أمير من الأسرة العلوية حرمته لعبة السياسة من أن يصبح سلطانًا لمصر رغم احقيته بالعرش، هو الامير محمد عبد المنعم بك افندى، وهو ابن الخديوى عباس حلمى الثانى وولى عهده على عرش مصر والسودان، واول ولى عهد يولد لصاحب العرش في الأسرة العلويه بعد صدور فرمان ولاية العهد من الباب العالي.
ولد الأمير محمد عبد المنعم في 20 فبراير عام 1899 في قصر المنتزة بالاسكندرية، وتلقى تعليمه في فريبورج بسويسرا، وبعد دخول الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى، خلعت بريطانيا الخديوى عباس حلمى الثاني عن العرش يوم 18 ديسمبر 1914 واتهمته بدعم العثمانيين في الحرب، وحل محل والده على العرش السلطان حسين كامل عمه وتجاوزت انجلترا بذلك الأمير محمد عبد المنعم الذي كان صاحب الحق الاول فى خلافة والده وبالتالى لم يحرموه فقط من ولاية العرش وانما هبطوا برتبته فى سلم ولاية العرش.
وبالرغم من ذلك لم يتخل الأمير محمد عبد المنعم عن دوره في الحياة الاجتماعية حيث انتخب رئيسا للجنة الاولمبية المصرية في الفترة من 1934 حتى 1938، كما تم تعيينه رئيس الوفد العربي إلى
مؤتمر فلسطين في لندن عام 1939.
وكان يتميز بالوطنية والأخلاق العالية والصفات الكريمة مما قربه من الملك فاروق حيث كان قاسما مشتركا في أغلب المناسبات والاجتماعات الرسمية.
وتزوج من الأميرة العثمانية فاطمة نسل شاه وهي حفيدة السلطان العثماني الأخير عبد المجيد الثاني حيث لجأت إلى مصر بعد سقوط الخلافة ونفي آل عثمان خارج البلاد وانخرطت في حياة المصريين وشاركت مع الأميرات المصريات في المناسبات الاجتماعية والخيرية.
وبعد تنازل الملك فاروق عن العرش، أصبح الأمير محمد عبد المنعم رئيسا لمجلس الوصاية المصرية من 26 يوليو 1952 الى 18 يونيو 1953 على عرش الملك السابق أحمد فؤاد الثاني عام 1952، وكان مجلس الوصاية يتكون من الامير محمد عبد المنعم رئيسا وعضوية بهى الدين بركات باشا والقائمقام رشاد مهنا.
وبعد إعلان الجمهورية وإلغاء الملكيه فقد الامير محمد عبد المنعم صفته كرئيس لمجلس الوصايه، وعاش مع زوجتة الأميرة نسل شاه فى قصرهما بمصر الجديده حتى عام 1957 حيث قبض عليهما بتهمة قلب نظام الحكم، وتم نفيهما خارج البلاد ومصادرة املاكهما.
وله من الأبناء إثنان، الأمير عباس حلمي الثالث والأميرة إقبال من زوجته فاطمة نسل شاه.
وتوفي الأمير محمد عبد المنعم في اسطنبول في ديسمبر عام 1979 عن ثمانين عاما ودفن في القاهرة.
