حق المواطنة أصبح مكفولا لكل الشعب
الهيئة القبطية الإنجيلية تعمل على تحقيق العدالة والمساواة ونشر الفكر المستنير..
نسعى لترسيخ مشاعر الولاء والانتماء واحترام التعددية وقبول الآخر
نتصدى لكل خطابات الكراهية بكل أشكالها نتيجة التمييز الاجتماعي
تهتم الحقوقية والمعنية بملف الأديان النائبة سميرة لوقا دانيال، بالعمل الاجتماعي والأهلي منذ قرابة ثلاثين عامًا، وتولت خلال آخر عشر سنوات مسئولية الحوار بين الثقافات والحوار بين الأديان ودعم المواطنة وحقوق الإنسان ليكلل جهدها باختيارها عضواً للمجلس القومي لحقوق الإنسان أواخر العام الماضي.
شاركت مع كافة المؤسسات الدينيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وذلك من خلال عملها كرئيسة لمنتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطيّة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية وأيضًا أهمية الدبلوماسية الشعبية والحوار بين الدول الأوروبية والأمريكية.
وفي حوار خاص أجرته البوابة نيوز معها شددت على مفهوم ازدراء الأديان وكيفية التفرقة بين ما هو ازدراء وما هو حرية وفكر، لافتة إلى أن مصر تحيا في مواطنة يضرب بها المثل...وإلى نص الحوار ..
بداية.. حدثينا عن دور الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية؟
تأسست الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية (CEOSS) عام 1950، وتسعى الهيئة نحو تأكيد قيمة الحياة الإنسانية والارتقاء بنوعيتها، والعمل نحو تحقيق العدالة والمساواة ونشر الفكر المستنير، وتأكيد الأخلاقيات والقيم الإنسانية المشتركة التي تدعو إليها الأديان، وترسيخ مشاعر الولاء والانتماء، واحترام التعددية وقبول الآخر.
وماذا عن رسالتها؟
تسعى الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية (CEOSS) إلى تعزيز الحياة الكريمة، والعدالة، والعيش المشترك. مما يساهم في غرس الوعي الأخلاقي والروحي في المجتمع، وتعزيز الشعور بالانتماء، واحترام التنوع، وحل النزاعات، وتعزيز العدالة الاجتماعية للأفراد والمجتمعات.
وما القيم الرئيسية التي تلتزم بها القبطية الإنجيلية؟
تلتزم الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بالقيم الدينية والإنسانية التي تعزز العدل والسلام. واحترام التعددية والتنوع. وتشجيع الحفاظ على البيئة.
كما تعمل الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بشكل تعاوني وبالشراكة مع المؤسسات الحكومية الوطنية والمحلية ومع مؤسسات المجتمع المدني لمعالجة اهتمامات وحقوق المجتمع بشكل أفضل، وأيضاً الشفافية مع الشركاء والمنظمات المانحة.
وتشجع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ثقافة يتم فيها تقييم وممارسة حرية التعبير والمعتقد، واتخاذ القرارات الديمقراطية، والمساواة بين الجنسين.
كما تعمل الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية على تمكين العمال والقادة من خلال تزويدهم بالمهارات العملية والتحليلية والإبداعية التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم وغاياتهم.
وماذا عن منتدي حوار الثقافات والتابع للهيئة القبطية ..متي نشأ وما رسالته ورؤيته؟
المنتدى نشأ عام 1992، كجزء من الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية (CEOSS)، وركز على قضايا ترتبط ارتباطا مباشرا في التنمية الثقافية: بناء التسامح وقبول الآخر، والاحترام المتبادل، التعايش السلمي، وغيرها، والتي تستهدف فئات متعددة من المجتمع.
وتستمر وحدة الحوار في نشر وتعزيز ثقافة الحوار وبناء السلام عبر برامج وحدتي منتدى حوار الثقافات وبناء السلام، من خلال تمكين الفئات الفاعلة وخاصةً الشباب من المؤسسات الثقافية والدينية والإعلامية والأكاديمية، ومؤسسات المجتمع المدني، ليكونوا عوامل تغيير إيجابي في مؤسساتهم ومجتمعاتهم نحو تعزيز التماسك المجتمعي ومناهضة خطابات الكراهية، ويتم ذلك بالشراكة والتعاون مع الهيئات والمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، إسهامًا في بناء مجتمع ديمقراطي تعددي يرتكز على قيم المواطنة ومبادئ حقوق الإنسان ويحترم التنوع والاختلاف في إطار قانوني ودستوري عادل.
أما بالنسبة لرسالة المنتدى فنجده يساهم علي استمرار المساهمة في بناء التفاهمات وخلق مساحات آمنة للحوار بما يضمن التنوع بين كافة التيارات الفكرية والسياسية والدينية مع التركيز على العناصر الأكثر اعتدالاً بجانب إشراكهم في التخطيط للبرامج والأنشطة بجانب مشاركتهم كمتحدثين.
