العقيد إسماعيل شيرين، أخر وزير للحربية فى العهد الملكى المصرى وصاحب الشهادة التاريخية الهامة فى قضية طابا، والأمير إسماعيل شيرين من مواليد محافظة الأسكندرية في 17 أكتوبر 1920، وهو أمير من أمراء أسرة محمد علي وأحد أحفاده ، والدته ابنه عم الملك فؤاد الأول ملك مصر والسودان .
وتزوج العقيد إسماعيل شيرين من الأميرة فوزية اخت الملك فاروق عام 1949 ، وذلك بعد ان تم الطلاق بينها وبين شاه إيران ، وانجب منها “حسين ونادية” التى تزوجت من الفنان يوسف شعبان .
وتلقي تعليمه في كامبردج حيث درس الاقتصاد السياسي، وعمل في البنك الأهلي، ثم سكرتيرا في مجلس الوزراء وحصل علي البكوية وانتدب للعمل في وزارة الدفاع كضابط اتصال.
واختير إسماعيل شيرين عضواً فى وفد مباحثات الهدنة بين مصر وإسرائيل التى وقعت فى «رودس» بعد حرب 1948 ، وقد انعم عليه برتبة ببكاشي ثم رتبة قائمقام .
وكان إسماعيل يشعر أن عرش الملك فى خطر، وذلك من خلال موقعه بالجيش كضابط ثم كوزير، وكان يرى بوضوح تام التذمر داخل الجيش، إلا ان الملك لم يستمع إليه ، رغم محاولات شيرين لفت نظر الملك الى هذا الأمر لحل المشكلات القائمة والاستماع لهم.
وبعد خروج الملك فاروق من مصر يوم 26 يوليو 1952، خرج إسماعيل وزوجته الأميرة فوزية من مصر واستقر بهما المقام فى جينيف .
دور إسماعيل شيرين الهام فى قضية طابا
عندما بدأت إجراءات التحكيم بين مصر وإسرائيل على طابا ، وكان مقر المحكمة فى «جينيف» ، علم إسماعيل هو بالأمر، فقام بالذهاب من تلقاء نفسه إلى فريق التحكيم المصرى عارضاً أن يدلى بشهادته أمام المحكمة ، لكى يثبت أن طابا مصرية ، وتلخصت شهادته فى أنه كان قائداً للكتيبة المصرية فى «طابا» ، وأن لديه فى أوراقه ، خطابات رسمية بعث بها إلى زوجته وأسرته من طابا ، ولديه ردود على تلك الخطابات أرسلت إليه فى «طابا» ، وأن أختام البريد والطوابع تؤكد ذلك ، ورحب الفريق به شاهداً ، وقبلت به المحكمة ، وأدلى بشهادته التى زادت من اقتناع المحكمة بأحقية مصر فى «طابا» .
بعد تقديم الفريق المصرى ما لديه من وثائق وخرائط ، فضلاً عن الحجج والدفوع والزيارات الميدانية إلى المنطقة ، بما يدعم الحق المصرى ، لكن المحكمة الدولية لم تكتف بذلك ، وفتحت باب الشهود ، وكان على كل طرف أن يدفع بشهوده ليؤكد موقفه ، فتقدم إسماعيل شيرين رغم انه لم يكن قد طلب للشهاده ، حيث انه من المؤكد انه لم يتذكره احد نهائيا او تذكر انه كان له خدمه سابقه فى طابا ، و لكن الرجل تقدم للشهاده بدافع شخصى من نفسه حيث انه لم ينس انه مصري محب لها ومخلص لبلده واحد ضباط الجيش المصرى المخلصين .
وتوفى العقيد اسماعيل شيرين فى 14 يونيو 1994 وذلك عن عمر يناهز 74 عاما.