تهديدات عدة استقبلها العالم خلال الفترة الماضية على لسان مارك زوكربيرج بإغلاق فيسبوك وإنستجرام بسبب اللوائح التى تهدف إلى إعاقة جمع بيانات التطبيقات، ذكرتCityAM أن شركة ميتا، المعروفة سابقًا باسم فيسبوك، ذلك فى تقرير قدمته لجنة الأوراق المالية والبورصات الأسبوع الماضي، وهو ما يعتبر أزمة للعالم أجمع وفى مصر خاصة، لأن اعتماد الجموع على وسائل الاتصال الاجتماعى التى أصبحت جزءا من العمل والحياة عموما، فعطل فيس بوك يؤثر على الحياة بشكل كبير.. فما بالكم لو اختفى فيس بوك وواتس أب.
فى البداية، قال محمود زيدان، موظف بأحد مكاتب التطوير العقاري، إن العمل فى مصر وأعتقد فى معظم دول العالم، خاصة القائم منه على التواصل المستمر ينصب على وسائل التواصل الاجتماعى خاصة واتس أب.. فمن خلاله المدير يتابع العمل والـ «تاسكات» فكل موظف يجد منشن يحتوى على اسمه وما قد يفعله، ويبدأ فى تنفيذ المطلوب..
ويتابع حديثه: وهنا يأتى الحديث عن المميزات، فهنا يمكن تحديد موعد استلامك المهمة المقرر تنفيذها، والوقت الذى استغرقته فى تنفيذها، وهو ما قد يحدد جودة عملك فى هذا الوقت، وأيضًا مقدار تركيزك لأن للأسف بعض المديرين تعتبر انتباهك لما يأتيك عبر جروب الشغل جزء من تركيزك وعدم انشغالك بأى مؤثرات أخرى سوى العمل.
ويقول مجدى الهواري، أحد العاملين بأحد مكاتب الحسابات بوسط البلد: جروب الشغل بالنسبة لى هو كارثة بكل المقاييس، فأنا فى المكتب منذ حوالى ١٥ سنة، عاصرت العمل بالتليفون ثم الموبايل ثم جروب الواتس اب، مما لا شك فيه أن العمل بـ الواتس اب أسهل بكثير، ولكن فى نفس الوقت، تلك السهولة تصب لصالح صاحب العمل فقط، فدائما ما تشعر أنك محاصر داخل وخارج العمل، فاختفاء تلك التطبيقات لصالح كل الناس إلا أصحاب العمل.
وتقول هناء زيدان، محامية، الواتس أب والفيس بوك كارثة كل مكان عمل فى مصر بتحويله بالعقلية المصرية إلى وسيلة محاصرة من رب العمل للموظفين، فهى مجرد وسائل «محاصرة» وليست تواصل.
ويؤكد هانى عز الدين، ٢٢ سنة، أن وسائل التواصل الاجتماعى أتاحت أمرا غير قانونى فى العالم كله، وهو طلب العمل من الموظفين فى غير أوقات العمل، ويسبق هذا الطلب أدب زائف فى صورة كلمة معلش أو عشان خاطرى أو إذا سمحت، أو نوع من «تعميم الزبون» حين يقول المدير: «أعلم جيدًا أنك فى وقت الراحة ولكنى مضطر أن أطلب منك كذا.. وكل هذا أمر غير قانونى ومجانى وغير مدفوع الأجر، فلو اختفى تطبيق مثل واتس اب سينتهى هذا الأمر، وأعتقد أنه أبسط حقوق الموظف فى مصر هو الاستمتاع بإجازته الأسبوعية أو الالتزام بساعات العمل على الأقل.
ويتابع محمود كامل: كلمة الالتزام بساعات العمل هى أمام مميزات اختفاء واتس اب وفيس بوك، لأنه ببساطة كيف سأرسل شغلى وأنا فى البيت وليس فى المكتب، وللأسف أصحاب العمل أصبحوا يعتبرون ساعات العمل هى ساعات العمل من المكتب ومن البيت أيضا.