مرضى الجذام أحياء لكنهم مقيدون بالمرض كالمسجون الذى لا يستطيع الخروج من محبسه، يعانون العزلة بالاضافة إلى معاناة المرض، إلى أن جاءت مؤسسة أصدقاء مرضى الجذام والتى سعت بكل الطرق إلى إعادة الحياة إليها، وهي مؤسسة مصرية أهلية تهدف إلى خدمة مرضى الجذام والفئات الأكثر احتياجًا.
وفى ذلك يقول أمير السروجي، دكتور بمؤسسة أصدقاء مرضى الجذام، إن المؤسسة تساعد على الارتقاء بجودة حياة المريض وأسرته وتحسين مستوى معيشته فى مختلف نواحي الحياة، وتسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة فى الحقوق والفرص، وتوفير الموارد فى كل المناطق الجغرافية التى يعيش فيها مرضى الجذام.
واضاف «السروجي» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أنه من الأعمال التى تم تنفيذها للمرضى، بناء ٥٢ سقفًا وعمل ٣٣ وصلة مياه لمنازل المرضى، وإجراء ١٣٥ عملية جراحية وعملية عيون، إلى جانب توزيع ملابس وجواكت شتوية لـ ٨٠٠ مستفيد، ومفروشات وألحفة لـ٦٨ أسرة، وتم توزيع ١٩٨ نظارة طبية، و١٤٠٠٠ وجبة جاهزة، ٦٥٥٦ وجبة غذائية، ولحوم ودواجن لـ ٣٩٠٠ مستفيد، وتم توفير ١٥٠ جهازًا كهربائيًا وكراتين غذائية لـ١٨٨٠مستفيدا، وتم إرسال ٣ قوافل طبية، ويوجد إطعام يومى الإثنين والخميس طوال العام.
وتابع «السروجي»، أن الدعم النفسى لمرضى الجذام من أهم التحديات التى تواجهنا، لأننا نحارب المرض والجهل والفقر، وشعور المريض بأنه بعيد عن العالم الخارجى لا يشعر به أحد، فجل ما يطلبونه هو زيارتهم والسؤال عنهم، وعلى الرغم أن مريض الجذام غير قادر على العمل إلا أننا نجد قصصا كثيرة لهم للكفاح وتربية الأولاد، موضحا أن المريض لا ينقل العدوى لأنه يتلقى العلاج.
ولا ينتقل المرض عن طريق مصافحة الشخص المريض أو الجلوس بجانبه، ولا من الأم لجنينها أثناء الحمل، ولا عن طريق الاتصال الجنسى، ولكنه ينتقل من خلال رذاذ المريض، وخصوصا فى حالة عطس أو سعال الشخص المصاب بالمرض، ويتم علاجه حسب حالة المريض، قد يكون عن طريق المضادات الحيوية مع الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية، ومن أعراضه، ضعف شديد فى العضلات والمفاصل، خدر فى اليدين والذراعين والقدمين والساقين، جفاف شديد فى الجلد، تقرحات شديدة فى القدم، ورم الوجه وتغيير لونه، سقوط شعر الحاجبين والرموش.
وتقول منى الجمال، سكرتيرة فى جمعية الأصدقاء لمساعدة مرضى الجذام، أنها اشتركت فى هذه الجمعية لمساعدة المرضى منذ عام، ونتيجة لما يعانيه هؤلاء المرضى من الانعزال والوحدة؛ قررت أن أكون بجانبهم وأمد لهم يد العون، ومهما تحدثت عن معاناتهم لن أصفها فهى ليست فقط معاناة من المرض ولكنها معاناه داخلية شعور باللاشى، فالمرضى تغمرهم السعادة برؤية الآخرين والسؤال عنهم وعن احتياجاتهم.
وأضافت «الجمال» فى تصريحات لـ«البوابة ننيوز»، أن الكثير من الناس يصيبه الذعر والخوف ولا يريد زيارتهم خوفا من الاصابة بالمرض، ولكن العدوى ليست بهذه السهولة التى يعتقدها البعض، فهى تنتقل نتيجة المخالطة الشديدة، أما بالنسبة للقوافل التى تقوم بزيارتهم فتتخذ إجراءات الوقاية اللازمة، إلى جانب تلقى المرضى العلاج اللازم للحد من المرض.
وتابعت «منى": أنه منذ فترة جاءت إلينا حالة مرض جذام لطفل عمره ٦ سنوات، مصاب بالمرض منذ مدة لا تقل عن الأربع سنوات، ووالديه لا يعلمان ذلك، فى البداية قاما بالذهاب به إلى الطبيب، ولكنه أوضح لهم أن هذا مرض جلدي، و بعد ذلك قاموا بأخذه إلى طبيب آخر والذى أبلغهم أنه مرض «الجذام»، وأن الطفل مصاب به منذ فترة، حينئذ قاما والداه باحضاره لتلقى العلاج وهم فى حالة حزن شديد، وبالرغم من ذلك لم يصب الوالدين بالمرض ولا يوجد فرد من العائلة مصاب بمثل هذا المرض.
وأضافت «الجمال": توجد حالة آخرى وهى زوج وزوجة مصابان بالمرض ولديهم ٤ أطفال متعافون تماما، ونقوم بتوفير العلاج اللازم لهم، ودعم أطفالهم بتوفير الاحتياجات اللازمة لهم حتى تستمر حياتهم بشكل طبيعى بعيدا عن والديهم، وبين كل حين وآخر يحضر الأطفال للاطمئنان على والديهم ورؤيتهم، مع الالتزام بإجراء الاحتياطات اللازمة لحمايتهم من الإصابة بالمرض، ويوجد بعض من مرضى الجذام عندما يتوقف المرض عن الانتشار فى جسده، يذهب إلى مستعمرة الجذام، ولكن وضعهم هناك مؤسف للغاية ومحزن فهم أيضا بحاجة إلى المساعدة.