"الذهب الأخضر".. إقامة منطقة استثمارية للنباتات الطبية والعطرية في بني سويف.. محمد البهي: تلك النباتات عصب صناعة الدواء.. والتصنيع المحلي يحافظ على العملة الصعبة.. علي عوف: يحقق صناعة متكاملة ويوفر
في منتصف الشهر الجاري، فبراير ٢٠٢٢، وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن تخصيص مساحة 147.14 فدان من الأراضي المملوكة ملكية خاصة للدولة، ناحية مركز سمسطا، بمحافظة بني سويف، لصالح المحافظة، بهدف إقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي.
ويأتي إقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية في إطار تأكيدات الرئيس، عبد الفتاح السيسي، على أهمية صناعة النباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي، والحد من تصدير المواد الخام للخارج لتعظيم الاستفادة من القيمة المضافة ودعم الاقتصاد الوطني، ومن ثم خصصت الدولة تلك المساحة في محافظة بني سويف التي تمثل من 40% الى 60% من صادرات مصر بهذا المجال، بالإضافة لتحفيز المنظمات الدولية المهتمة بتحقيق التنمية الزراعية وفقًا لمعايير التنمية المستدامة.
ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع الآلاف من فرص العمل الواعدة، نظرا لتعظيم القيمة المضافة لتلك الموارد بمحافظة بني سويف من نباتات عطرية وطبية، ومن ثم ستعقد المحافظة لقاءات عدة مع المستثمرين والمزارعين في هذا القطاع لبحث متطلباتهم ومشكلاتها والتحديات التي تواجه هذا القطاع، فضلا عن سماع المقترحات في الزيارات الميدانية التي تقام بشكل متكرر للنهوض بهذا القطاع للوصول إلى خطوة جيدة وصولا إلى تشكيل جمعية تعاونية زراعي لإنتاج وتسويق النباتات الطبية والعطرية، وذلك حسبما صرح، محافظ بني سويف، الدكتور محمد هاني غنيم.
وفي ذات السياق قال محمد البهي، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، ورئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة الادوية باتحاد الصناعات، إن النباتات الطبية والعطرية عصب صناعة الدواء، موضحًا: "عند افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمدينة الدواء المصرية كان لديه حلم ربط صناعة الدواء بصناعة الخامات الدوائية هذا المنهج الذي سلكته الصين والهند وأصبحت منافس للشركات الأوروبية في الأسعار".
وأكمل في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن عندما يتم استيراد الخامات نستورد من الشركات العالمية المصنعة للدواء الأصلي وتبلغ عادة في أسعار الخامات، مشيرًا إلى أن مصر منذ عقود طويلة تقوم ببيع المنتجات دون قيمة مضافة، غير أن فكرة التصنيع المحلي للنباتات الطبية والعطرية تحقق التكلفة في التصنيع، مما يجعلنا منافس في السوق المحلي والخارجي، حيث أن وجود صناعة الخامات في مصر تمكن المصانع من عمل بحوث دوائية لاستنباط أدوية جديدة من مصادر مصرية.
ونوه البهي، إلى أن صناعة الأدوية في مصر تستورد مايزيد عن 80% من خلال الصناعة، متابعا: "إذا كان حجم سوق الدواء اليوم يقترب من ١٥٠ مليار جنيه، يصبح حجم الاستيراد مايقرب من ١٢٩ مليار سنويا"، منوهًا بأن تصنيع الخامات في مصر يحافظ على العملة والاحتياطي النقدي ويقلب النسبة من 80% الى 20%، متابعا هناك نمو دائم في عدد المصانع العاملة في مجال الدواء، حيث تتجاوز ٣٠٠ مصنع دواء لديهم طاقة هائلة تغطي مصر والقارة الأفريقية بأكملها، بحيث يصبح الدواء محقق لطموحات القيادة السياسية بصادرات تفوق ١٠٠ مليار دولار منفردة.
ومن جانبه قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية: "تعتبر مدينة بنى سويف من إحدى المدن التي تعتبر من المناطق التي تحتوى على مجموعه كبيرة وجيدة من النباتات الطبية والعطرية، وإنشاء منطقة استثمارية لتلك الصناعة فيها خطوة كبيرة".
وتابع عوف في تصريحات خاصة لـ البوابة نيوز"، أنه يتم تصدير المواد الخام إلى الدول الأوروبية مثل "عجينة الياسمين" والتي يتم تصديرها إلى شركات العطور الفرنسية الكبيرة حيث أن هذه العجينة تعتبر الأفضل عالميا، ثم تقوم الشركات الفرنسية بإعادة تصديرها إلينا فى صورة منتج نهائى بأسعار غاليه جدا، موضحًا أن إنشاء الدولة لهذا المشروع من شأنه عمل صناعه متكاملة، وفي الوقت نفسه توفير فرص عمل.
