خلال الفترة الماضية من تغطية كأس الأمم الأفريقية أو كأس العالم للأندية شهد الإعلام الرياضي عدد من الانتهاكات، لذلك فكان من واجب المجلس الأعلى للإعلام التذكير بوجود مدونة للإعلام الرياضي حتى لا تتكرر تلك الانتهاكات في كأس العالم.
وأعاد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام، اليوم، نشر المدونة من خلال لقائه مع مقدمي البرامج الرياضية، مؤكدا أنه يتعين علي الجميع أن يقدم كل الدعم لمنتخب مصر خاصة في مباراتيه مع السنغال يومي 25 و29 مارس المقبلين من أجل الصعود لكأس العالم.
انتهاكات وتحريض
إبان انطلاق كأس العالم للأندية في فبراير الجاري أثار حسام حداد، مقدم برنامج صباح الخير يا مصر، بالقناة الأولى جدلا واسعا بعد تصريحات تخصّ مشاركة النادي الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية التي اقيمت الإمارات، قائلا إن "الأهلي لا يمثل مصر"، وهو ما جعل البعض يعد هذا تعصبا من مذيع مصري في حدث وطني يمثل جميع المصريين.
وأصدرت نقابة الإعلاميين قرارا بمنع ظهوره وايقافه عن العمل لحين التحقيق معه، لأنه خالف ميثاق الشرف الإعلامي ومدونة السلوك المهني في باب المبادئ العامة مادة (٤) التي تنص على تأكيد دور الإعلامي في حماية الوحدة الوطنية والتماسك القومي، والمادة رقم (٩) التي تلزمه باحترام الإعلامي لحقوق الجماهير مستمعين ومشاهدين.
كما خالف في باب الواجبات: المادة (٩) التي تنص على الامتناع عن بث ما يغذى أو يكرث ثقافة العنف والكراهية، بحسب بيان نقابة الإعلاميين آنذاك.
صفحات السوشيال ميديا
من جانبه قال محمد يحيى، الناقد الرياضي وعضو مجلس نقابة الصحفيين، أن لقاء المجلس الأعلى للإعلام اليوم كان مع أغلب مقدمي البرامج الرياضية الذين يقودوا الرأي العام في الأحداث الرياضية القومية والمحلية، لذلك فتعريفه بوجود مدونة سلوك رياضي أمر متبع لعدم تكرار حوادث التعصب والتحريض.
وتابع يحيى، في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن هناك ما هو أخطر من مقدمي البرامج وهم من يقودوا الصفحات الرياضية على مواقع السوشيال ميديا مثل "فيسبوك وتويتر"، ويتم استخدامهم عن طريق الأندية وعمل بلبلة وتصريحات معادية مما يساعد في شحن مشجعي الأندية والمنافسين.
من يقود تلك الصفحات؟
واستكمل يحيى: "أن من يقود تلك الصفحات يعتم فقط بالتريند وعدد والمشاهدات وزيادة التعليقات من قبل زائري تلك الصفحات خاصة في الأحداث الرياضية الهامة، موضحا أنهم لا يهتموا بمعايير التناول الرياضي، موضحا لذلك وجب على الأعلى للإعلام مراقبة تلك الصفحات وتحويل مدراءها للتحقيق أو اغلاقها بالسلطة المخولة من المجلس في مراقبة أي صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي تزيد عن 5000 آلاف متابع.
أين ذهبت لجان الرصد؟
ويشير الناقد الرياضي محمد يحيى، إلى أنه ليس لدينا لجان رصد في رابطة النقاد الرياضيين، موضحا أن الصحفيين لا يقوموا بالشحن كما أن مقدمي البرامج أصبحوا يحافظوا على سمعتهم ولا يريدوا ايقاف برامجهم في موسم رياضي مهم يشهده العالم وليس مصر فقط.
وقال يحيى إن المبادرة الأهم من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام معرفة لصالح من يتم قيادة تلك الصفحات التحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي، وان تقوم برصدهم بالإضافة الي واجبها في رصد أي خطأ إعلامي على الشاشات.
كتيب الأعلى للإعلام
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قد أصدر، في منتصف عام 2018، كُتيب يتضمن 5 معايير إعلامية و4 أكواد لتغطية "القضايا العربية والحوادث الإرهابية وقضايا المرأة وقضايا الطفل".
كما تضمن الكُتيب مدونة سلوك الإعلام الرياضي ومعايير الأعمال الدرامية ومشروع لائحة الجزاءات النهائي، وهو يعد مرجع لأي اعلامي أو صحفي في تغطية كافة القضايا والأحداث.
