الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اختيار مصر ضمن أكبر دول إفريقيا المنتجة للقاحات.. أطباء: قانون هيئة الدواء الجديد ساهم في تحسين البيئة التشريعية للتصنيع

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على هامش إعلان منظمة الصحة العالمية، اختيار مصر ضمن أول 6 دول لتلقي التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات "mRNA" في القارة الأفريقية، أكد بعض الأطباء أن هذه الخطوة هامة جدًا في وصول اللقاحات لكافة دول القارة السمراء، بما يساهم في تحصين مواطنيها ضد متحورات كورونا.

وأوضحت المنظمة، أن الـ 6 دول التي تم اختيارهم لاستقبال التكنولوجيا اللازمة لإنتاج لقاحات "mRNA"، هم مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتونس، مضيفة أن ذلك يأتي في إطار استكشاف الفرص والتحديات والسبل الممكنة لإنشاء قدرات تصنيعية للقاحات والبدائل العلاجية في أفريقيا، من خلال تحديد وتعزيز الصناعات الصحية في أفريقيا كونه مستهدفا جوهريا لزيادة الأمن الصحي والدوائي في القارة الأفريقية على المدى الطويل.

وأضافت، أن هذا الاختيار يهدف إلى دعم الشركات المصنعة في تلك البلدان لإنتاج اللقاحات الخاصة بهم؛ استنادا لأحدث تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، كما أنه يضع البلدان في مقعد القيادة عندما يتعلق الأمر بأنواع اللقاحات وغيرها من المنتجات التي يحتاجون إليها لتلبية أولوياتهم الصحية، لأنه وفقا لمعايير دولية تضمن أن لديهم جميع إجراءات التشغيل، والمعرفة اللازمة لتصنيع لقاحات mRNA على نطاق واسع، متوقعة أن يسير العمل وفقا لخطة محكمة، وخارطة طريق واضحة، وأنه سيتم التعاون بين المنظمة وشركائها مع البلدان المستفيدة، ومنها مصر، حتى يتمكنوا من البدء في إنتاج اللقاحات في أقرب وقت ممكن.

وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تقديره لاختيار مصر ضمن دول القارة الأفريقية للحصول على الدعم وتتلقى التكنولوجيا المستخدمة فى تصنيع اللقاحات وغيرها من العقاقير الطبية المهمة، لمواجهة الكثير من الأمراض المستعصية، مؤكدا أن هذا الحدث يعكس عمق الشراكة الدولية في المجال الصحي، داعيا الشركاء الدوليين إلى مزيد من الدعم للقارة الأفريقية في المجال الصحي، فإن تلك الخطوة تعد تكريسا لما تقوم به مصر على صعيد تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات؛ استنادا إلى البنية التحتية القوية في المجال الصحي، وتكنولوجيا التصنيع

وخلال الفترة الماضية وبدعم من القيادة السياسية للمنظومة الصحية، شاركت هيئة الدواء المصرية، بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، في المناقشات والاجتماعات الفنية التي أجرتها منظمة الصحة العالمية بشأن نقل تصنيع تلك التكنولوجيا، والتعرف على الإمكانات المتوفرة في السوق المحلي، والاحتياجات اللازمة لتصنيع لقاحات كورونا في مصر.

كما أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن السبب الرئيسي في اختيار مصر واحدة من الدول الأفريقية التي سينقل إليها تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، هي الإرادة السياسية الحقيقية لتوطين صناعة الدواء في مصر، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مصر لديها بنية تشريعية الآن تمكن المصنع من العمل ضمن قواعد حاكمة واضحة، من خلال قانون هيئة الدواء وقانون البحوث الإكلينيكية، بالإضافة للقدرة البشرية على هذا التصنيع متمثلة في الباحثين والخبراء، فضلا عن المصانع المملوكة وغير المملوكة للدولة، ووجود شبكة طرق قوية تربط مصر بعضها ببعض، وشبكة نقل قوية تنقل تلك اللقاحات لأي دولة في إفريقيا والعالم. 

وأوضح عبد الغفار، في تصريحات صحفية، أن نقل التكنولوجيا يعني إنتاج حقيقي باستخراج مواد خام، لنقل أحدث أنواع اللقاحات بسلسلة تخزين وتبريد، وجميعها متوفرة في الدولة المصرية، وابدأت لاجتماعات خلال الأيام الماضية لتطبيق تلك الخطوة العملاقة، لتصبح مصر مركزا إقليميا لتصنيع اللقاحات"، معتقدًا أنه خلال الشهور القليلة القادمة، العالم كله يتسابق لتغطية اللقاحات، والعالم أدرك أنه لن يكون أحد آمن إلا إذا كان الكل أمنين، أوميكرون ظهر في جنوب إفريقيا، وخلال أيام انتشر في باقي دول العالم، "نتحدث عن بنية جاهزة، وننتظر زيارة من الخبراء والباحثين لاستكمال باقي الخطوات".

الدكتور مجدي بدران

الجائحة أبرزت أزمة وصول اللقاحات لإفريقيا

ومن جانبه، يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي في بروكسل استكمالا لما بذلته مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، تتويجًا لجهود الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، لاستعادة دورها الريادى في بالقارة الأفريقية، تم حصول إفريقيا على تكنولوجيا تصنيع اللقاحات تقديرًا مستحقًا لما تقوم به مصر على صعيد الاستعداد لإنتاج اللقاحات سواء للاستخدام المحلي أو لتوفيرها للدول الإفريقية، استنادًا إلى البنية التحتية الطبية والتصنيعية التي استثمرت فيها مصر على مدار السنوات الماضية، والقادرة على استيعاب هذه التكنولوجيا وتوفيرها بالشكل الملائم لضمان استمرار توافر اللقاحات محليًا وإقليميًا وقاريًا في مصر ودعم الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لتوفير اللقاحات لمواطنيها.

