان من ضمنها خاتم لأقدم ملوك حمير، وبها آثار موجودة من قبل الميلاد وبعد الميلاد. وأشار، إلى أن الحوثى يريد طمس الهوية التاريخية اليمنية، من خلال نهب وسرقة آثارها وبيعها. 

وأضاف، أن محافظة إب لها موقع استراتيجى متميز فهى تعتبر قلب اليمن، وهى ذات كثافة سكانية كبيرة، لذلك الحوثى يقوم بعمليات تجنيد كبيرة بها، بالمقارنة ببقية المحافظات ذات الكثافة السكانية القليلة والمساحة الصغيرة، وإب تعتبر من المحافظات القليلة التى التحق عدد قليل من أبنائها بجماعة الحوثى، ويوجد عدد كبير من أبناء المحافظة فى الجيش اليمنى، ويقاتلون مع الجيش فى العديد من الجبهات ليدافعوا عن اليمن.

وواصل: محافظة إب بها عدد كبير من المغتربين خارجها فى الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج، لذلك الحوثى يفرض سيطرته على مثل هذه المناطق، ويفرض الجبايات عليها.

فيما قال فهمى الزبيرى، مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، إن محافظة إب تعتبر من أجمل المحافظات اليمنية لما تتمتع به من مساحات خضراء كبيرة، لذلك يطلق عليها اللواء الأخضر، بالإضافة إلى موقعها المتميز، كما أن غالبية أبناء المحافظة أصحاب رؤوس أموال لذلك جماعة الحوثى تستغلهم وتفرض إتاوات وضرائب، لتجنى العديد من الأموال غير المشروعة. 

وأكد الزبيرى لـ «البوابة نيوز»، إن ميليشيات الحوثى الانقلابية يوم تلو الآخر تتوسع فى جرائمها والسجون السرية التى تبنيها.