ويضم هذا الكُتيب، معايير ومواثيق العمل الإعلامي والصحفي التي أصدرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والتي تم إعدادها بواسطة لجان المجلس المختصة، وهذه المعايير تتطابق مع المعايير المطبقة في الدول التي تتمتع بإعلام حر، كما أنها تتطابق مع مواثيق الأمم المتحدة وهيئاتها.
وتحمي المعايير حقوق المشاهدين والقراء ومصالح المجتمع كما تحمي حقوق الإعلاميين والمبدعين.
مدونة الإعلام الرياضي
وتحتوى المدونة على 28 بندًا تتعلق بأخلاق وقواعد وسلوكيات العمل في مجال الإعلام الرياضي.
وفيما يلى قواعد مدونة سلوك الإعلام الرياضى:
(1) يتعين على الإعلاميين الرياضيين الالتزام بأية مدونة سلوك أو ميثاق شرف يحكم عمل الإعلاميين والصحفيين سواء أكانت صادرة عن مؤسساتهم الإعلامية التى يعملون بها أو صدرت عن مؤسسات أخرى مثل النقابات أو اتحادات الصحفيين أو أى أجهزة أخرى لها حق وضع مدونة تحكم السلوك الإعلامى، ومدونة السلوك الإعلامى الرياضى ليست بديلة وإنما مكملة لغيرها من المدونات ومواثيق الشرف الإعلامية.
(2) يتعين على الإعلاميين الرياضيين الحفاظ على حيوية الأحداث الرياضية وإثارتها ومتعتها التى تحفظ للرياضة مكانتها وتأثيراتها الإيجابية القادرة على اجتذاب قطاعات عريضة فى المجتمع دون الانزلاق إلى إثارة التعصب أو أية نعرات دينية أو طائفية أو تشجيع العنف أو تعكير الأمن والسلام بين الجماهير أو مخالفة أى من القواعد التى تتضمنها القوانين وهذه المدونة.
(3) تعتبر المؤسسات الإعلامية التى ينتمى إليها الإعلاميون الرياضيون مسؤولة عن مخالفتهم لما تضمنته هذه المدونة ومسؤوليتها تبدأ بعد معرفتها بتلك المخالفات.
(4) يلتزم الإعلاميون الرياضيون بتطوير أدائهم المهنى من خلال السعى وراء المعرفة التى تلزم لأداء عملهم بالكفاءة المطلوبة للحفاظ على ثقة الجمهور، فالثقة تتحقق بصعوبة ولكنها تختفى بسهولة.
(5) ينبغى أن يعمل الإعلام الرياضى من أجل نشر وتدعيم القيم الرياضية الإيجابية والتى تضع روح المنافسة فى خدمة التنمية الصحيحة للعلاقات الإنسانية.
(6) يحظر على الإعلاميين الرياضيين الإساءة بأى شكل كان إلى الفرق الرياضية المحلية أو تلك التى تنتمى لدول أخرى من حيث المستوى أو الشكل أو اللون أو الجنس أو الثقافة وعدم الخروج على مقتضيات المعالجة الإعلامية المهنية إلى أبعاد سياسية أو ثقافية أو اجتماعية أو أمنية وغيرها قد تتسبب فى مشكلات بين الحكومات أو الشعوب أو فئات المجتمع.
(7) لا يجوز للرياضيين استخدام المنافسات الرياضية بما يؤثر سلبًا فى الوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى وتحقيق الاستقرار فى المجتمع أو نشر العنف أو الإحباط.
(8) تتحمل المؤسسات الإعلامية كافة نفقات السفر والإقامة والإعاشة للإعلاميين والصحفيين المكلفين بتغطية الأحداث الرياضية داخليًا وخارجيًا.
(9) يحظر على الإعلاميين الرياضيين المشاركة فى أية أنشطة أو القيام بوظيفة يمكن أن تؤدى إلى تعارض المصالح أو تظهر شبهة بذلك، سواء أكان هذا التعارض حقيقيًا أو محتملًا.
(10) لا ينبغى للإعلاميين الرياضيين المشاركة الرسمية بأى صورة من الصور فى أية منافسات رياضية رسمية أو إدارتها أو تنظيمها أو الإشراف عليها.
(11) الإعلاميون الرياضيون ليسوا جزءًا من الحدث الرياضى أو أية أحداث ذات علاقة بالرياضة (ومنها انتخابات الأندية والاتحادات) أو مشاركين فيه، ويتعين عليهم الوقوف على مسافة ما من أى حدث رياضى تمكنهم من تغطيته بشكل مستقل نزيه وموضوعي.
