* تعتبر إشكالية الخلط بين اللفظ والموضوع، ومحاولة خلق موضوع فى الدين من مجرد لفظ ورد فى المصحف وعدم ادراك الفرق بين ورود لفظ فى المصحف وبين ورود موضوع كامل ضمن موضوعات الدين الأساسية هى احد اهم الإشكاليات التى وقع فيها التفسير التراثى والتى تحتاج الى تفصيل والى فصل والى ادراك حتى لانخلق من الألفاظ مجرد الألفاظ موضوعات نضيفها الى موضوعات الدين التى وردت بالمصحف والتى قررها الله على عباده
* وقبل ان نبدأ نقول أن التوحيد وبر الوالدين والاقساط فى اليتامى والزواج والطلاق والوصية والارث والجهاد والقتال والربا والصيام كلها موضوعات، اما الحجاب ، والجلباب والخمار والثياب واللباس مجرد ألفاظ، وردت فى المصحف ضمن سياقات لكنها ليست موضوعات
* وقد يتصور البعض ان اى لفظ ورد فى المصحف هو موضوع فى الدين، وهذا خطأ فادح وتأليف فى الدين وموضوعاته واضافة موضوعات الى موضوعات الدين التى وردت بالمصحف لم ترد اصلا ضمنه ولندخل لما نريد بيانه وايضاحه وتفصيله
* والسؤال الاساسى هو كيف نفهم (موضوع) من موضوعات الدين ال12 او موضوعات الشريعة ال21 ؟!
* موضوع فى الدين او فى الشريعة اى ان له آية محكمة بها حكم إلهى فرض ذلك الموضوع وهى عنوانه العام الرئيسى، (كتب عليكم، حرم عليكم، فرض عليكم) + مجموعة من ايات تفصيل هذا المحكم الوارد فى تلك الاية المحكمة
* اذن اى موضوع من موضوعات الدين او الشريعة له اية محكمة تفرضه ومجموعة من ايات التفصيل تفصله وتشرحه
* الحجاب مثلا لفظ فى المصحف وورد 8 مرات نعم لكنه ليس موضوعا، ولم يرتبط فى الايات ال8 التى ورد فيها بشعر المرأة واللباس لفظ ولكنه ليس موضوعا والثياب لفظ ولكنه ليس موضوعا والجلباب لفظ ولكنه ليس موضوع ، التعددية الزوجية ليست موضوعا وهكذا لماذا ؟!!
* لانه ببساطة لاتوجد اية محكمة تفرض على كل نساء الارض غطاءا للشعر فالدين عالمى غير غاضع لاي محلية قطرية او ثقافة محليه ، ولاتوجد مجموعة من ايات التفصيل التى تفصل ذلك الغطاء لونه وحدوده واهميته والحكمه منه والعقاب على من تركه ولم لتزم به ولاتوجد له اى ايات تفصل ذلك المحكم المزعوم تفصل ذلك الموضوع وتحدده
*وعلينا فى المصحف أن نفرق بين (اللفظ) و(الموضوع)، فليس كل لفظ ورد فى المصحف هو موضوع فى الدين وله اية محكمة ومجموعة من ايات التفصيل والموضوعات مثل موضوع التوحيد، موضوع الطاعة المتصلة لله والرسول اى الرسالة ، موضوع بر الوالدين، موضوع الاقساط فى اليتامى، موضوع شهادة الزور والفرق بينها وبين قول الزور موضوع العبادة، موضوع الاستعانه، موضوع الاستدانه، وموضوع الربا، موضوع الزواج، وموضوع الطلاق، موضوع الجهاد، وموضوع القتال، وموضوع الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، وموضوع القصاص، موضوع الصيام، موضوع الحج، واخيرا موضوعان توزيع تركة لحى وتوزيعها لميت
* لكن كيف نفهم اى موضوع من موضوعات الدين أو الشريعة،
* اولا:- علينا ان نجمع كل الايات التى تحدثت فى ذلك الموضوع وورد بها اللفظ وجعل منها رتلا اى طابورا