إلى جانب استمرار وتعميق العمل مع قادة الفكر والقيادات الوسيطة من الأكاديميين والإعلاميين ورجال الدين وشباب المبدعين، وتوسيع بناء الشراكات مع المؤسسات ذات الاهتمام المشترك على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
كذلك المساهمة في طرح رؤى وقضايا هامة وصولها إلى صناع القرار، ونشر قيم الحوار على المستوى المحلي وتشجيع المبادرات المجتمعية من خلال تقديمها بطرق إبداعية ومبتكرة.
وجاء المنتدى أيضاً لتعزيز ثقافة الحوار من خلال خلق جو من الاحترام المتبادل وقبول التنوع، وتشجيع الاندماج الاجتماعي للمساهمة في خلق مجتمع تعددي والتعايش السلمي. وذلك من خلال استهداف فئات متعددة مثل المثقفين وصناع الرأي والقادة الدينيين والإعلاميين و الأكاديميين.
ماذا عن القضايا التي رسخ لها؟
منتدي حوار الثقافات والذي يقترب إنشائه من 28 سنة، اهتم بالقضايا التي تدفع علي التعايش وقبول الآخر والمواطنة لخطوات للأمام، ويعمل من أجل التصدي لكل المشكلات الناتجة عن سوء الفهم أو الصور المغلوطة أو الشكوك التي تكونها الناس علي بعضها البعض بدون حقائق أو أرضية، وإيجاد أرضية مشتركة للاجتماع حولها، وفي نفس هذه الأرضية المشتركة تساعدنا للحصول علي فرص للعمل المشترك ، وهذا دور المنتدي، ونعمل على دعم ثقافة الحوار والتعدية والمواطنة وقبول الآخر بمجالات وطرق متعددة وبطرق عده،ويهتم بالأجيال الجديدة والشباب “الفاعلين بالمجتمع ” لأنه اهتمامنا بهم وبإتاحة الفرص لهم وللتدريبات والحوارات المشتركة ويساعدهم في تبني فكر ايجابي ومنظور إيجابي للعيش المشترك وهذا نعمل عليه منذ فترة طويلة.
كما نهتم بكل قوي التأثير الموجودة علي الساحة المصرية " المفكرين وصناع الرأي والمدرسين وأستاذه الجامعة لأن هؤلاء فاعلون بالمجتمع وعندما يتبنون أفكاراً يستطيعون توصيلها للفئات التي يتعاملوا معها، وبالتالي دوائر التأثير تزيد وتتسع ، وليس اهتمامنا علي المستوي المحلي فقط بينما علي المستوي الإقليمي والدولي ولنا تاريخ في هذا المجال، اهتمامنا بالفكر الثقافي هذا اهتمام عام ومشترك داخل الهيئة الإنجيلية في جزء منها من خلال الكتب التي تصدرها دار الثقافة لكن في جزء خاص بالاحتكاك المباشر والحوارات التي تتم .
كما نتصدى لكل خطابات الكراهية بكل اشكالها نتيجة التمييز النوع الاجتماعي - التمثيل الجغرافي في توازن القوي وتوازن المصادر بين الريف والحضر، أي قضايا خاصة بالتنمر أو الكره هذه من ضمن القضايا التي نعمل عليها من أجل السعي إلي تجريم لهذه الأفعال، طبعا ممكن يكون هناك قوانين منظمة لهذا والدستور المصري جرم هذا ، عدد من القوانين جرمت هذا الأمر .
قانون ازدراء الأديان
كيف تنظرون للقانون خصوصا هناك غضب كبير جداًبسبب المحاكمات وهناك من يعتبر هذا ضد حقوق الإنسان؟ وكيف ترون ثقافة ازدراء الأديان أو ما هو الهدف من القانون من وجهة نظركم ؟
قانون ازدراء الأديان تحدث عنه كثير من المتخصصين والمهتمين وحدث فيه كلام وحوارات كثيرة، وكيف يصبح لدي خط يفصل ما بين أن هذا يعتبر ازدراء بالدين وبين آخر يقول ويعتبره حريات، وهذا واضح جداً واعتقد بأنه يوجد رسوم مسيئة للرسول التي صدرت في وقت من الأوقات في مجتمع غربي اعتبر أن هذه حرية تعبير، ولكن نحن اعتبرناها جريمة للإساءة لرموزنا الدينية والإساءة للأديان هذه جريمة وبالتالي هناك سياقات مختلفة الموضوع ليس بهذه البساطة، وهناك أمور بتكون واضحة جدا بأنها مجرمة.
