.. فى عام ٢٠٠٩ كنت جالسًا فى مكتب الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء بمقر الوزارة، تحاورت وتناقشت معه حول خطط الوزارة، فجأة: دق التليفون الشخصى للوزير، كان المُتصل هو الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، ودار بينهما هذا الحوار:
_ الدكتور فتحى سرور: يا معالى الوزير عندى فى مكتبي نائب عضو فى لجنة الصناعة ويشتكى من عدم تعاونك معه ويتهمك بأنك تقف ضد الصناعة المصرية وتضامن معه عدد من النواب، أنا بكلِمَك وأنا فاتح الإسبيكر وكل النواب سامعين حوارى معك.
_ الدكتور حسن يونس: أهلا بك يا دكتور سرور، كل التقدير لكل النواب ونحن نقف مع الصناعة المصرية، وكل التقدير لكل النواب وأهلا بهم جميعًا، لكن من هو النائب الذى يشتكى من عدم مساعدتى له؟
_ الدكتور فتحى سرور: هو النائب ( ….. ….. ) وحصل على رُخصة مصنع حديد ويتهمك بأنك مانع توصيل كهرباء له لكى يبدأ تشغيل المصنع.
_ الدكتور حسن يونس: يا دكتور سرور سيادة النائب يعلم تمام العِلِم بأن رُخصة مصنع الحديد التى حصل عليها بها شرط واضح وصريح بأن عليه أن يقوم هو بتوفير الكهرباء لنفسه، ولهذا أقول لك بكل صراحة: قانونًا الدولة غير مُلزمة بتوفير الكهرباء لأصحاب رُخص مصانع الحديد الجديدة، وعلى النائب بأن يُطلِعك على بنود العقد لتتحقق من كلامى.
_ الدكتور فتحى سرور: إذن النائب ليس على صواب، أشكرك يا معالى الوزير.
.. انتهت المكالمة، وحكى لى الوزير ما دار فى المكالمة مع الدكتور سرور، لكنى سألت الوزير وقلت له: ولماذا لا تُوفر الدولة الكهرباء لأصحاب رُخص الحديد الجديدة ؟، فقال: نحن لدينا عجز، لدينا خطط لصيانة محطات الكهرباء وزيادة الإنتاج والنقل والتوزيع، ليس هذا فقط بل إنشاء محطات جديدة، وهذا يحتاج لتوفير تمويل والحكومة رفضت توفير التمويل، ففكرنا فى الحصول على قرض من البنك الدولى، لكن ذلك يحتاج لخطاب ضمان من الحكومة، رفضت الحكومة توفير خطاب الضمان، بصراحة: لا توجد إرادة سياسية
.. استأذنت من الدكتور حسن يونس أن أنشر هذه الحكاية، ووافق
.. فضلت أن أسرد هذه الحكاية لكى آُجيب عن السؤال: لماذا نجح الدكتور محمد شاكر فى تطوير قطاعات إنتاج وتوزيع ونقل الكهرباء ؟، وحتى أُثبت أن لدينا الأن إرادة سياسة قوية حديدية من الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير قطاع الكهرباء، وبالفعل نهض القطاع وإستطاع توفير الكهرباء للمصانع، وتوفير الكهرباء للمنازل، فقد تم تنفيذ ( ٤٨ ) مشروع لإنتاج الكهرباء ومنها إنشاء ثلاثة محطات عملاقة لإنتاج الكهرباء فى بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية، وإنشاء مجمع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بـ(بنبان) بإجمالي إستثمارات بلغت ( ٣٥ ) مليار جنيه والتى تُعد أضخم محطة لتوليد الكهرباء فى العالم، ومحطة إنتاج كهرباء كهرومائية بقناطر أسيوط، ومحطة إنتاج الكهرباء من الرياح فى جبل الزيت
.. يدرك الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء أن التاريخ يذكر الناجحين والمتميزين والأبطال وأصحاب الإنجازات والمُخلصين الذين يُقدمون خدمات الجليلة لبلادهم فى ظل الدعم الرئاسى له، لذلك سيذكُره التاريخ وسيُخلد اسمه فى صفحات التاريخ الناصعة، لأنه عمل بكل ما لديه من خبرات لتطوير القطاع، اختار مساعدين أكفاء، وقام بتصعيد قيادات شابة وأعطاهم الفرصة وحققوا الإنجازات، ونفذ خطة تدريب ونقل التكنولوجيا لشباب مهندسي الكهرباء بعد بروتوكول تعاون مع "شركة سيمنز".
.. "الرئيس السيسى" قال مرارًا وتكرارًا إن الدولة مستعدة لمساعدة أصحاب المصانع وتوفير كافة احتياجاتهم ولا تُغلق الباب أمام صاحب مصنع بل تفتح ذراعيها للجميع ليساهموا فى تحقيق التنمية الشاملة للوطن، وهذه هى أهم ميزة لـ( الجمهورية الجديدة ) التى نعيشها الآن.