* ثانيا:ان نقوم بعملية الفرز الاولى للايات التى جمعناها فنفصل بين الدينى والتاريخى منها،
* فنقول ان الجهاد مثلا موضوع وورد فى 26 ايه ولكن عندما نفرزهم سنجد 19 اية تاريخى وردت ضمن قصة النبى وقومه وهى قصص تاريخى مثل قصة سيدنا يوسف واخوته وقصة هود وقومه
* وسوف نجد 8 ايات دين مطلق واذا فرزناهم سنجد الاية 35 من سورة المائدة والتى وردت ضمنهم هى الاية المحكمة فى الجهاد وتصبح السبعه ايات الباقية هى التى تفصل ذلك المحكم وتبينه وتشرحه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) المائدة
*ثالثا:علينا ان نبعد التاريخى تماما ونركز على الدينى حصرا ثم نفصل فى الايات الدينية بين المحكم ( الاية المحكمة) وتفصيله اى نحدد الاية الحصرية المحكمة وعليه تكون باقى مجموع الايات الدينية هى ايات تفصل ذلك المحكم
قال تعالى (الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) هود
*رابعا نلخص كل اية تفصيل ونفهم الجزئية التفصيلية التى تذكرها والتى وردت فى تلك الاية
* خامسا: نلحم ونربط ونجمع كل الاجزاء التفصيلية التى وجدناها خلال تدبر وفحص ايات التفصيل جميعها لنكون الشكل الكامل لكل جوانب الموضوع الذى نريد فهمه
* لكن المهم الا نلغى ايه بأخرى أو نلغى تفصيله بأخرى او نعتبر ان تلك التفصيلة ألغت ماقبلها فهذا عبث كبير وهراء، وتعضية واستقسام واجتزاء وقسمة مالاتجوز قسمته،
* علينا ايضا الا نلغى آيات التفصيل ونلقيها فى البحر بالاية المحكمة مثلا والتى وردت فى الموضوع فمثلا:- موضوع الربا وردت فيه 14 اية اية محكمة و13 اية تفصيل والمحكمة حرمت الربا اى الزيادة فى المعاملات التجارية، فقالت احل الله البيع وحرم الربا، لكن ربى لن يفرض عليك موضوع دون تفصيل وشرح
لان ربى عندما يقول لك الزيادة بين التجار فى المعاملات التجاريه المالية حرام، فسوف تسأله على الفور وتقول اى زيادة ياربى هى التى تعتبرها حرام،
* ساعتها سيشرح ربى ويفصل لك، وهنا لايصح لك ان تلغى 13 ايه هى ايات التفصيل والشرح بالاية المحكمة فتقول عندما يسألك احد عن الزيادة فى المعاملات بين اتنين تجار فتقول الربا حرام وتصمت ودمتم فهذه تعضية للقرآن وبتر وتتضيع نهى الله عنها فهى تضيع الدين تماما وتقسم مالا يجوز قسمته وتفسد الهدف من الدين قال تعالى (كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90)الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (93)الحجر.
والا لكان ربى ألغى ال 13 آية التى نزلها لتفصيل وشرح الموضوع
وفى محكم الصيام مثلا هناك اية محكمة تفرضه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)البقرة
وهناك مجموعة من ايات التفصيل تشرحه وتفصله وتوضح رخصه وتوقفه اثناء المرض والسفر، وتتحدث عن بدل له يمكن ان تستبدله فتتحدث عن استبداله بإطعام مسكين فالفدية بدل وهى غير الكفارة التى تكفر بها عن زنوبك وعلينا ونحن نتدبر موضوع الصيام ان نضع فى الحسبان كل ايات التفصيل والا نلغى بأخدها كل الشرح وكل جوانب الموضوع