الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"عرايا في إسطنبول".. رواية جديدة لعلي الصاوي

غلاف الرواية
غلاف الرواية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا عن دار البحرينية المصرية للنشر والتوزيع، رواية جديدة بعنوان "عرايا في إسطنبول" للباحث والكاتب الصحفي علي الصاوي.

الرواية تسلط الضوء على حقائق خفية حول المتاجرين بالدين والوطن في مدينة إسطنبول، تحت انتحال مسميات شتى تتدثر بشعارات وطنية وثورية.

وقد عُرضت هذه الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53، وتعد امتدادا لرواية الكاتب الأولى "إسطنبول 2020..رواية بين دولتين" التى سرد فيها واقع الإعلام المصري في إسطنبول وحجم الفساد المستشري فيه والمظالم الواقعة على الشباب المُغرّر به من قبل جماعات الإسلام السياسي، وتجمع الرواية الأولى للكاتب بين عالمين مختلفين، عالم في مدينة طنطا المصرية ومدينة إسطنبول، يتخللها أحداث جمّة بطلها شاب مصري اسمه سامر.

وعن عرايا في إسطنبول يقول الكاتب في رد مؤمن الزيات بطل الرواية على "راغب السويركي" أحد الشخصيات الفاسدة، وهما يتجولان في حى بشكتاش: لقد سألتني منذ قليل أيهما أفضل الرقص هنا في حانات العري وبين السكارى والفتيات الماجنات أم في عالم السياسية والإعلام؟ فأقول: لا فرق بينهما، فهذا رقص وهذا رقص، غير أن هؤلاء يرقصون على نخب الكؤوس وبين أحضان النساء، وأولئك يرقصون على دماء الشعوب وفي أحضان المصالح.

تنتمى الرواية إلى النمط البوليفيني متعدد الأصوات والرؤى والثقافة، فالشخصيات تعبر عن أفكارها بحرية مطلقة، كما أطلق الكاتب على الرؤوس المسيطرة على مقاليد الأمور في إسطنبول بـ"قطط إسطنبول السِمان" في إشارة إلى حجم الفساد الذي ينخر في عظام هذا العالم، واستعرض الكاتب شخصيات عدة في الرواية منها نبيلة الدريني التى اتخذت من جسدها مطية للدخول في عالم السياسية والإعلام وحصد الأموال.

وهناك شخصيات وصولية وفاسدة مكشوفة أمام بعضها البعض، وقد يكون هذا سرّ اسم الرواية "عرايا في إسطنبول"، أن الجميع عرايا أمام بعضهم البعض وهم على علم بهذا، فيقول الكاتب على لسان راغب السويركي وهو يخاطب نبيلة الدريني: تلك هى طبائع الأمور هنا يا نبيلة فكلنا عرايا أمام بعضنا ونظن أننا مستورون، فلا تكترثي بكلامي وقومي بنا نأخذ هدنة من هذا العالم، ونمارس طقوس اللذة الجسدية فما أجملها حين تكون في حضرة حسناء مثلك، مثيرة ومغامرة وتبحث عن إرواء عاطفي ودفء روحي في برد الغربة.فيقول لها: لا تقلقي فغايتنا واحدة ولا أحد يعرف ماضيك سواي، فأمثالك يُعمِّرون في مثل هذه الأوساط، فتلك البيئة لم تُخلق من الأساس إلا لأمثالك وأمثالي وأمثال مَنْ نعمل معهم، وقلما تجدين فيها مكانًا لشريف أو وطني.

الرواية مليئة بكثير من الأحداث والشخصيات وتسير في أكثر من مسار، فهناك المسار الفكري والمسار السياسي والمسار الاجتماعى والإنساني، وتعد الرواية من أهم ما كُتب حتى الأن في نقل تفاصيل ما يحدث في إسطنبول.

تناول "الصاوي" في روايته "عرايا في إسطنبول" عالم إسطنبول السياسي والإعلامي ضمن أحداث تجسدها شخصيات رمزية تفك شفرات قواعد اللعبة السياسية في الخارج، وكشف حقيقة بعض الشخصيات المتاجرة بالدين والأوطان، عبر خلق عالم روائي مماثل، يَمزج بين الواقع والخيال سبح فيه الكاتب ببراعة داخل الشخصيات لتعريتها أمام القارئ بتجرّد أدبي بحت ورؤية فنية متفرّدة.

زمن الرواية عصري ينتاول ما حدث بعد الربيع العربي من تحولات سياسية وانحدار أخلاقي عند كثير من الرموز التى تصدرت المشهد السياسي وادعت المظلومية في بيئة إسطنبول، وقدم الكاتب مسارات فكرية سلطت الضوء على الأفكار المتطرفة التى تستقطب الشباب، والولاء السياسي الأعمى الذي يجعلهم في مرمى نيران الملاحقات الأمنية والفشل الاجتماعي، وكيف تتخلى عنهم جماعات الإسلام السياسي حين تشتد الأزمات لمواجهة مصير مجهول يفتقدون فيه أبسط الحقوق الانسانية والاجتماعية.

وقد جسّد هذا المسار في الرواية شخصية شاب يُدعى "أيوب صابر" يبلغ من العمر 25 عاما، تدهورت حياته ولم يُكمل دراسته الجامعية بسبب انتماءه السياسي المتطرف، الذي لم يجن من ورائه إلا ثمرة مرّة، فكانت نهايته في الرواية مأساوية وعبرة لغيره من الشباب المُغرّر بهم، من يتبعون أراء الأخرين بلا فهم أو تريّث.

وقدمت الرواية شخصيات أخرى من ضمنها شخصية رمزية باسم "غانم بركات" تُحاكي شخصية سياسية مصرية فاسدة، قدمها الكاتب في الرواية ببراعة وصفية وقراءة دقيقة لميولها النفسية وطموحها السياسي، وشرح الكاتب كيف يسلك غانم بركات كل طريق ولا يتورع من فعل أى شيء للوصول إلى هدفه السياسي، مسخرا في ذلك  كل أدواته لفك شفرة اللعبة السياسية والدخول فيها وإن كان على أنقاض الأعراض والمصلحة الوطنية، لكنه دفع الثمن في النهاية فأدرك حجمه جيدا وأنه مجرد دمية تحركها يد أخرى من وراء مسرح الأحداث.

وقد صدر للكاتب علي الصاوي، ثلاث مؤلفات هي: كتاب "ترانيم محب"، والمجموعة القصصية "صرخة قلم أدب سياسي"، ورواية "إسطنبول 2020".