أدان رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون مساء أمس القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين بالاعتراف بالمناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا.
وأصدر ماكرون بياناً حصلت "البوابة نيوز"على نسخة منه قال فيه:' أنه من الواضح أن هذا القرار يعد انتهاك أحادي الجانب لالتزامات روسيا الدولية واعتداء على سيادة أوكرانيا.
ودعا رئيس فرنسا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكذلك بتبني عقوبات أوروبية محددة الهدف.
وكان الرئيس الفرنسي قد ترأس مساء أمس مجلساً للدفاع القومي في قصر الإليزيه والذي يعقد لإدارة الأزمات الكبرى بحث فيه خلفية الوضع في أوكرانيا إثر إعلان الكرملين أن الرئيس الروسي، أبلغ ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، بأنه سيوقع مرسوما للاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين ذاتيا.
وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا طالبا بوتين في وقت صباح اليوم الإثنين بالاعتراف باستقلال "جمهوريتيهما" وإقامة "تعاون دفاعي وهو ما قام به في قرار يؤجج التوتر المستمر على الحدود بين بلاده وأوكرانيا. فيما أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن التكتل سيفرض عقوبات على روسيا بعد الاعتراف بالانفصاليين.
هذا وتشهد أوكرانيا منذ ثمانية سنوات أزمة سياسية عسكرية حادة اندلعت بعد تغير السلطة بالقوة في كييف إثر مظاهرات واسعة بدعم من الغرب ومشاركة مكثفة من قبل القوى القومية المتطرفة في البلاد. فيما نشبت في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، والتي تقطنها أغلبية ناطقة باللغة الروسية، حرب بين القوات المحلية والحكومة، فيما أعلن السكان المحليون في أبريل 2014 إنشاء جمهوريتي دونيتسك ولوغانتسك الشعبيتين اللتين لا تحظيان حاليا بأي اعتراف دولي.
ومن شأن هذا الاعتراف أن يضع حدا لخطة سلام هشة ترمي لإنهاء النزاع الانفصالي المستمر منذ سنوات بعدما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 14 ألف شخصا. وبإمكان موسكو إثر ذلك تحريك قواتها لحماية مئات آلاف السكان في المنطقتين بعدما منحتهم جوازات سفر روسية، وأن تبرر تدخلها هذا بأنه يهدف لحماية مواطنيها. وسيكون بالتالي على أوكرانيا إما القبول بخسارة جزء كبير من أراضيها أو الدخول في نزاع مسلح مع جارتها الأقوى بكثير.
ويتساءل المراقبون هل يتكرر سيناريو القرم مع انفصاليي شرق أوكرانيا؟
هذا وقد تأكد للفرنسيين بأن الرئيس بوتين ينوي الحرب وما خطوة الاعتراف باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين الا مرحلة تمهيدية لها ولهذا طالب الرئيس ماكرون انعقاد جلسة طارئة في مجلس الأمن