ويستكمل بدران، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنها خطوة فائقة للوصول إلى الشراكة الشاملة في إنتاج اللقاحات وتصنيع الأدوية الحديثة، وتعزيز الجهود المبذولة في هذا المجال لدعم الدول الإفريقية، وتوفير التمويل اللازم المستدام لسد احتياجاتها الصحية، وتعزيز الآليات الدولية لتوزيع اللقاحات لتصبح أكثر عدالة واستجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة مصر ضمن 6 دول إفريقية من ٥٤ دولة فى أفريقيا، ستتلقى الدعم في تكنولوجيا تصنيع اللقاحات، موضحًا أن منظمة الصحة العالمية اختارت 6 دول لتستفيد من نقل تكنولوجيا إنتاج اللقاحات، وهي مصر وتونس وجنوب إفريقيا وكينيا والسنغال ونيجيريا، للسماح للقارة الإفريقية التي تتلقى اللقاحات بشكل محدود جدا، بإنتاج لقاحاتها الخاصة لمكافحة الجائحة وأمراض أخرى.

ويوضح، أن جائحة كوفيد-19 أظهرت أكثر من أي حدث آخر، أن الاعتماد على حفنة من الشركات الطريقة الفضلى لمواجهة حالات الطوارئ الصحية، والتوصل إلى تغطية صحية تشمل الجميع، تكون بزيادة كبيرة لقدرة كل المناطق على صنع المنتجات الصحية التي تحتاجها، فحتى الآن 1% فقط من اللقاحات المستخدمة في إفريقيا تنتج في القارة البالغ عدد سكانها 1،3 مليار نسمة، تشتري الدول الأفريقية جرعات جديدة وتتلقاها من دول أخرى جاءت التبرعات من جميع أنحاء العالم، مثل الصين والإمارات العربية المتحدة والهند وروسيا، مضيفًا أن كوفاكس مبادرة الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19، هي مبادرة عالمية تهدف إلى الوصول العادل إلى لقاح كوفيد-19 بقيادة التحالف العالمي للقاحات والتحصين (GAVI)، وتحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، ومنظمة الصحة العالمية.

ويشير إلى أن الجائحة فجعت ٥٤ دولة في أفريقيا، 11429803 أصيبوا بالكورونا فى قارة إفريقيا، وتوفى 247435  بسبب كوفيد-١٩، على الرغم من الحاجة الملحة لزيادة التطعيم، تلقت إفريقيا عددًا قليلًا جدًا من اللقاحات من العرض العالمي، ولم تتلق إفريقيا سوى ما يقرب من 540 مليون حوالي 6% من جميع لقاحات كوفيد، على الرغم من وجود 17% من سكان العالم، لم يتم تطعيم حتى 10% من الأفارقة بالكامل، لم يتلق ما يقرب من 1.2 مليار أفريقي جرعة واحدة من اللقاح، وبالمعدل الحالي قد لا يتم تطعيم إفريقيا حتى عام 2023.

ويتابع، أن جائحة كوفيد أبرزت الفجوة الحرجة في تصنيع اللقاحات، أنتجت أفريقيا أقل من 1% من اللقاحات التي استهلكتها، واستوردت أكثر من 99%، هذا التفاوت في اللقاحات غير عادل ؛ نظرًا لاحتمال حدوث طفرات خطيرة يمكن أن تؤثر على فعالية اللقاح نتيجة لذلك، قد تصبح إفريقيا بؤرة كوفيد، هناك أزمة التوزيع الغير متكافئ للقاحات الكورونا، على الرغم من النقص الحاد في إمدادات اللقاحات في إفريقيا، إلا أن الإنتاج العالمي للقاحات يتزايد بمعدل آمن، حوالي 1.5 مليار جرعة شهريًا، نطمح أن توافق الدول الغربية على نقل مخزونها الهائل من اللقاحات غير المستخدمة إلى كوفاكس لضمان وصول اللقاحات إلى الأماكن الأكثر احتياجًا.

الدكتور محمد عز العرب

كما يضيف الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار العلمي للمركز المصرى للحق في الدواء، أن المشكلة لتي تعاني منها إفريقيا هي عدم عدالة توزيع اللقاحات، فهناك أكثر من مليار و300 مليون نسمة في القارة، وتم تطعيم أقل من 1%، وهو ظلم كبير على القارة السمراء، موضحًا أن آلية كوفاكس المنوط بها في منظمة الصحة العالمية تغطي اللقاحات للدول ذات الدخل المنخفض حسب تصنيف البنك الدولي.

ويتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن إعلان المنظمة على هامش مؤتمر القمة الإفريقيية الأوروبية في بروكسل يعطي زخم للموضوع، وتوطين صناعة اللقاحات في إفريقيا لتغطية دول القارة باللقاحات، مشيرًا إلى أن المنظمة اختارت 6 دول إفريقية لفتح توطين صناعة اللقاحات بمختلف أنواعها، واختيار مصر جاء نتيجة عوامل عديدة مثل توافر القوة البشرية والبنية التحتية وقوة التشغيل لتصنيع هذه اللقاحات ذات التكنولوجيا العليا، الأمر الذي سيحقق استفادة داخلية لتغطية احتياجات مصر من اللقاحات والدول الأفريقية أيضًا، وهي اللقاحات المعتمدة ذات كفاءة عالية، بما يوفر العملة الصعبة لاستيراد اللقاحات، وستكون مصر أيضًا مصدر إقليمي لتصديرها للقارة وخارج القارة مستقبلًا، وتعتمد صناعة اللقاحات على معامل طبية معينة، بما يدعم البحث العلمي خلال الفترة المستقبلية.