استطاع الخبراء منذ سنوات طويلة استكشاف الملايين من الآثار حول العالم والتي من خلالها تعرفنا على التاريخ القديم للدول والحضارات وكان من ضمن تلك الاكتشافات عدد من أهم الاكتشافات الأثرية المذهلة التي غيرت العالم وكان للتاريخ المصري القديم نصيب كبير من تلك الاكتشافات حيث تعد الحضارة المصرية أهم وأقدم الحضارات في العالم، ونبرز أهم 10 اكتشافات مذهلة في العالم.
1- مقبرة توت عنخ أمون:
"في البداية لم أتمكن من رؤية أي شيء، فالهواء الساخن يخرج من الغرفة مما يتسبب في إطفاء وميض لهب الشمعة، ولكن مع إعتياد عيناي على الضوء، ظهرت تفاصيل الغرفة الداخلية ببطء، الحيوانات الغريبة، والتماثيل، بريق الذهب في كل مكان، كانت هذه كلمات هوارد كارتر الرجل الذي إكتشف قبر الملك توت عنخ آمون وتلخص كلمات هوارد كارتر أهمية وعظمة إكتشاف المقبرة 62 أحد أعظم وأهم مقابر الملوك في التاريخ.
2-حجر رشيد:
لوحة حجر رشيد عبارة عن لوح حجري، عثر عليه في مصر القديمة عام 1799 في رشيد، وهو حجر مصنوع من مادة البارلت ويبلغ ارتفاعه 113 سم وقد نقشت الكتابات علي حجر رشيد في عصر بطليموس الخامس حيث تمكن فريق علماء الآثار الفرنسي بقيادة شامبليون من اكتشاف وفك طلاسم حجر رشيد الذي كتب بثلاث لغات، بدأ العصر الحديث للبحث عن الكنوز وعلم المصريات بعد إكتشاف حجر رشيد والذي ساعد اكتشافه علي فك طلاسم اللغة المصرية القديمة، والحجر يعود تاريخه إلى ما يقرب من 2000 عام وجاء حجر رشيد باللغة اليونانية القديمة والرسوم التوضيحية الهيروغليفية وكذلك الديموطيقية، وهو اليوم في المتحف البريطاني، وساعد اكتشاف حجر رشيد علي فهم حضارة من أعرق الحضارات التي نشأت علي كوكب الأرض وأسس لظهور علم المصريات.
3-جوبيكلي تيبي:
لقد أحدث Gobekli Tepe ثورة في الطريقة التي رأى بها علماء آثار الماضي، يقع جوبيكلي تيبي على تل في تركيا، هو أقدم بناء بشري ضخم في العالم، ويحتوي الموقع على أحجار كبيرة منتصبة ومنحوتات معقدة للحيوانات، وعلى الرغم من أنها قد تبدو للوهلة الأولى وكأنها مجرد مجموعة من الصخور، إلا أن هذه المستوطنة القديمة التي تم اكتشافها في عام 1994 تم بناؤها منذ ما يقرب من 9000 عام وهي حاليًا واحدة من أقدم الأمثلة على العمارة المعقدة الضخمة في العالم، والتي سبقت الأهرامات بآلاف السنين.
ويعتقد البعض أن الموقع تم بناؤه منذ ما يصل إلى 12000عام، وهناك حاجة إلى إكتشاف طريقة رفع الأحجار مثل تلك التي شوهدت في Gobekli Tepe، ومن الواضح أن البشر اجتمعوا معًا لتشكيل مجتمعات معقدة في وقت أبكر بكثير مما كنا نظن.
4- بومبي:
دفن غضب جبل فيزوف مدينة بومبي الرومانية القديمة عام 79 بعد الميلاد.، وكان الثوران البركاني غاضبًا لدرجة أنه حول من علي المدينة إلي جثث أسمنتية بسبب المعاصى والآثام التي إرتكبها أهل المدينة، وكانت الأضرار شديدة وكاملة لدرجة أنه بمرور الوقت تم محو ذكريات المدينة من الوجود العام، تمامًا مثل المدينة نفسها، وإكتشف جوزيبي فيوريلي مدينة بومبي، ويعتقد أن مدينة بومبي الرومانية هي مصدر الإنحرافات الجنسية الفاسدة في العالم.
5- كهف التاميرا:
بفضل إكتشاف الفن المبهر لبعض الكهوف في العصور القديمة الذي أعطي إنطباعات مبهرة عن القدرات الفنية للجنس البشري المبكر، وإستكمل عالم الآثار مارسيلينو سانز دي سوتولا، وإكتشاف كهف التاميرا حيث إكتشفه هانتر موديستو بيريس لأول مرة، مما دفع سوتولا لبدء إستكشاف الكهوف التي كانت معروفة بشكل محدود، وكان كهف التاميرا محلي بالفن القديم المحفوظ بداخله، لفتت إبنته ماريا البالغة من العمر تسع سنوات إنتباهه سوتولا نحو سقف الكهوف التي كانت مليئة بالفن الناضج بشكل لا يصدق لمجموعة من الحيوانات، وأدى ذلك الإكتشاف إلى مناقشات مثيرة للجدل واسعة النطاق حيث يرفض المؤرخون المشهورون العمل بإعتباره متقدمًا جدًا بالنسبة للجنس البشري في عصور ما قبل التاريخ.
