طالبت وزارة الخارجية الإيطالية، من كل مواطني بلادها الموجودين في أوكرانيا مغادرتها بشكل عاجل في ظل توتر مستمر ومخاوف من اندلاع حرب جديدة.
وقال وزير الخارجية الإيطالي، لويجي دي مايو، في تصريح صحفي أدلى به أمس الاثنين في بروكسل: "سفارتنا في كييف تعمل على إجلاء موظفيها وتدعو كل الإيطاليين الموجودين في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد".
وتابع: " السفارة ستبقى مفتوحة وتظل عاملة لأننا نريد أن نظهر تضامننا مع الشعب الأوكراني وثقتنا بالدبلوماسية".
وفي وقت سابق دعت فرنسا وألمانيا، رعاياهما إلى مغادرة أوكرانيا بشكل عاجل في ظل توتر مستمر ومخاوف من اندلاع حرب جديدة، خصوصا مع التأكيدات الأمريكية بأن روسيا تستعد لشن هجوم وشيك على أوكرانيا مع تصاعد الاشتباكات على خط المواجهة مع المناطق الانفصالية الموالية لروسيا.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، القوى الغربية إلى التخلي عن سياسة "مهادنة" موسكو، كما دعت فرنسا السبت الماضي كافة رعاياها إلى مغادرة أوكرانيا وطلبت من المتواجدين منهم في المناطق الأكثر عرضة للخطر في شرق البلاد الابتعاد من هناك "من دون تأخير".
وجاء في توصيات الخارجية الفرنسية المحدثة السبت "نوصي كل الرعايا الفرنسيين الذين لا ضرورة قصوى تتطلب بقاءهم في أوكرانيا مغادرة البلاد". وأوضحت الخارجية أن أولئك المتواجدين في "أقاليم خاركيف ولوغانسك ودونيتسك" وفي منطقة دنيبرو مدعوون "إلى مغادرة هذه المناطق من دون تأخير".
وحتى هذا التحديث كانت إرشادات السفر الصادرة عن فرنسا تكتفي بنصح مواطنيها بـ"تأجيل كل رحلات السفر إلى أوكرانيا". وأوضحت الوزارة أنه بسبب "التوترات الناجمة عن تمركز قوات روسية على حدود أوكرانيا" و"تجدد انتهاكات وقف إطلاق النار" في المناطق الانفصالية الموالية لروسيا، فإنها توصي أيضا الفرنسيين "بعدم السفر إلى المناطق الحدودية في شمال البلاد وشرقها".
بدورها، دعت ألمانيا السبت رعاياها لمغادرة أوكرانيا "بصورة عاجلة" بسبب خطر اندلاع نزاع مسلح في هذا البلد، بحسب وزارة الخارجية الألمانية. وقالت الوزارة في بيان "نحذر من أي سفر إلى أوكرانيا" و"نحض بصورة عاجلة الرعايا الألمان" الموجودين في أوكرانيا "على مغادرة البلد بدون تأخير".
هذا، وأعلنت شركة الخطوط الجوية الألمانية "لوفتهانزا" السبت أنها ستوقف رحلاتها المنتظمة إلى مدينتي كييف وأوديسا في أوكرانيا بدءا من الإثنين. وقالت "لوفتهانهزا" في بيان إنه "نظرا للوضع الراهن في أوكرانيا، ستعلق خطوط مجموعة "لوفتهانزا" رحلاتها المجدولة إلى كييف وأوديسا حتى نهاية فبراير/شباط في الوقت الحالي".
وستكتفي الشركة الألمانية بتشغيل عدد محدود من الرحلات السبت والأحد قبل تعليق الخدمة، فيما تستمر رحلاتها إلى مدينة لفيف في الغرب.
لكن شركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس" أعلنت السبت الماضي أنها ستبقي في الوقت الراهن على رحلاتها المنتظمة إلى أوكرانيا.
بالطبع نحن نراقب الوضع من كثب، لكن في الوقت الحالي الرحلة قائمة"، مشيرا إلى أن "إير فرانس" ستسير رحلة أخرى مباشرة الثلاثاء.
من جهته، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة تلفزيونية بثت مساء السبت من أن "كل المؤشرات تدل على أن روسيا تعتزم شن هجوم كامل" على أوكرانيا. وأضاف ستولتنبرغ في مقابلته مع قناة "إيه آر دي" الألمانية: "نحن جميعا متفقون على القول إن خطر وقوع هجوم مرتفع جدا".
وبثت المقابلة بعيد إعلان مسؤول في الحلف أنه نقل موظفيه الموجودين في أوكرانيا من العاصمة كييف إلى مدينة لفيف الواقعة في غرب البلاد، وإلى بروكسل، وذلك لضمان سلامتهم. ولم يعط المسئول أي تفاصيل بشأن أعداد هؤلاء الموظفين، مكتفيا بالقول إن "سلامة موظفينا أمر بالغ الأهمية، لذلك تم نقل الموظفين إلى لفيف وبروكسل. ومكاتب حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا لا تزال تعمل".
ونقلت دول غربية عدة دبلوماسييها من كييف إلى مدينة لفيف قرب بولندا، خشية غزو روسي وشيك لأوكرانيا.