كشف الدكتور محمد فضل الله، المستشار الإستراتيجي الرياضي الدولي، عشرة معايير يتم بناء عليها تحديد كيفية التخطيط الفعلي والتنفيذي للرياضة على أرض الواقع بما يضيف الجانب الإبداعي عليها ويساهم فى دعم الإقتصاد الوطني .
وكتب الدكتور محمد فضل الله عبر حسابه الخاص على "فيس بوك " "خلال تجربتى مع الرياضه والتى استمرت على مدار مايقارب لخمسة وثلاثون عاما سواء كنت مرورا بدراستي فى كلية التربية الرياضية واكتسابى لعضوية هيئة التدريس بها او شغلى لعدد من الوظائف أو اشتراكى فى عدد من المشروعات الكبرى ذات العلاقة بالرياضة ، من خلال تلك السنوات أدركت بما لا يدع مجال أن الرياضة قطاع يختلف عن كافة القطاعات والمجالات الحياتية ، قطاع يتميز بالتكاملية والشمولية ، قطاع يحكمة أبعاد وتوجهات مختلفة ، قطاع يتحدد النجاح فيع بقدرة من يخطط له على استشراف المستقبل ، و صياغة رؤية إبداعية لممارسة الرياضية .
فمن خلال هذه التجربة خلصت بعشرة محددات او مرتكزات رئيسية اطلقت عليها " محددات إدراك التخطيط للرياضة " والتى تتمثل فى :
اولا :- قدرة من يخطط على تفهم قيمة الرياضة ، بل قدرته على استيعاب المشاعر والأحاسيس التى يشعر بها اللاعبين بين حالات مختلفة تتمثل فى " حمى البداية اواللامبالاه او الاستعداد للكفاح" فهذا ما يشعر به اللاعب قبل اى مباراة او منافسة او بطولة فهذا الاحساس هو المحرك الرئيسى فى الرياضة بين الانهزامية والنجاح ، بين الانكسار والانتصار
ثانيا :- أن من يخطط للرياضة يجب أن يؤمن أن التخطيط للمدن للاقتصاد للطرق للمنشآت...إلخ أسهل بكثير من التخطيط للرياضة ، نظرا لتشابك ابعادها واختلاف دوافعها وارتباطها بمتغيرات لاتعد ولاتحصى ، بل متغيرات ترتبط بعوامل اقتصادية ، وانسانية، ومجتمعية، وعادات وتقاليد، ودوافع، وحوافز، ورغبة فى المثابرة والنجاح
ثالثا :- أن من يخطط للرياضة يجب أن يؤمن انها ليست كلاما نظريا مجردا، أو تركيبات لجمل فارغة المضمون تمثل شكلا جمالياً ، وانما هى توجه ذو ابعاد موضوعية تعتمد على مرتكزات يجب أن نستطيع من خلالها ان نستكشف الواقع لكى نستطيع أن نستشرف المستقبل
رابعا :- أن يدرك من يخطط للرياضة أن النجاح فيها ليس مضمنونه الأوراق والملفات إنما مضمونه الواقع والممارسات
خامسا :- أن يدرك من يخطط للرياضة أن النجاح فيها يتمثل فى ان تعيش الرياضة ، تتنفس افكارها ، تشعر بدوافعها، تؤمن بأولوياتها ، تدرك توجهاتها، تتعلم علومها
سادسا :- أن من يخطط للرياضة يجب أن يدرك ، أن الرياضة منظومة تكاملية ، ليست جزر منعزله تلك المنظومة التكاملية المحور الرئيسى لها هو اللاعب ، هو الاولولية الأولى فى النجاح الرياضي .
سابعا :- أن يؤمن من يخطط للرياضة بأن تصميم البيئة الرياضية يحتاج الى جهد وعناء كبير تبدأ من تغيير المفاهيم فى الاسرة، وتعديل المناهج فى المدرسة والجامعه لتتلائم مع الممارسة الرياضية، وتوفير مقومات الممارسة الرياضية فى المجتمع بأكمله سواء فى السكن او الشارع او العمل ...إلخ .
ثامنا:- أن يدرك من يخطط للرياضة أن النجاح والإنجاز فى الرياضة التنافسية لن يتحقق الا عند الارتقاء بالرياضة المجتمعية وان تكون عقليات غالبية افراد المجتمع تؤمن بقيمة الرياضة .
تاسعا :- أن يؤمن من يخطط للرياضة أنه لن تكون هناك نخبة فى الرياضة التنافسية الا إذا كان هناك قاعدة كبيرة من النخبة والصفوه فى الرياضة المدرسية ، فالمنهاج الرياضى المدرسى أهم بكثير من أى منهاج اخر ، فالرياضه القطاع الوحيد الذى يستطيع أن يشكل شخصية الفرد بصورة تكاملية .
عاشرا :- أن يدرك من يخطط للرياضة أن التخطيط الناجح لن يأتى الا من خلال القناعات الناجحة، والقناعات الناجحة فى الرياضة تتمثل فى الإيمان بقيمتها ،بقدرتها على إحداث التأثير والتغيير ، قدرتها على بناء الذات ، فالتخطيط للرياضة الناجحة يجب أن يكون من داخل المجتمع من مورثاته من ثقافاته من ابداعاته من قدراته من طموحاته من مستهدافاته .
واختتم فضل الله " الرياضة " قيمة " لاتدرك الا بالايمان بها وإتقان علومها والالمام بمفرداتها وابعادها " .