(12) الالتزام فى التحليل والتعليق والتقارير الإخبارية بالسمات العامة لكل منها والإعلان عن ذلك بوضوح ولا يجوز الخلط بينهما أو أن تقدم الآراء على أنها حقائق أو يتم التعبير عنها بشكل يخرجها عن معناها أو سياقها.
(13) يتعين على الإعلاميين الرياضيين الحرص على أن يكون ولاؤهم الأول والأخير للمؤسسات الإعلامية التى يعملون بها وليس لأى مؤسسة رياضية أخرى.
(14) يتعين على الإعلاميين الرياضيين الالتزام باللغة التى تحفظ للرياضة رسالتها واستخدام تلك اللغة فى الارتقاء بالذوق العام.
(15) يتعين على الإعلاميين الرياضيين الالتزام فى التعليق أو التحليل بالقواعد الحاكمة لكل رياضة من الرياضات المختلفة.
(16) لا يجوز التعرض للحياة الشخصية للمشاركين فى الأحداث الرياضية مهما كانت الدواعي.
(17) على الإعلام الرياضى الالتزام تحت أى ظرف بتجنب استخدام تعبيرات التهديد أو التخويف أو التحريض أو كل ما يحمل التأثير السلبى تجاه الأفراد أو الجماعات أو فئات المجتمع.
(18) حيث تعد الصورة جزءًا مهمًا من المعلومات الرياضية، فإن المعلق الرياضى فى حالات الصور الصادمة أو غير المألوفة يتعين عليه التحذير مسبقًا من عدم صلاحية تلك الصور أو الأفلام للمشاهدين الصغار.
(19) لا بد وأن يبادر الإعلاميون الرياضيون إلى تصحيح أية أخطاء كبيرة كانت أم صغيرة فور معرفتهم بهذه الأخطاء.
(20) يلتزم الإعلاميون الرياضيون بذكر مصدر المعلومات التى ينشرونها إذا كانت قد نشرت من قبل فى أية وسيلة إعلامية أخرى.
(21) لا يجوز للإعلاميين الرياضيين استخدام المنصات الإعلامية التى يعملون بها للترويج لمنتج أو شركة أو مؤسسة حتى وإن كانت من الرعاة للبرنامج الذى يقدمه وكذلك فى افتعال المعارك والتراشق اللفظى مع أطراف أخرى.
(22) لا يجوز بأى حال تدخل الرعاة أو المعلنين فى محتوى الإعلام الرياضي، من حيث اختيار الضيوف أو تحديد الموضوعات حفاظًا على الحيدة والاستقلال.
(23) يتعين على الإعلاميين الرياضيين التركيز على الأحداث أو السلوكيات الإيجابية المرتبطة بالقيم الرياضية التى تتم فى الملاعب أو خارجها وإبرازها بهدف التشجيع عليها ونشرها بين الجميع.
(24) يتعين على الإعلاميين الرياضيين فهم الأهمية الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية للأحداث الرياضية فى حياة المجتمع، وأن تخضع ممارسة العمل الإعلامى لما تفرضه هذه الأهمية، ويتعين على مؤسسات الدولة مساعدتهم فى ذلك.
(25) الإعلاميون الرياضيون مطالبون بعدم نشر أو التسبب فى نشر أية مواد أو إعلانات كاذبة أو مضللة أو زائفة، وكل مادة إعلانية يتعين تمييزها بأنها "إعلان".
(26) أن تعمل وسائل الإعلام الرياضى جميعها التقليدية والحديثة على حفز الرأى العام على إدانة العنف المرتبط بالأحداث الرياضية وبخاصة كرة القدم.
(27) يلتزم الإعلاميون الرياضيون باحترام مشاعر الأطراف المتنافسة من اللاعبين والجمهور والإداريين وتهدئة المشاعر الغاضبة لديهم وعليهم الاستعانة بمهاراتهم المهنية فى تحقيق ذلك.
(28) تحال العقوبات فى حالة مخالفة مدونة الإعلام الرياضى إلى القوانين واللوائح المنظمة للعمل الإعلامى بصفة عامة، ويتعين على الجهة المنوط بها متابعة الالتزام بهذه المدونة مخاطبة الجهة المسؤولة عن تطبيق العقوبات واقتراح ما تراه فى هذا الشأن، على أنه فى بعض الأحيان يكون نشر المخالفات وإبرازها فى وسائل الإعلام عقابًا فى الحالات التى لا تستوجب تطبيق لوائح أو قوانين عقابية.