كذلك الذي يرسم المسيح بشكل معين، الرسول بشكل معين لا هذا أمر مجرم وهذه ثقافتنا وبالتالي عندما اتحدث عن ازدراء الاديان لابد الحديث عنه من منظورة الثقافي ومنظورة الديني ولازم احترم هذا، لكن أستطيع أن أتحدث بالقول بأن واحد كتب قصة وتخيل فيها مثلا المسيح بشكل معين لا أستطيع والأمر واضح ، أحياناً نحب أن نخص الموضوع بشكل كده ونخرجه خارج سياقه من أجل أن أقول بأن هذا حريات، وازدراء الأديان معناه ازدراء أديان كل العقيدة والممارسات التي يزدري بها لا هذه ليست بحرية ولكن هذا ازدراء.
بالنسبة لثقافة العيش المشترك ماذا فعلت المؤسسات الدينية من وجهة نظرك حتى الآن ؟وماذا يحتاج المجتمع بشأن هذا الأمر ؟
المؤسسات الدينية كلها اجتمعت علي العيش المشترك فنجد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف والأوقاف ودار الافتاء والكنائس المصرية، ونرى بأعيننا النموذج الفريد و الموجود في مصر “بيت العائلة ” الذي نحاول تفعيله وجعله يلعب دورا أكثر من فكرة المصالحات ما زال الناس تحيا بثقافة المصالحات والجلسات العرفية، ومن أجل ذلك نتحدث بتحدث عن قانون يحمي المواطن المصري لأنه يحيا في دولة وبالأخص هي دولة قانون وليست مصالحات وبالتالي تكون صحية، الدولة مهتمة ومؤسسات الدولة بأكملها مهتمة بفكرة العيش المشترك ونحن في حاجة الي وعي كثير، نحتاج العمل مع الناس والمواطنين، نحتاج ثقافة، نحتاج القرب من الناس وجعل قضية العيش المشترك هو حياتنا مع بعض، ما زال هناك ممارسات في بعض المناطق نجد بها تفرقة، أحيانا بسبب أن هناك جهلا في التطبيق ، ولا بد أن تيكون هناك رقابة ، نحن ينقصنا الرقابة .
ماذا عن دور الهيئة ودورك في تعميق العلاقات المصرية الدولية كالحوار المصري الأوربي أو المصري الأمريكي، والمحلية كما نراه في منطقة الشرق الأوسط؟
أنا أعمل في إطار مؤسسة قوية لها رؤية ولها دور ، فأنا واحدة من ضمن ترس عمل ، لا أستطيع أن أقول إن دوري متميز"لا"، أنا بنهج رسالة مؤسسة وبالتالي اهتمامات المؤسسة ورسالتها اتفقت مع اتجاهاتي ورغبتي بأنني اصبح جزء وشريكة في هذا الفعل .
فبالتالي أنا موجودة في منظومة إدارية ولها رسالة، والدور التي تلعبه الهيئة القبطية من خلال المنتدي والراسخ في فكره هو تفعيل هذا الدور ودورنا لا يقف عن الوضع المحلي كما أشرت بأن دورنا ايضاً يذهب الي مناطق مختلفة في العالم لأننا نمتلك نموذجا من التعايش الموجود في مصر، أمامه تحديات وتحدياته عبر فترات زمنية ، ويوجد جزء من تحدياته هو الخلط كمجتمع بين الأدوار السياسية والأدوار المجتمعية ، فهناك خلط في الملف هذا .
ماذا عن ملف الأقباط هذه الأيام؟
ما نشهده هذه الأيام في مصر من الحكومة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وتوجه الدولة بكل مؤسساتها وقطاعاتها تجاه ملف الأقباط في أجود وأحسن صوره نجد الدولة تصدر وتثن قوانين وتشريعات تعمل علي المواطنة علي أرض الواقع فنجد قانون بناء الكنائس، كنا فين وأصبحنا فين ،عندما اتحدث عن تقنين أوضاع الكنائس احنا كنا نحلم كأقباط بهذا، وهناك مرونه في الإجراءات لوضع التقنين الان وهناك حركة بشأن هذا الملف، الرئيس في كل مكان يتواجد فيه يتسأل هو فين الكنائس هنا، هو الناس لسه منتظره سؤال هو فين الكنائس والجوامع.
وحق المواطنة أصبح مكفولاً لكل الشعب والكل يتحرك عليه ،ولابد العمل علي ثقافة المجتمع ووعي المصريين، نحن في أحسن وقت وهناك تقدم وهناك مسئولية أيضا، البنات المسيحيات في فترة كن يشعرن بقلق وهن يرتدين الصليب أو على يديهن صليب كنن يشعرن بالخوف، أما اليوم لا، أنا أحيا داخل الكنيسة وأرى الحرية والأمان والدعم ، وما زال هناك بعض المشاكل في القري والنجوي ولكن نحن أفضل من الأول ونحن في حاجة إلي قضاء سريع وتطبيق القانون.