التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، برافين أجراوال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر، لبحث ملفات التعاون المشترك مع برنامج الأغذية العالمي، في إطار أولويات الدولة التنموية، والإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر والأمم المتحدة.
ويأتي ذلك في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها وزارة التعاون الدولي، مع ممثلي شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، لمتابعة تنفيذ الشراكات الجارية والاستراتيجيات القطرية وتعزيز علاقات التعاون الإنمائي، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية بتحقيق الاستفادة القصوى من التعاون التنموى لدعم جهود الدولة لتحقيق نمو اقتصادى شامل ومستدام، فضلًا عن تعزيز التنافسية وتحفيز دور القطاع الخاص فى زيادة معدلات النمو، إلى جانب تعزيز جهود الدولة للاستثمار فى البنية التحتية ورأس المال البشرى من خلال مبادرة "حياة كريمة"، مع الاستمرار فى نشر تجارب النجاح التنموية فى تلك القطاعات من خلال المنصات الدولية المختلفة.
وبحث اللقاء العديد من ملفات العمل المشترك مع برنامج الأغذية العالمي من بينها مشروع التغذية المدرسية، وتوسيع نطاق أنشطة البرنامج في مصر لدعم جهود تعزيز الأمن الغذائي، والمشاركة في المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصري "حياة كريمة"، فضلا عن إعداد الاستراتيجية القطرية المشتركة في إطار الشراكة مع الأمم المتحدة للفترة من 2023-2027.
من ناحيتها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، أهمية المشروع المشترك مع برنامج الأغذية العالمي لتطوير التغذية المدرسية حيث يأتي ضمن أولويات الدولة، ويحظى باهتمام دائم من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي ومتابعة مستمرة من رئيس الوزراء، لما له من أهمية كبيرة في توفير العناصر الغذائية المتكاملة للطلاب في مختلف المراحل التعليمية وتعزيز منظومة الأمن الغذائي السليم، مشيرة إلى أن المشروع سيأتي كجزء من المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري على مستوى الاستثمار في رأس المال البشري.
وشددت في هذا الصدد، على ضرورة الوصول للإعداد الجيد للمشروع بهدف تحقيق النتائج المرجوة، مضيفة أن وزارة التعاون الدولي ستعمل عن كثب مع برنامج الأغذية العالمي لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع من مختلف شركاء التنمية.
وأضافت أن المبادرة الرئاسية حياة كريمة تعد من أضخم المشروعات في تاريخ مصر حيث من المستهدف أن تنعكس على تحسين حياة المواطنين في أكثر من 4500 قرية 20 محافظة يمثلون 58% من سكان مصر، مشيرة إلى الزيارات التي قام بها المستشار الدولي أنطونيو فيجيلانتي لبعض القرى المستهدفة من المبادرة، والمباحثات التي تمت مؤخرًا مع المنسق المقيم للأمم المتحدة لتنسيق مساهمتها والوكالات التابعة لها في تعزيز محور الاستثمار في رأس المال البشري بالمبادرة.
وأثنت وزيرة التعاون الدولي، على الجهود المشتركة المبذولة في إطار المشروع الذي ينفذه برنامج الأغذية العالمي بالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية في تنفيذ العديد من المشروعات في صعيد مصر في إطار الشراكة القطرية، والعمل الذي تم تنفيذه بالتنسيق والتعاون مع كافة الجهات المعنية.
وفي سياق آخر بحثت وزيرة التعاون الدولي، أهمية تحويل مركز الأقصر للابتكار وتبادل المعرفة المنفذ بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، إلى مركز للتميز، والتي تعتبر منصات لتحقيق الأمن الغذائي ومعالجة سوء التغذية بين البلدان النامية من خلال تبادل المعرفة والخبرات، ليصبح الأول من نوعه في أفريقيا، ويستخدم كمنصة لتعزيز الجهود الوطنية لتوطيد التعاون بين بلدان الجنوب، والتكامل مع قارة أفريقيا في الجهود التنموية. كما أشارك إلى الورشة التي عقدت ضمن فعاليات منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي في سبتمبر 2020 حول التعاون الثلاثي والتعاون بين بلدان الجنوب وهو ما يمكن أن يتم تعزيزه من خلال العمل المشترك مع شركاء التنمية.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى الدور الذي تقوم به الوزارة لإعداد الاستراتيجيات القطرية مع العديد من شركاء التنمية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك التنمية الأفريقي، بمشاركة الجهات الحكومية المعنية لتنسيق الجهود في إطار رؤية الدولة 2030.
وعرضت وزيرة التعاون الدولي، التقرير السنوي للوزارة لعام 2021، والذي يسرد كافة تفاصيل ونتائج إطار التعاون الدولي والتمويل الإنمائي للعام الماضي، والذي نتج عنه تمويلات تنموية بقيمة 10.2 مليار دولار من بينها 8.7 مليار دولار لقطاعات الدولة المختلفة، و1.56 مليار دولار للقطاع الخاص.
من ناحيته أشاد برافين أجراوال، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر، بالشراكة الاستراتيجية مع مصر، والتعاون مع وزارة التعاون الدولي، لتنسيق الجهود لدعم العمل الإنمائي، لافتًا إلى أن الاستراتيجية القطرية الحالية بين البرنامج ومصر نتج عنها تنفيذ مشروعات وبرامج بنحو 240 مليون دولار، لتعزيز التنمية ودعم جهود الأمن الغذائي، وأنه في إطار الاستراتيجية المستقبلية 2023-2027 نطمح لدفع التعاون الإنمائي لآفاق أوسع في إطار أولويات الحكومة.
وأكد على التنسيق المستمر لوضع خطة طموحة لتنفيذ برنامج التغذية المدرسية مع الحكومة وتوفير التمويل المناسب من شركاء التنمية، لدعم أولويات الدولة وتعزيز الأمن الغذائي للطلاب، مشيرًا إلى أهمية المبادرة الرئاسية حياة كريمة ودورها في تنمية المجتمعات الريفية وهو ما يمكن أن يتيح محاور يتكامل معها عمل برنامج الأغذية العالمي في صعيد مصر.
وأبدى تطلعه للعمل المشترك مع وزارة التعاون الدولي، لإعداد الاستراتيجية القطرية مع برنامج الأغذية العالمي في إطار الشراكة مع الأمم المتحدة للفترة من 2023-2027.
وتسجل المحفظة الجارية بين مصر وبرنامج الأغذية العالمي 586 مليون دولار، ينفذ من خلالها العديد من المشروعات من أهمها مشروع تحقيق التنمية الزراعية والريفية في صعيد مصر، حيث نفذ البرنامج مشروعات في 63 قرية بـ 5 محافظات خلال مرحلته الأولى، بينما تسجل المحفظة الجارية لقطاع الزراعة نحو 355 مليون دولار بنهاية العام الماضي.