يختلف متوسط عمر الإنسان من دولة لأخرى على حسب عادات البشر فيها وطرق ممارستهم للحياة من نوع الطعام الذي يتناولوه وممارسة الرياضة والعيش في مكان نقي الهواء وغير ملوث ولكن هناك قبيلة تعرف بارتفاع أعمار افرادها حيث يعيش مواطنيها لـ150 عام وهي قبيلة “الهونزا”، وهي قبائل مسلمة وتلد نساؤهم بعمر الـ 70، وهذه القبيلة موجودة شمال باكستان بوادي هوانزا.
وهناك إعتقاد أنهم من نسل جيش “اليكجينت دار” أحد جيوش الإسكندر الأكبر، الذين ضلوا طريقهم في القرن الرابع في احد جبال الهيمالايا الضيقة، وسميت منطقتهم بوادي الخالدون أو المبتسمون ويبلغ متوسط أعمارهم الـ100 عام وليس غريبا أن الكثير منهم يعيشون لعمر الـ150 عاما، ويبلغ عددهم قرابة ال 120 الف شخص وهم من أكثر القبائل المعمرة علي وجه الأرض.
والغريب في الأمر انهم لا يمرضون أو يشيبون، ويتمتعون بصحة جيدة بل أن عمر الـ70 عاما يعتبر مرحلة الشباب لديهم فالرجال والنساء بصحة ممتازة وبشرة نضرة كالأطفال تماما، ويعود سر هذا الأمر لإبتعادهم عن المدينة وضجيجها وإبتعادهم عن التكنولوجيا التي تسبب العزلة الضارة والكسل كما تعتبر حياتهم بين الجبال هي من أهم أسرار شبابهم الدائم وأعمارهم الطويلة فهم لا يتناولون السكر والقليل من الملح ولا يأكلون سوي الخضروات والفواكه التي يزرعونها كالتفاح والخوخ والكمثري والمشمش.
ويحصل شعب الهوانزا على البروتين من تناول القليل من الحليب والبيض والجبن، ونادرا ما يأكلون اللحوم قد تكون فقط مرتين أو ثلاث في السنة على أقصي تقدير وتكون من لحوم الماعز أو الدجاج، ولا يأكلون الطعام المصنع الذي يحوي علي مواد كيميائية، ولا يشرب الهنزة أو الهوانزا سوي العصائر الطبيعية الطازجة لشهرين أو 3 أشهر فقط في العام وإلي جانب ممارسة الرياضة واليوغا بإنتظام كما أن شعب الهوانزا معتادون على السير لمسافات طويلة جدا لا تقل عن 20 كيلومترا يوميا، و يستحمون بالمياه الجليدية ويعتقد البعض أن المياه الجبلية الغنية بالمواد المعدنية والنظام الغذائي السليم هو السبب وراء تمتعهم بصحة جيدة وطول العمر.
ولا يشرب شعب الهوانزا الخمر مطلقا ويعيشون من شهرين إلي أربعة أشهر على عصير المشمش ولا يأكلون شيئا معه وهو تقليد قديم عندهم فالمشمش من الثمار المهمة لدي قبيلة الهوانزا حيث يمتلك كل فرد علي الأقل شجرة مشمش واحدة لأن المشمش يصنع الهيبة والنفوذ، ولا يعرف شعبها أمراض العصر الجديدة كما أنهم يضحكون كثيرا فيما بينهم وحياتهم البدوية وإنسجامهم مع الطبية والجبال جعلتهم لا يصابون بأمراض العصر الجديدة، فهم لا يعرفون أمراض السرطان كونهم يتناولون الكثير من المكسرات المجففة التي تحتوي علي البي B-IV IV- الذي يتحول إلي مادة مضادة للسرطان بالجسم كما أنهم لا يعرفون السكري، البدانة، ضغط الدم، عسر الهضم، أو قرحة المعدة وغيرها من الأمراض، لانهم لا يصابون بها ولم تصلهم أي من الاوبئة القاتلة التي تنتشر في باقي أنحاء العالم والشئ الوحيد الذي يعانون منه هو اضطرابات العين بسبب الدخان الناتج عن نار الطبخ وإعداد الطعام فقط .
وفي عام 1984 حدث موقف غريب في مطار لندن وذلك بعد أن تم توقيف شخص منهم في المطار يدعي (عبدمبندو) كان مكتوبا بجواز سفره أنه من مواليد العام 1932 لكنه كان يبدو وكأنه شاب بالثلاثنيات رغم أنه حينها كان بالعقد الخامس من العمر وبعد استجوابه تحدث لهم عن شعبه وكيف يعيشون هناك، ويعتقد خبراء التغذية بالإجماع أن شعب الهوانزا يتمتعون بالصحة الجيدة وطول العمر بسبب الصيام المنتظم والنظام الغذائي السليم.
