"مصر حريصة على استقرار وأمن الكويت وكافة الدول الخليجية الشقيقة في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، وذلك كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري"، بهذه الكلمات بعث الرئيس عبدالفتاح السيسي برسالة طمأنة وسلام للدول العربية الشقيقة على هامش زيارته للعاصمة الكويتية، أمس الثلاثاء، والتي التقى خلالها سمو أمير دولة الكويت الأمير نواف الصباح.
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، الحرص على تعزيز وتنويع أطر التعاون الثنائي المشترك بين مصر والكويت واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب في شتى المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية.
وشهدت الزيارة تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن الجهود المصرية-الكويتية لتعزيز أوجه التعاون الثنائي بينهما، خاصةً في ظل قرب انعقاد الدورة الثالثة عشر للجنة المشتركة المصرية-الكويتية في القاهرة، وكذلك اللجنة القنصلية المشتركة بين البلدين.
كما تناولت المباحثات الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ونشر ثقافة التسامح والاعتدال على المستوى الإقليمي، حيث تم التأكيد في هذا الإطار على استمرار التنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.
وقال المتحدث الرسمي إن اللقاء شهد استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، لاسيما في ظل قرب انعقاد اللجنة المشتركة المصرية-الكويتية، حيث تم التوافق على أن تركز أعمال اللجنة في اجتماعاتها القادمة على تعزيز التعاون في مجال الاستثمار والاقتصاد بين البلدين.
وفي هذا الشأن أكد خبراء الاقتصاد أن الكويت تعد الشريك الاقتصادي الأكبر، حيث قال الدكتور عمرو صالح، الخبير الاقتصادي، إن العلاقات الاقتصادية بين مصر والكويت كبيرة، وخلال السنوات الـ10 الأخيرة كان المستثمرين الكويتيين هم الأكبر مساهمة في العديد من المشروعات الكبرى، وجاء توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بدعم العلاقات الاقتصادية مع الكويت، الأمر الذي أسهم في زيادة الصادرات المصرية للكويت بنسب عالية بلغت 20 % خلال العام الماضي فقط.
وأضاف "صالح" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن مشروعات الاقتصادية المشتركة بين مصر والكويت مبنية على علاقات متينة وعميقة تمتد من جذور التاريخ، والاستثمارات الكويتية تعد من أكبر الاستثمارات في مصر والعالم، كما أن المصريين أسهموا بقوة في تحقيق النهضة في الكويت خلال السنوات الأخيرة الماضية.
من جهته، قال الدكتور مصطفى بدرة أستاذ التمويل والاستثمار، إن الأشقاء في الكويت يقدرون الدور المصري وكذلك مصر تقدر الكويت نتيجة لعلاقات الشراكة العميقة، مشيرا إلى أن الاستثمارات الكويتية تمثل 25% من حجم الاستثمار العربي، كما أن الكويت أكبر المستثمرين في السوق المصرية.
وأضاف بدرة، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن حجم التبادل التجاري 5 مليارات دولار، وهناك العديد من المشروعات القومية الضخمة التي تقام على أرض مصر، نتيجة للاستقرار السياسي، وارتفاع معدلات النمو في مصر خلال السنوات الأخيرة.
وتابع: "رأس المال يخاف من الدخول إلى دولة غير مستقرة، ومن أبرز الدول التي حققت معدلات نمو كانت مصر بشهادة المؤسسات الدولية الكبرى، وشهادة لمصر بالدور الكبير التي تقوم به الدولة المصرية".