وعلي مدار ما يقرب من عقدين من المعاينة الحديثة والتحقق من صحة الكهوف في وقت لاحق تم إعتماد كهوف Altamira كفن حقيقي من العصر الحجري القديم، وحطمت المفاهيم الخاطئة حول قدرات فناني عصور ما قبل التاريخ المحدودة إلى الأبد، كما يعتبر كهف التاميرا أحد كنوز اسبانيا الأثني عشر.
6- آلية Antikythera:
عثر على آليه انتيكاثيرا بين حطام أحدي السفن الغارقة بالقرب من جزيرة أنتيكاثيرا اليونانية عام 1901م ولفتت إنتباه الآلة الغواصين من بين جميع حطام السفن المعتاد من القوارير والعملات والتماثيل، لأنها تبدو واحدة من أغرب التحف التي لم يعثر قط علي شئ مثلها من قبل، اليوم تعتبر آلية انتيكثيرا نواة معظم أجهزة الكمبيوتر الحديثة.
وانتيكثيرا عبارة عن آله مخصصة للتنبؤ بالكسوف والمواقع الفلكية والحركات السماوية للنجوم والكواكب بدقة مدهشة، فهي واحدة من أول الأجهزة التي صممت لفهم ودراسة علم الفلك والعلوم في التاريخ، صممها علماء يونانيون ويعتقد أن تاريخ تصميم أول جهاز ميكانيكي يعود إلى ما يقرب من 100-150 عام قبل الميلاد، وقطعا أثار الإكتشاف دهشة العلماء الذين أدركوا مدي تقدم الحضارة الإغريقية الهندسية بشكل مذهل وغير متوقع لعصور ماقبل الميلاد كان من المفروض حسب الإعتقاد عدم وجود مثل تلك الأجهزة المتقدمة والمصنوعة بدقة، وهي معروضة بالمتحف الوطني بأثينا في اليونان.
7- جيش الطين في شيان:
إكتشف جيش الطين في مارس 1974 واحد من أغرب المواقع الأثرية في العالم والصين والموقع يضم الجيش الجنائزي لـ Qin Shi Huang ، أول إمبراطور صيني 209-210 قبل الميلاد، والمقبرة عبارة عن مجموعة ضخمة من ثمانية آلاف جندي، بالحجم الطبيعي ويزن الواحد منهم قرابة ال 135كجم، بالإضافة إلي الآلاف من العمال والمقبرة تضم أكثر من مائة عربة وخيول مميزة، والعديد من المسؤولين كأحد أكبر المواقع من صنع الإنسان و تكريمًا لأحد أكثر الشخصيات التاريخية تأثيرًا في الصين.
إكتشف مجموعة من المزارعين الموقع، لكن الكثير لا يزال مدفونًا، الموقع جزء من مقبرة كاملة مبنية حول ما يعتقد أنه موقع ميمون لضريح الإمبراطور، وشارك في بناء المقبرة المهيبة للإمبراطور الصيني تشين شي هوانغ مايقرب من ٧٠٠ الف عامل.
8-رابا نوي:
تعرف بشكل شعبي بإسم جزيرة إيستر، أو جزيرة الفصح، وهي واحدة من أكثر الأماكن عزلة في العالم، على بعد آلاف الأميال من الساحل التشيلي في جنوب المحيط الهادئ، ومع ذلك فإن الشيء الأكثر إثارة للحيرة بشأن الجزيرة ليس حقيقة أن البشر تمكنوا من العثور عليها وإستيطانها، ولكنهم شرعوا بعد ذلك في بناء رؤوس حجرية ضخمة حول الجزيرة.
9-كنز ستافوردشاير:
في يوليو 2009 أصبح موقع قرية هاميرويتش في ليتشفيلد، ستافوردشاير (المملكة المتحدة) أحدث إضافة إلى المواقع الأثرية المهمة الأخيرة، ويحتوي الموقع على أكبر مجموعة من الذهب والفضة والمعادن من العصر الأنجلو ساكسوني في القرنين السابع والثامن.
ومن المفترض أن مملكة ميرسيا، التي تنسب إليها هذه الأشياء الثمينة، دفنت أصحابها في أوقات الخطر، بقصد العودة إليها بمجرد أن تكون الأوقات مواتية، ومملكة ميرسيا التي حكمها الملك أوفا ريكس أحد أشهر من حكم الجزيرة البريطانية وأكثرهم هيبة، وقد صك في عهده أموال معدنية بقيمة الدينار وكتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله.
10- طروادة:
حتى القرن التاسع عشر، كان كل شخص متعلم تقريبًا يقول إن طروادة المدينة الواقعة في مركز الإلياذة والأوديسة- كانت أسطورية بحتة، وإعتقد الناس في العالم القديم أن مدينة طروادة، وكذلك حرب طروادة، كانت تاريخية بالكامل أو مجرد أسطورة، ولكن لم يتم إكتشاف بقايا طروادة المادية إلا في عام 1871 في حصارليك بتركيا، قام بهذا الإكتشاف هاينريش شليمان، الذي إتبع الأدلة النصية في ملاحم هوميروس ومراجع قديمة أخرى للعثور على المدينة.
ووجد علماء الآثار المعاصرون أن طرق التنقيب التي إستخدمها شليمان كانت مدمرة لكنها كانت الأفضل في ذلك الوقت، وعلى الرغم من عدم إهتمامه بالتنقيب في طبقات مختلفة من التاريخ، إكتشف شليمان مخبأ كبيرًا للكنوز داخل الأسوار العظيمة للمدينة، وطروادة أو troy هي واحدة من أشهر المدن والحروب التي دارت حولها في التاريخ.